شغلت قضية الطفل "شنودة"، الذي عثرت عليه أسرة مسيحية وربته 4 سنوات قبل أن تودعه السلطات المصرية في دار رعاية أيتام، الرأي العام المصري وسط انتقادات وجهت لقانون التبني بالبلاد.
وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حملة إلكترونية موسعة خلال الأيام الماضية تطالب بالطفل "شنودة"، إلى الأسرة المسيحية التي وجدته وربته، قبل أن يتم إيداعه في إحدى دور رعاية الأيتام، وفقا للقانون المصري، وتغيير اسمه إلى "يوسف".
وناشد رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم "#رجعوا_شنوده_لاسرته_اللى_احتضنته"، المسؤولين المختصين في مصر بضرورة إعادة الطفل للأسرة المسيحية وسط جدل حاد حول قوانين الأحوال الشخصية التي تمس المسيحيين في البلاد، وتساؤلات عن المستفيد من إشعال هذه القضية.
وأفادت وسائل إعلام مصرية، بأن القصة بدأت قبل 4 سنوات، عندما عثر على طفل في حمام إحدى الكنائس بمصر، وقرر زوج وزوجة لا ينجبان، ومتزوجان من 29 سنة، تبني الطفل، وأطلقوا عليه اسم "شنودة"، وعاش معهما 4 سنوات.
وطمعا من ابنة أخت الزوج والذي يدعى "فاروق فوزي"، في ميراث خالها بعد وفاته، قامت برفع قضية على خالها وزوجته واتهمتهما بخطف "شنودة"، وقامت النيابة المصرية بالتحقيق معهما وتبين عدم نسبه لهما ليتم إيداعه في إحدى دور الأيتام.
فى قضية الطفل #شنوده
— المتر على⚖ 🇪🇬 (@ali_afocato1988) September 7, 2022
الغلط من الزوجين اللى خدوه وزورو وكتبوه باسمهم ودى جريمة
لأن القانون واضح اى طفل مجهول النسب بيعتبر مسلم وبيتعامل على هذا الاساس سواء فى دار الرعاية او مع اسرة مستضيفه
لان مفيش تبنى فى القانون
والزوجين كانو قادرين يكفلو اى يتيم مسيحي معلوم النسب وخلاص
اخو الوالد الي اتبناه هو من بلغ الشرطة ليه مش بتقولوا الحقيقة انه اخوه بلغ عنه بتحاولوا تعملوا فتنة تشغلوا بها الناس وتدخلوا كلمة مسيحي ومسلم .لو الطفل مسلم او مسيحي مش ها يفرق مع حد المهم يتربي كويس في اسرته الي اتبنته بس لو فيه خطا لازم يصحح #رجعوا_شنوده_لاسرته_اللى_احتضنته
— rehab🇪🇬 (@Riri_Ahmed80) September 5, 2022
نفسي اعرف ونفسى افهم ليه مؤسسات الدوله المعنيه بأمر الطفل شنودة ..
— Eman El Shaarawy (@shaarawy_eman) September 7, 2022
لم ترد ولم تهتم بكل ما كتب مناشداتنا وتكشف الحقيقه ..
ولم يعنيها حتي الاهتمام بوضع الطفل المؤلم لم تتعامل معه كحالة استثنائيه
ليه سايبين الدنيا "تولع" ؟!
من المستفيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ @AlsisiOfficial @MOSS_Egypt https://t.co/gyCFHLymdu
الكل أخطأ بلا استثناء منهم متعمدا ومنهم بحسن نيه #وشنودة_يدفع_التمن ماذنب هذا الطفل الملاك البرئ أن يدفع تمن أخطاء آخرين ..الانسان والإنسانية وجدت منذ البدء بحق الإنسانية أن ترحموا هذا الطفل من القادم نعم هناك قانون يجب تطبيقه وهناك أيضا روح القانون شنودة يعاقب علي جرم لم يرتكبه١ pic.twitter.com/59MdSTzEup
— GALLAY (@FakryMjdy) September 6, 2022
ووفقا للقانون المصري، فإن فاقد الأهلية يعد "مسلما بالفطرة"، وتختار هيئة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية بمصر للطفل اسما ثلاثيا وتنسبه إلى الدين الإسلامي.
وعليه تم تغيير اسم الطفل "شنودة" إلى "يوسف" بعد إيداعه في دار الأيتام، وهو ما أثار حفيظة الأقباط في مصر.
ويحظر قانون الطفل بمصر رقم 12 الصادر في عام 1996، التبني بمفهومه الأوسع، وتم تعديل لائحته التنفيذية عام 2010، واعتمدت مصر بدلا من ذلك "نظام الأسر البديلة" الذي ينص على "إلحاق الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، خاصة مجهولي النسب، بأسر يتم اختيارها وفقا لشروط ومعايير تؤكد صلاحية الأسرة وسلامة مقاصدها لرعاية هؤلاء الأطفال دون استغلال لهم أو لمصالح ذاتية".
ومن شروط الأسرة البديلة، أن تكون ديانة الأسرة ذات ديانة الطفل، وأن يكون الزوجان مصريين (ويجوز للجنة العليا للأسر البديلة الكافلة الموافقة على كفالة طفل لأسرة بديلة مكونة من زوجين أحدهما مصري).
وحاولت الكثير من المبادرات الفردية إعادة تمرير مادة قانونية تجيز للعائلات المسيحية التبني، لكن من دون جدوى.
يذكر أن التبني الرسمي الذي تتبنى بمقتضاه أسرة طفلا وتمنحه اسمها وتجعله وريثا شرعيا لها محرم شرعا في الإسلام لعدم اختلاط الأنساب، كما أنه غير معمول به في مصر على الرغم من تشجيع الناس على رعاية الأطفال أو كفالتهم.
ومع ذلك وسّعت مصر في يناير/كانون الثاني 2020 القواعد الخاصة بمن يمكنه تبني طفل لتشمل العازبات فوق سن الثلاثين والمطلقات، وخفضت الحد الأدنى المطلوب للتعليم على أمل أن تؤدي زيادة مجموعة الآباء بالتبني المحتملين إلى جعل التبني أكثر انتشارا ويحظى بقبول اجتماعي.