ترجمة وعرض: الخليج الجديد
على خلفية القرار السعودي مؤخرا بإعلان جماعة «الإخوان المسلمون» منظمة إرهابية، كتب الباحث الأميركي «وليم مككانتس» بمجلة « فورن أفيرز» مؤخرا، تحت عنوان "إسلاميون خارجون على القانون".
يؤكد أن قصة السعودية مع الإخوان تعود للربيع العربي عندما تم خلع حليف السعودية في مصر حسني مبارك وانتخب مرشح الإخوان «محمد مرسي». شعرت الرياض بمخاوف من أن يعزز انتخاب «مرسي» قوة الإخوان مما سيدفعهم لتصدير الثورة المصرية إلى الخارج والدعوة للإطاحة بـ«آل سعود» وحلفائهم في الإمارات.
يلفت الكاتب إلى إن جماعة الصحوة التي ظهرت بعد حرب الخليج الأولى والمتأثرين بفكر الإخوان كانوا في مقدمة المطالبين بالإصلاح السياسي في المملكة. مع بداية الربيع العربي، وقع قادة إسلاميون بارزون عريضة إلى الملك في 2011 تطالب بالإصلاح السياسي في المملكة، وانتقدوا بشكل خافت غياب الحريات السياسية في المملكة. وجذبت الموجة الجديدة دعاة سلفيين كالشيخ «ناصر العمر» الذي دعم وأثنى على التغير الديمقراطي، مما دعا ولي العهد حينها الأمير «نايف» وولي العهد الحالي الأمير «سلمان» أن يطلبا منهم الصمت.
وكان بعض النشطاء قد طلب منهم مؤخرا التوقيع على تعهد بالتوقف عن انتقاد غياب الحرية السياسية في المملكة. غير أن الوضع الذي أعقب هذا ظل هشًا واعتمد على الأحداث الصاخبة في مصر.
في الوقت نفسه عبرت الإمارات العربية المتحدة عن قلقها أيضا. ورغم حضور الإخوان منذ ستينات القرن الماضي بقي عددهم قليل، لكن بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 بدأت الحكومة الإماراتية بالتعامل مع الإخوان باعتبارهم تهديدا لأمنها الوطني. بعد وصول الإخوان للسلطة في مصر، دعا بعض إخوان الإمارات للإصلاح، وقدموا عريضة تطالب بانتخابات حرة ومنح سلطة حقيقية للمجلس الوطني الاستشاري (البرلمان). بادرت الحكومة باعتقال أعضاء في الجماعة بجميع أنحاء البلاد، وأعلنت القبض على خلية إرهابية زعمت أن لها علاقة بإخوان مصر.
صفقت السعودية لانقلاب الجيش على «مرسي» ووعدت بمساعدات مالية عاجلة. وعندما قام النظام الجديد بذبح المعتصمين من الإخوان المسلمين في أغسطس الماضي عبر الملك «عبد الله» الذي نادرا ما يتكلم عن دعمه اللامحدود للذبح واعتبر ذلك ضربة ضد الإرهاب ودعاة الفتنة. وعندما أعلنت مصر جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا في ديسمبر 2013 تبعتها السعودية بقرار مماثل.
من جهة أخرى، أثار التحرك السعودي ضد قطر سخطا في السعودية. فالإسلاميون السعوديون يعتقدون أن الإطاحة بـ«مرسي» كانت مؤامرة سعودية لوقف إنجازات الإسلام السياسي في الأعوام القليلة الماضية. وفي تحد واضح لموقف حكومتهم زينوا صفحاتهم على الفيسبوك وبياناتهم الشخصية بشعارات المقاومة التي يستخدمها الإخوان المصريون، وانتقدوا تواطؤ حكومتهم مع العسكر في مصر. تراجعت لهجة التحدي في الفترة الماضية بعد إعلان الصحف عن تفكير الحكومة بإعلان الإخوان منظمة إرهابية.
وبحسب أعضاء سابقين في الجماعة، هناك أكثر من 25000 عضو ردوا على القرارات بالاختفاء عن الأنظار في محاولة لإحباط أي تحرك حكومي ضدهم، وقللوا اجتماعاتهم لعدم مفاقمة نقمة الحكومة. وطالما لم تبدأ الحكومة السعودية بالاعتقالات، يظل إعلانها الأخير بمثابة طلقة في ملعب الإخوان وليس محاولة لإغراق السفينة بشكل كامل.
خلال لقاءات الكاتب مع شخصيات سعودية، أكدوا أن مشاعر الغضب الإسلامي ضد الحكومة السعودية اليوم في ذروتها. لا يعني ذلك تحرك الإخوان في السعودية ضد الحكومة قريبا لأن لديهم الكثير ليخسروه.
يرى «مككانتس» أن شباب الإخوان السعوديين بدأوا يفقدون الأمل ويئسوا من التوصل لحل سياسي وسلمي للأزمة. حالة الإحباط هذه قد تؤدي إلى لامبالاة وأحيانا تؤدي إلى خيار العنف. في حال اندلاع العنف، سيكون قرار إعلان الإخوان منظمة إرهابية نبوءة أطلقتها الحكومة السعودية وحققتها ذاتيا.