استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

محمود عباس وطلب الحماية الدولية

الأحد 3 يناير 2016 07:01 ص

صحيح أن الكثير من ردود أفعال محمود عباس منذ فشل سياسة المفاوضات، يدخل في الهروب إلى أمام وبعضه يدخل في العجب العجاب.

ما دخل في الهروب إلى أمام كان التهديد باللجوء إلى المنظمات الدولية وخصوصا محكمة الجنايات الدولية. وذلك في محاولة لإخافة نتنياهو وإجباره على وقف الاستيطان للدخول في المفاوضات مرة أخرى، أو في محاولة للضغط على الإدارة الأمريكية لتمارس ضغطا على نتنياهو للعودة إلى المفاوضات ولو وقف جزئي للاستيطان.

ولكن تبين أن الهروب إلى أمام وما بني على ذلك من آمال، هما دوران في المكان. فلا نتنياهو خاف من ذلك التهديد، ولا الإدارة الأمريكية ارتعدت فرائصها خوفا من الخطة الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها محمود عباس باعتبارها الرد على فشل المفاوضات، وعلى نفض إدارة أوباما يدها من مواصلة الضغط على نتنياهو.

الأمر الذي يؤكد أن محمود عباس، ولكي لا يغضب الذين يهمهم أن يسمى "السيد الرئيس"، لم يعد في جعبته ما يفعله بعد أن فشلت سياسة المفاوضات والتسوية وانتهى "الحلم الفلسطيني" الوهمي بحل الدولتين. (بالرغم من كونه حلا تصفويا للقضية الفلسطينية). فلجأ إلى التهديد الهزيل غير العملي، وغير المؤثر، باللجوء إلى المنظمات الدولية، ولا سيما محكمة الجنايات الدولية (المسيطر عليها أمريكيا وصهيونيا).

باختصار كانت المحصلة ارتباكا لا حدود له في وضع "السيد الرئيس"، وإدارة للظهر من قبل أوباما وكيري لرعايتهما مشروع التسوية والمفاوضات، ذلك ما دام نتنياهو مصرا على استراتيجيته الخاصة بتهويد القدس واقتسام الصلاة بالمسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، وبالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وصولا إلى الإعلان عن سقوط "حل الدولتين".

أما حل نتنياهو فهو فرض الدولة اليهودية على كل فلسطين، أو ما يسميها زورا "أرض إسرائيل". أما من يبقى في ظلها من فلسطينيين فلتستمر سلطتهم الحالية شريطة استمرارها بالتنسيق الأمني، واستمراء العيش تحت الاحتلال.

ولكن في ظل هذه المحصلة فوجئ محمود عباس، كما فوجئ نتنياهو وأوباما وكيري وغيرهم باندلاع الانتفاضة الثالثة. وقد حاولوا تسميتها في البداية بـ"الهبة الجماهيرية" أو "الشبابية العفوية" ظنا منهم أنها ستكون هبة غضب أو يأس لبضعة أيام. ثم تحولت المفاجأة الآن، بعد الدخول في الشهر الرابع، وبعد زيادة مؤشرات استمراريتها، إلى أن تتحول إلى ورطة لم يعد يعرف محمود عباس كيف يتعامل معها. وكذلك الحال مع نتنياهو لا سيما بعد أن فشلت كل محاولات قمعها، وكذلك مع الإدارة الأمريكية وفشل زيارتين قام بهما كيري لتطويقها وإحباطها.

قال محمود عباس في خطاب له أن "الهبة الجماهيرية" كما أسماها جاءت نتيجة اليأس بسبب فشل "حل الدولتين" أو الفشل في قيام دولة فلسطينية. وقد اعتبرها عفوية ليس من حق أحد ادعاء تحريكها. ووصل إلى الإعلان أن ما من أحد يحق له أن يلوم هذا اليأس عند الشباب.

طبعا كان يفترض والحالة هذه أن يأخذ قرارا، في فتح، وقيادة م.ت.ف، بالانضمام للانتفاضة. ولكنه لم يفعل وراح بالخفاء يعمل مع الأجهزة الأمنية لإحباطها. وقد كشفت عدة تقارير صحفية صهيونية أن ثمة تعاونا مستمرا بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والشاباك والجيش الصهيوني.

صحيح أن هذا التعاون محرج، ولا يستطيع أن يجهر به. ولكن عدم انتقال قيادة فتح للدعوة إلى الانتفاضة والمشاركة فيها. ومن ثم الانتقال بها إلى مستوى أعلى في ظل وحدة وطنية فلسطينية شاملة، شكلا سمة من سمات الأشهر الثلاثة الماضية للانتفاضة الراهنة. وهو ما لا يجوز أن يستمرا في شهرها الرابع المرشح لمزيد من التصعيد فيها.

