اندلعت اشتباكات مسلحة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين، عقب اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ناشطا في "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس".
وأفادت مصادر محلية بأن قوة أمنية فلسطينية اعترضت، مساء الإثنين، مركبة كان يستقلها القيادي في كتائب القسام "مصعب اشتية" رفقة شاب آخر يدعى "عميد طبيلة" بالقرب من كلية الروضة في البلدة القديمة بنابلس، وقامت باعتقالهما.
وسادت حالة من التوتر مدينة نابلس عقب الإعلان عن "اعتقال اشتية"، ودعت مجموعات مسلحة تحمل اسم "عرين الأسود" لمسيرة احتجاج على دوار الشهداء وسط المدينة.
مصادر صحفية: "مواجهـــات عنيفة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة نابلس اليوم احتجاجاً على اعتقال المطاردين مصعب اشتية وعميد طبيلة".#فلسطين pic.twitter.com/p83UVynF5F
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 20, 2022
وقالت "عرين الأسود" في بيان صحفي: "بنادقنا موجهة نحو الاحتلال فلا تحرفوها ولا تنحرف بإذن الله عن مسارها نتيجة عمل بعض الأشخاص الذين يريدون الفساد بنابلس".
وأضافت: "نحن حتى الآن صامتون ولم نتخذ أي إجراء تخريبي نتيجة هذا الاعتقال ونحن قادرون على ذلك، ونحذر السلطة من أن المساس بمصعب من قبل الاحتلال سوف تليه عواقب وخيمة على المدينة".
مصادر صحفية: "احتجاجات في حي المخفية بمدينة نابلس على اعتقال الأجهزة الأمنية للمطارد مصعب اشتية"#فلسطين pic.twitter.com/rozUYAlKgF
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 20, 2022
في غضون ذلك أغلق شبان عددا من الشوارع الرئيسية بالإطارات المطاطية، وخرج عشرات المقاومين بمسيرة في ميدان الشهداء أطلقوا خلالها النار في الهواء تعبيرا عن الاحتجاج على اعتقال "اشتية".
كما خرجت مسيرة بمخيم بلاطة شرقي نابلس، أطلقت خلالها هتافات منددة بالتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وانتشرت أجهزة أمن السلطة في ميدان الشهداء ودفعت بعدد من الآليات المصفحة، ودارت مواجهات عنيفة بينها وبين عشرات الشبان الذين رشقوها بالحجارة مرددين هتافات مناوئة للسلطة، فيما أطلق عناصر الأجهزة الرصاص وقنابل الغاز بكثافة.
عاجل| تغطية صحفية: "مدرعات للأجهزة الأمنية في مدينة نابلس خلال اشتباكات مع مئات الشبان الغاضبين على اعتقال المطارد مصعب اشتية". pic.twitter.com/NWmm4azI2q
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 19, 2022
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن شخصا قتل وأصيب 3 آخرون جراء الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في مدينة نابلس.
في المقابل، قال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية اللواء "طلال دويكات"، يوم الثلاثاء، إن اعتقال "مصعب اشتية" و"عميد طبيلة" جاء "لأسباب ودواعٍ موجودة لدينا، سيتم الإفصاح عنها لاحقًا".
وذكر "دويكات"، في تصريح صحفي، أن "المعتقلين لم ولن يتعرضا لأي مساس بهما وسمح لمؤسسات حقوق الإنسان بزيارتهما فورًا".
ولفت إلى أن وفاة "المواطن فراس يعيش (خلال الاحتجاجات) جاءت نتيجة إصابة لم تحدد طبيعتها بعد، ونحن بانتظار التقرير الطبي لها، والتي أودت بحياته في مكان لم يكن يتواجد فيه أي من عناصر الأمن".
و"مصعب اشتية" أسير محرر اعتقل 3 مرات وأمضى في السجون الإسرائيلية 4 سنوات.
وأدرجت إسرائيل اسمه ضمن المطلوبين لها منذ شهر يونيو/حزيران 2021، وداهمت منزل عائلته في بلدة سالم شرق نابلس عدة مرات بهدف اعتقاله.