تساءلت صحيفة «التلغراف» البريطانية في عددها الصادر أمس: هل على بريطانيا أن تحذو حذو السعودية في عدائها لجماعة الإخوان المسلمين؟ جاء ذلك في تحليل تناول أسباب عدم نشر تقرير السفير البريطاني في السعودية عن كون جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.
وقالت الصحيفة: «يبدو أن ما توصل إليه السير جون جينكينز في تحقيقه لم يكن هو ما يريد السعوديون أو الحكومة البريطانية أو الأمير تشارلز سماعه»، مشيرة إلى أن السعوديين «عبروا عن امتعاضهم للأمير تشارلز أثناء زيارته للمملكة في فبراير/ شباط الماضي لعدم حظر نشاط الإخوان في بريطانيا، وهو بدوره نقل ذلك لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون».
وأضافت الصحيفة: «إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، كان من ضمن المحرضين على الإخوان المسلمين لصالح دولة الإمارات العربية في المحافل العامة والخاصة على حد سواء، وتحديداً مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بشكل شخصي».
وذكرت الصحيفة: «أن السعودية جمدت صفقة طائرات تايفون مع بريطانيا، منذ بدء التحقيق حول جماعة الإخوان المسلمين، في إشارة إلى أن مصير الصفقة مرهون بنتيجة التحقيق».
وأشارت إلى «وجود مجموعة ضغط عربية بقيادة السعودية في قلب مؤسسات الحكم البريطانية، تعمل باتجاه الدفع لاعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية».
وكان رئيس الوزراء البريطاني، «ديفيد كاميرون»، قد كلف في أبريل/ نيسان الماضي، لجنة بإعداد تقرير يتعلق بنشاطات الجماعة في المملكة المتحدة، وفيما إذا كان يجب اعتبارها تنظيماً إرهابياً، برئاسة السفير البريطاني لدى السعودية السير جون جينكينز، على إثر امتعاض السعودية والإمارات من الحرية التي تتحلى بها الجماعة في ممارسة نشاطاتها السياسية على الأراضي البريطانية.
وتعد جماعة «الإخوان المسلمين» أم الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وأكثرها تأثيراً وأوسعها انتشاراً في العالم العربي وبعض دول العالم الإسلامي وفي الجاليات الإسلامية في الغرب، وهي أيضاً كبرى الحركات والمجموعات السياسية المعارضة للأنظمة السياسية العربية.