على أن الخطوة التي تشكل أعجب من العجاب تمثلت بمطالبة محمود عباس بإرسال حماية دولية للشعب الفلسطيني من قوات الاحتلال. وهو ما يريد أن يطالب مجلس الأمن بإصدار قرار في هذا الشأن.

صحيح أن هذه الخطوة تدخل في سياسة الهروب إلى أمام. وتدخل في السياسات المحكوم عليها سلفا بالفشل. وذلك بغض النظر عن سوئها وما تتضمنه من خطر شديد على الانتفاضة والقضية الفلسطينية.

لكي ندرك الخطر الذي تضمنته هذه المطالبة الخرقاء، بدلا من الانخراط في الانتفاضة، لنتصور بأنها تحققت وأرسلت قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من بطش قوات الاحتلال. فماذا يعني هذا أو ما يترتب على ذلك؟

باختصار، سوف يستمر الاحتلال دون مقاومة فلسطينية له، أو من دون انتفاضة، ناهيك عن أشكال المقاومة الأخرى لأن الحماية الدولية ستعمل في الاتجاهين. أما في المقابل فلن يكون هنالك أعمال بطش من جانب جيش الاحتلال، ولماذا يكون ما دام الوضع سيستقر من دون مقاومة له، وبحماية قوات دولية.

أصلا يستطيع الشعب الفلسطيني أن يعيش بلا بطش ولا اعتقالات أو قتل متعمد أو صدامات إذا ركن تحت الاحتلال ولم يقاومه ومضى الاحتلال والاستيطان على رسلهما بلا رادع.

من هنا يبين كم يتخبط محمود عباس عندما يطالب بقوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني، وعمليا لحماية الاحتلال أيضا. ومن ثم من المضحك أن يتخذ أحد من معارضة نتنياهو لمجيء قوات دولية شهادة على أن المطالبة بها يعارضها نتنياهو. ومن ثم تعْتبر خطوة نضالية تماما كما حدث حين اعتبر رفض نتنياهو لحل الدولتين شهادة على أنه حل في مصلحة القضية الفلسطينية، وهو تصفية لها.

معارضة نتنياهو لمجيء قوات دولية تنبع من تأكيد "سيادته" على كل أرض فلسطين. وذلك بالرغم من حماية القوات الدولية للاحتلال والاستيطان. فهو يرفضها "مبدئيا" حتى لو كرست الاحتلال والاستيطان وأنهت مقاومة الشعب الفلسطيني وانتفاضته.

وكلمة أخيرة يجب أن توجه إلى قيادة فتح وقيادات فصائل م.ت.ف وهي ضرورة وضع حد لسياسات الهروب إلى أمام تحت حجة اللجوء إلى المنظمات الدولية بدلا من الانخراط في الانتفاضة وفرض إنزال الهزيمة بالاحتلال والاستيطان. فقد تحولت سياسات "الهروب إلى أمام" في ظل الانتفاضة والشهداء والجرحى والاعتقالات وهدم البيوت إلى سياسات كارثية ومدمرة. لأنها تخدم الاحتلال والاستيطان من خلال إعاقة تحول الانتفاضة إلى قوة جبارة تصنع النصر.

وأن أسوأ ما يفعله محمود عباس بسياسة الهروب إلى أمام مطالبته بقوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني، إذ لا حماية للشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية إلا بإزالة الاحتلال وتفكيك المستوطنات وكسر الحصار عن قطاع غزة.

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل محمود عباس محكمة الجنايات الدولية بنيامين نتنياهو الانتفاضة فتح

مصدر فلسطيني: «عباس» استشار الملك «سلمان» في وقف التنسيق مع (إسرائيل)

لأول مرة منذ 5 سنوات.. «عباس» يصافح «نتنياهو» خلال قمة المناخ في باريس

توتر العلاقة بين «عباس» و«السيسي» بسبب «المصالحة» مع «دحلان»

«عباس» للفلسطينيين: لا تنجروا إلى العنف والقوة ضد (إسرائيل)

«عباس» يدعو الأجهزة الأمنية لعدم التصعيد والانجرار للعنف

«محمود عباس» إلى أين؟ وإلى متى؟

«عباس» يدعو لمؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية

«عباس»: التنسيق الأمني مع (إسرائيل) لا يزال قائما

إشادات إسرائيلية بتعاون السلطة الأمني وخوف من القادم