«مجتهد»: «الداخلية» تعلم بوجود مسلحين شيعة داخل السعودية وتتوقع انتقام «القاعدة»

الأربعاء 6 يناير 2016 03:01 ص

قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، إن وزارة «الداخلية السعودية لديها علم بوجود متدربين شيعة داخل السعودية بسلاحهم وعتادهم لكنها لا تستطيع تحديد هوياتهم وانتشارهم»، كما لا تستطيع تقدير حجم قوتهم، مشيرا إلى أنها لا تستبعد رد فعل مسلح، سواء في فترة قريبة أو بعيدة، كما أنها تخشى من استهداف العائلة المالكة.

جاء ذلك في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم الأربعاء، تعليقا على رد الفعل المتوقع لتنظيم «القاعدة» وكذلك رد فعل إيران، والشيعة داخل السعودية، تجاه إعدام المملكة السبت الماضي 47 مدانا بالإرهاب من بينهم المعارض الشيعي البارز «نمر النمر».

رد فعل «القاعدة»

وحول رد فعل المتوقع لتنظيم «القاعدة» تجاه ما حدث على اعتبار أن بعض المعدومين أعضاء في التنظيم، قال «مجتهد»: «كانت معلومات الداخلية (السعودية)، أن عناصر القاعدة لديهم رغبة شديدة بالانتقام، لكن ليس لديهم القدرة على تنفيذ هذه الرغبة، بسبب محاصرتهم على مر السنين، لكن توفرت معلومات جديدة بعد توسع نفوذ القاعدة في اليمن، تدل على أنهم الآن أقدر على تنفيذ التهديدات، لكن لم تكتمل الصورة في شكلية التنفيذ».

وتابع: «لا تقلق الداخلية من عمليات تستهدف رجال أمن أو أهداف مدنية سواء سعودية أوغربية لأن هذه الأهداف ستضر القاعدة أكثر مما تنفعها وتقوي السلطة ضدها، لكن تخشى من استهداف العائلة الحاكمة، لأن مثل هذا الهدف قد يربك التوزان في العائلة، وربما يحظى بتعاطف شعبي بعد تململ الناس بسبب تردي الأوضاع».

وأضاف أن «هدف آخر تخشاه (السعودية) هو المنشآت النفطية، لأنه يحرج السلطة، كونها لم تتمكن من تأمين تدفق النفط، وهي المهمة الأساسية في رضا القوى الكبرى عن هذه السلطة، وهكذا فلديهم معلومات عن رغبة القاعدة في الانتقام، وأن قدراتهم التنفيذية تحسنت، لكن لم تتوفر معلومات عن التفاصيل ولذلك أخذت احتياطات عامة».

رد فعل إيران وشيعة السعودية

وفيما يتعلق برد الفعل الإيراني على إعدام «نمر النمر»، قال «مجتهد» إن «الحديث عنه معقد ومتداخل ومرتبط بالتطورات الزمنية والدور الإيراني وتوجه الطائفة الشيعية، وأيا كانت التطورات، فمن المستبعد أن تستخدم إيران قوتها العسكرية في حرب مباشرة، لكن لديها أوراق تسرب ما يدل على أنها تريد تحريكها ضد السعودية».

واستطرد: «كانت إيران قد تلقت تطمينات غير مباشرة أيام الملك عبدالله (بن عبد العزيز)، أن النمر لن يعدم، وحتى بعد استلام سلمان كان تقديرهم أن الإعدامات لن تشمل نمر النمر، ولهذا السبب لم تكن إيران متهيئة دبلوماسيا وسياسيا ومخابراتيا بشكل جيد للتعامل مع الحدث، وتصرفت بعجلة وارتباك بتصرفات حمقاء منها حرق السفارة».

وأوضح أن «إيران متحسرة أن صدر عنها هذا الفعل، ليس احتراما للسعودية، لكن لأنها ظهرت بمظهر المتهور العاجز الذي خرق قوانين دولية بسبب غضب مستعجل»، مشيرا إلى أن «المعلومات تقول إن هذا التصرف صدرعن جناح انفعالي في المؤسسة الإيرانية، له نفوذ وحصانة، ولذلك رغم اعتذار إيران فلن يتعرض من حرق السفارة للعقاب».

