التحركات السعودية الأخيرة .. حلف ضد داعش أهم من قطر والإخوان

السبت 6 سبتمبر 2014 12:09 م

لا أحد يعرف ما الذي دار في دبلوماسية اللحظة الأخيرة السعودية لإنقاذ مجلس التعاون الخليجي من الانقسام، ولا أسباب زيارة الوفد السعودي الثلاثي المفاجئة للدوحة ثم البحرين وأخيرا للإمارات، ولا حقيقة ما انتهت إليه هذه اللقاءات، ومن ثم ما دار في اجتماع جدة السبت الماضي.

فالبعض يقول أن الزيارة هي فرصة أخيرة قبل اتخاذ قرارات مؤلمة بحقها على رأسها طرد الدوحة من مجلس التعاون الخليجي، والبعض الأخر يقول أن الهدف هو محاولة توحيد الجهود وضبط بوصلة البلدين باتجاه تشكيل تحالف يسعي له الرئيس الأمريكي أيضا لحصار داعش، وكذا حصار القوي الإسلامية التي تعاديها السعودية ومنها حاليا الإخوان.

فهناك بلا شك رابط بين انتهاء الحرب في غزة، والتحرك السعودي والأمريكي العاجل عبر إرسال«أوباما» وزير خارجيته «جون كيري» للمنطقة لبناء تحالف ضد «داعش» في العراق وسوريا علي السواء في ظل تأكد وجود اتصالات أمريكية مع «بشار الأسد» لضرب داعش سوريا، وعبر إرسال الرياض وفد علي مستوي عال زار الدوحة والبحرين والامارات معا حتي الان.

ولكن لا أحد يعلم ما هو الرابط؟ وما علاقته باجتماع وزراء الخارجية في دول الخليج الطارئ في الرياض،السبت 30 أغسطس/أب، وما علاقة التحالف الذي أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزير خارجية بلاده جون كيري بتشكيله باجتماع وزراء الخارجية الخليجيين.

الاجتماع الخليجي في السعودية يقال أنه بحث الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، ولمناقشة تطبيق بنود «وثيقة الرياض»، التي سبق الاتفاق عليها، ولكن التصعيد مع قطر يعني خسارة دورها في التوفيق بين الخليج وإيران، ويعني إبعادها من التحالف الإقليمي لهزيمة «داعش» في العراق وسوريا رغم أنها تلعب دورا مهما في سوريا.

الكاتب السعودي «خالد الدخيل» رأى الصورة بشكل مختلف، ويقول أن «الرياض تحاول إيجاد مخرج، وليس فرض حلول»، بدليل التحركات السعودية مؤخرا : «جولة مقرن بن عبد العزيز ثم متعب بن عبد الله، والآن جولة وفد كبير برئاسة الفيصل».

وبناء علي هذا قال «الدخيل» في تغريده له أن «الظرف الإقليمي لا يسمح بذلك»، أي اتخاذ خطوات تصعييدية ضد قطر.

التحركات تؤكد فعلا ذلك لأن عقاب قطر بأي موقف خليجي جماعي في السعودية سيكون معناه خسارة جهودها في مناطق أخري وحسابات خليجية أخري، فلو تمت مخاصمتها لأسباب تتعلق بتدخلها في شئون الخليج كما يقال، فسوف يخسر الخليج جهودها في حل مشكلات أخري مثل اليمن وغزة وايران وسوريا.

وبعد أن سحبت كل من السعودية والإمارات والبحرين في 5 آذار/ مارس الماضي سفرائها من الدوحة، وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك أن هذه الخطوة جاءت «لحماية أمنها واستقرارها»، متهمة قطر بـ«عدم التزامها بمبادئ العمل الخليجي»، هناك ميل سعودي لعقاب قطر، ولكن هناك بالمقابل ميل لاسترضاء إيران لتخفيف حدة الحوثيين في اليمن وشيعة البحرين.

ولو وجه السعوديون حلفهم الي حلف ضد قطر فلن تقبل بهذا الولايات المتحدة لأن لها مصالح أيضا مع القطريين ولديهم قاعدة عسكرية هامة هناك، ولهذا يتوقع أن يكون التركيز علي حلف ضد «داعش» كخطر أكبر علي الجميع، ومن خلال ذلك يتم تصعيد الأمر للتحذير من خطر كل الجماعات الإسلامية المتطرفة ومحاولة إقناع قطر بأن الإخوان المسلمين والمعارضة البحرينية الإسلامية التي تقيم علي أراضيها متطرفة بدورها ولا تقل عن «داعش».

ومع أن تقرير اللجنة الخليجية حول الخلاف مع قطر، أشار الى عدم قيام إلى دولة قطر بالالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق وأبرزها وقف التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج الاخرى، (من بينها تجنيس معارضين خليجيين وتوفير الملاذ الآمن لهم، وعدم اتخاذ سياسات خارجية تلحق الضرر بمجلس التعاون الخليجي ودوله، في إشارة الى حركة الإخوان المسلمين وتبني موقفها الرامي الى اطاحة النظام المصري الحالي)، إلا أنه بدا كورقة ضغط إضافية.

وزير الخارجية القطري «خالد العطية» رفض توقيع تقرير اللجنة المذكورة أثناء اجتماع جدة وغادر الى الدوحة غاضبا، وبالتالي ليس هناك جديدا يقال وقطر تعلم أنه من الصعب علي دول الخليج أن تجمد عضويتها، وتعول علي مواقف دول أخري مثل الكويت وسلطنة عمان الداعين لرأب الصدع داخليا دون تصعيد.

مسؤول كويتي لخص المطلوب من قطر بأنه: «اصدار تعليمات فورية لقناة الجزيرة بتغيير خطابها الإعلامي، فيما يتعلق بالأوضاع في مصر وتطوراتها، أي التوقف عن دعم الإخوان المسلمين وتوجيه أي انتقاد لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووضع آلية واضحة لوقف التجنيس للمعارضين الخليجيين من البحرين والإمارات خصوصا».

وحتي لو وافقت قطر فلن يحدث هذا في يوم وليلة، ولن يحدث دون مقابل، والأهم ان الموقف القطري ليس وليد لحظة ولكنه موقف استراتيجي مرتبط أولا برؤية قطر لدورها الإقليمي المستقل، وتحالفها مع تركيا، فضلا عن أن قناة الجزيرة تلعب بها قطر كورقة سياسية خارجية قوية ولو توقفت القناة عن خطها الحالي فسوف تفقدها قطر كورقة رابحة مستقبلا .

الأرجح بالتالي أن تسعي السعودية التي تقف اليوم أمام تحديات خطيرة، أبرزها خطر القوة المتنامية لـ (الدولة الاسلامية – داعش)، لترتيب أولوياتها وأن تتحالف مع قطر والولايات المتحدة ودول أوروبا في حلف إقليمي لمواجهة “الخطر الداعشي”، وتأجيل أي خلافات خليجية علي الأقل لحين زوال ذلك الخطر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الأزمة الخليجية الدولة الإسلامية مصر الإخوان

اجتماع وزراء مجلس التعاون يتجاوز الخلافات الخليجية نتيجة تنامي خطر ”الإرهاب“

قبل ساعات من انتهاء "المهلة": تضارب التوقعات حول إنهاء الأزمة الخليجية

رئيس الهيئة: «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» و«النصرة» خرجت من عباءة «الإخوان»

صحيفة بريطانية: هل يجب أن نماشي موقف السعودية تجاه الإخوان؟

ضغوط سعودية لمصالحة مصرية ــ إخوانية