وفي رأي «مجتهد» أن «الخطورة لا تأتي من هذا الجناح المتشنج بل من الجناح الأقوى والأكثر نفوذا والذي يعمل بطريقة استراتيجية هادئة ويعرف كيف يستخدم أدواته ضد الخصم، والسعودية لم تحمل هم الجناح المتشنج، لأنه ضر ويضر إيران أكثر مما ينفعها، وكل تركيز السعودية كان ولا يزال منصبا على حساب ردة فعل الجناح الآخر».

واستدرك: «كان تقدير السعودية -وهو تقدير صحيح- أن هذا الجناح (الهادئ) لا يريد أن يربك التعاون غير المباشر بين السعودية وإيران في محاربة داعش، وكذلك اعتقدت السعودية أن النمر ليس غاليا على إيران، لأنه عارض بعض سياساتهم، ويقال إنه أبعد منها بعد أن كان فيها لدراسة العلوم الشيعية».

«مجتهد» واصل حديثه قائلا: «السعودية لم تدرك أن إيران لاتنظر له بصفته مؤيد أو معارض لسياستها، بل بصفتها مدافعة عن الرموز الشيعية في السعودية حتى لا يتجرأوا على غيره، وقد أخبر الأمريكان السعودية أن الأمر أخطر مما يتصورون، وأن الإيرانيين لديهم أوراق خطيرة، منها تحريك الشيعة ومنها تغيير برنامج وخطة الحوثيين.. والتيارات الحركية المؤثرة في الشارع الشيعي السعودي، متعددة بطيف كبير سواء في خياراتها للعمل المسلح والسلمي، أو في قربها وبعدها من إيران».

وقال: «صحيح أن إيران لا تؤثر إلا على جزء من هذه التيارات، لكن الجزء المنظم والمدعوم دائما أكثر قدرة على صناعة الحدث من التيار غير المدعوم، التيارات المتأثرة بإيران فيها السلمي وفيها المسلح، والمسلح عدده ليس بقليل، ولديه من التدريب والتسليح ما يكفي لمواجهة خطرة في بعض مدن الشرقية».

وحسب «مجتهد»: «كانت إيران -على مدى سنين- قد أقنعت التيارات المتأثرة بها بكبح جماح غضبها لأن السعودية تقوم بدور جيد في تمكين إيران من العراق ومحاصرة السنة، ومن المفارقات أن إيران لم تكن متحمسة للتظاهرات والتجمعات التي حصلت قبل سنتين، رغم تغطيتها بوسائل إعلامها والتعاطف معها في سياق المجاملة، لكن إيران لم تقف مكتوفة اليدين بل تهيأت للمستقبل ونظمت ودربت عددا من الشيعة السعوديين في سوريا ولبنان والعراق لتحريكهم عسكريا عند اللزوم».

وكشف أن «الأمريكان أوصلوا للحكومة السعودية حديثا عن أن عدد الشيعة القادرين على التحرك عسكريا يكفي لخلخلة الوضع، بل ربما فوضى في أجزاء من المنطقة الشرقية كما نصحت أمريكا السعودية أن تخفف التصعيد وتسحب التوتر ولا تراهن على احتياطاتها الأمنية، لكن المملكة أكدت أنها قادرة على احتواء الموقف أمنيا».

وأشار إلى أن وزارة الداخلية السعودية «تراهن على أن التحدي الشيعي المسلح محدود وقابل للاحتواء، لكن دوائر المباحث تعترف أن هناك قلق حقيقي من خطأ في التقدير وخوف من مفاجآت»، وتساءل: هل بالغ الأمريكان في تحذير السعودية لتحقيق أجندة أمريكية أم أن نصيحتهم صادقة؟.

ضغط إيراني على الحوثي لاحتلال جيزان

ولفت «مجتهد»، إلى أن «الورقة الثانية التي يستطيع الإيرانيون تحريكها هي اليمن، حيث كانت استراجيتهم أن يتمكن الحوثيون داخل اليمن، دون حاجة لاجتياح مدن سعودية، وعملا بذلك، اكتفى الحوثيون في مناوشاتهم الحدودية باختراقات محدودة لأجل تقوية موقفهم في المفاوضات، وليس بهدف التقدم باتجاه جيزان أو نجران، لكن يبدو أن الوضع تغير الآن، وقد أبلغت أمريكا السعودية أن إيران ربما تضغط على الحوثيين لشن هجوم واسع وتحديدا باتجاه جيزان وليس نجران».

واستدرك: «لا نريد الإرجاف بأحد لكن من المصلحة أن نعترف أن الاستعداد العسكري والمعنوي والفني والتنسيقي لا يضمن إيقاف اجتياح حوثي قد يصل إلى جيزان.. وإيران لا تريد من هذا الاجتياح تشبث الحوثيين بجيزان والبقاء عليها محتلة بل تريد استخدامها كوسيلة تركيع للسعودية للقبول بالمطالب الإيرانية».

«مجتهد»، قال أيضا إن «سبب القلق على جيزان تحديدا لأن بين مدينة جيزان والحدود سواتر تحمي الحوثيين من الطيران من قرى ومزارع وأدغال وتضاريس غير موجودة في جبهة نجران».

وواصل المغرد السعودي تحليله قائلا: «لهذه الِأسباب أمريكا قلقة من التصعيد، وتخشى فقدان التركيبة الهشة التي حققت لها قدرة في جمع السعودية وإيران في خندق واحد ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والقاعدة، وتقدير أمريكا صحيح فلولا مشاركة السعودية في التحالف العالمي عسكريا وسياسيا وإعلاميا واستخباراتيا ودعمها للثورات المضادة لسقطت بغداد بيد داعش، ولذلك لا تلام أمريكا على هذا القلق، فإنه لولا التفاهم السعودي الإيراني غير المباشر لاجتاحت داعش العراق والخليج ولاجتاحت القاعدة اليمن».

وأضرم محتجون إيرانيون، السبت الماضي، النار في مبنى السفارة السعودية في طهران، كما اعتدى محتجون على مبنى القنصلية السعودية في مشهد، احتجاجًا على إعدام المملكة المعارض الشيعي البارز «نمر النمر».

وأعلن وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، مساء الأحد، أن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وذلك على خلفية هذه الاعتداءات، وأمهلت البعثة الإيرانية 48 ساعة للمغادرة.

وتوالت ردود الأفعال المساندة للمملكة، حيث أعلنت الكويت أمس، أنها استدعت سفيرها لدى إيران للسبب نفسه.

وأعلن السودان، الإثنين، طرد السفير الإيراني وكامل بعثة طهران من أراضيها، تزامنا مع إعلان مملكة البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ومنح بعثتها 48 ساعة لمغادرة البلاد.

كما قررت دولة الإمارات، الإثنين، تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع جمهورية إيران إلى مستوى القائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة، كما أعلنت جيبوتي قطع العلاقات مع إيران تضامنا مع السعودية.

وكانت شرطة المنطقة الشرقية أعلنت، أول أمس الإثنين، مقتل مواطن وإصابة طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، أثناء تبادل كثيف لإطلاق النار بدأه مسلحون في بلدة العوامية، حيث أطلقوا النار على القوات الأمنية أثناء وجودها عند مدخل بلدة العوامية، كما أضرم أربعة مسلحين النار في حافلة تنقل عمالا بالمنطقة الشرقية المنتجة للنفط بالسعودية، أمس الثلاثاء.

  كلمات مفتاحية

مجتهد تويتر نمر النمر الشيعة أمريكا العلاقات السعودية الإيرانية التوتر السعودي الإيراني النمر

البعثة الدبلوماسية الإيرانية تغادر السعودية بعد قطع العلاقات

بالفيديو.. مسلحون يضرمون النار في حافلة لشركة «أرامكو» السعودية بالمنطقة الشرقية

«روحاني»: السعودية لا يمكنها التغطية على جريمة إعدام «النمر» بقطع العلاقات معنا

«واشنطن بوست»: سعي إيران للهيمنة جعل السعودية أكثر جرأة وتهورا

البحرين تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتمنح بعثتها 48 ساعة للمغادرة

السعودية تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتطرد بعثتها الدبلوماسية

«ستراتفور»: إعدام «نمر النمر» حلقة جديدة في مسلسل الصراع السعودي الإيراني

الأزمة السعودية الإيرانية تنذر بإطالة أمد الحرب في سوريا

«مجتهد» ينشر شكوى لعناصر من وزارة الداخلية السعودية

السجن 6 سنوات لسعودية بتهمة تمجيد «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» عبر «تويتر»

توقيف 9 أمريكيين بالسعودية يشتبه في صلتهم بالإرهاب