أبطال التأتأة.. سعوديون يروون تجاربهم في يومهم العالمي

الأحد 23 أكتوبر 2022 08:59 ص

قبل أشهر، ظهر طفل سعودي يدعى "متعب"، في الثالثة عشرة من عمره، في مقطع فيديو عبر "تويتر"، يطالب بحقوق المتأتئين وحروفه مضطربة، لافتا إلى أن هناك عشرات الألوف من أمثاله على مستوى العالم يستغيثون وسط جدران العزلة.

وبالأمس، احتفى المتأتئون في السعودية، بيومهم العالمي، الذي يصادف 22 أكتوبر/تشرين الأول كل عام، وبثوا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مقاطع فيديو لمدى قدرتهم على التحدث بطلاقة.

وما بين ذلك وذاك، تظهر جهود حثيثة تقوم بها جمعيات رسمية وأهلية في السعودية، لمساعدة المصابين بالتأتأة، وإعطائهم معلومات وتوجيههم إلى أخصائيي النطق والتخاطب".

وفي ظل قلة الأخصائيين، وانتشار بعض الأشخاص غير المتخصصين في الآونة الأخيرة لغرض التجارة المالية، وقله وعي المجتمع بهذه الفئة، ظهرت مبادرة "أبطال التأتأة".

يقول مؤسس المبادرة "عبدالله المالكي" لموقع "العربية.نت" إن مبادرته مجتمعية تطوعية، تم إطلاقها عبر موقع "تويتر"، وهي تساهم في مساعدة المصابين بالتأتأة، وإعطائهم معلومات وتوجيههم إلى أخصائيي النطق والتخاطب.

ويضيف: "تهدف المبادرة إلى رفع مستوى الوعي عن التأتأة لأكبر شريحة في المجتمع، وكذلك توعية المجتمع عن الشخص المتأتئ، وكيفية التعامل معه بالطريقة الصحيحة، بالإضافة إلى خلق روح التحدي بين المتأتئين من ناحية ممارسة الخطابة والإلقاء أمام بعضهم بعضا، وكسر خوف التأتأة لديهم".

ويتابع: "كما نهدف من خلال المبادرة إلى إقامة دورات توعوية في المدارس والجامعات والجمعيات".

و"التأتأة"، هو اضطراب عند خروج الكلام والتحدث، حيث يجد المصاب بها صعوبة في النطق، وقد تكون أسوأ عندما يكون الشخص متحمساً أو متعباً أو تحت ضغط ما.

وتبدأ "التأتأة" عادة ما بين عمر السنتين والخمس سنوات، أما إذا استمرت لفترة أطول فتحتاج إلى تدخل علاجي.

ووفق "المالكي"، فإن "الأسباب الدقيقة لحدوث التأتأة لا تزال غير معروفة"، إلا أنه "يتم علاج التأتأة ومساعدة المصاب على تحسين النطق، عبر جلسات التهيئة لدى أخصائيين في النطق والتخاطب".

من جانبها، تحكي الناشطة في التوعية بالتأتأة "نوف فهد"، قصتها فتقول إنها أصيبت بالتأتأة في الخامسة من عمرها، ولم تشعر يومًا بأنها مصابة بسبب احتواء أسرتها لها.

وتضيف: "عندما درست الابتدائية بدأت معاناتي مع تنمر الطالبات على طريقة تكلمي وعدم تفهم معلماتي لحالتي، وكنت أواجه توبيخا وخصما من درجاتي لاعتقادهم بأني لم أحضّر جيدًا للدرس".

وتتابع "نوف": "توقفت عن الدراسة في الصف السادس، وكان قرارا فارقا في حياتي نظرًا لما تعرضت له من تنمر وكانت شخصيتي آنذاك ضعيفة وهشة، توقفت عن الدراسة لمدة 4 سنوات، ورجعت إلى مقاعد الدراسة أخيرًا وفي سن الخامسة عشرة قررت أن أتعالج عند إخصائي نطق وتخاطب".

وتزيد: "في 2015 بدأت كناشطة توعوية في مجال التأتأة حتى الآن".

وتوضح "نوف"، أن عدم وعي بعض الأسر بحالات أطفالهم المصابين بالتأتأة ومن ثم يتم إهمالهم، فمن الممكن أن يكبر الطفل وتكبر معه المشكلة دون تدخل علاجي مبكر.

أما "علي الدوسري" مؤسس نادي "إرادة"، فيقول: "المتلعثم أو المتأتئ بين نارين، فلا هو مصنف ضمن ذوي الإعاقة لتصرف له مكافأة إعاقة، ولا يُعامل بوعي من قِبل الجهات التي ينضم إليها في محيطه المجتمعي".

ويضيف: "كل شيء يبدأ من الأسرة والمحيط المجتمعي، وإذا جاء الكلام عن حقوقه، أبسطها المساحة في التعبير عن نفسه من دون مقاطعته، وهو ما يتحتم على المدرسة بذل جهد مضاعف فيه، لتسليط الضوء على الطلاب المصابين واستيعابهم، ومنحهم التقدير، وتوعية الآخرين لكيفية التعامل معهم، تفادياً لتجارب كارثية شهدتها المدارس، وتسببت في ترك بعضهم مقاعدهم من دون رجعة".

ويلفت إلى أن "نادي إرادة ساعد قرابة 900 حالة، وكرس جهده من خلال البرامج المتنوعة والأخصائيين لعلاجهم".

يؤكد مؤسس النادي المتخصص في التأتأة، الذي يستعد لتقديم ورقة علمية بالتعاون مع المركز الوطني للصحة النفسية أن "بعض حالات النجاح قادت عشرات الأمثلة للظهور على القنوات التلفزيونية، من ضمنهم من أصبحوا قادة على أشخاص عاديين، ومنهم من فازوا بجوائز.

ويتابع: "إلا أن ذلك لا يلغي الحال التي يمر فيها البعض من اكتئاب، وحزن لا يوصف، وبعضها الرغبة في الانتحار، والمستفز في بعض القصص هو عدم رغبة الأبوين بعلاج ابنهما خوفاً من نظرة المجتمع".

ويكشف "الدوسري" أن "بعضهم مر بتجربة تناول الحبوب المهدئة التي تصرف من أطباء يستغلون المرضى للحصول على المال، علماً أن التأتأة لا تعالج بالعقاقير".

من جهتها، توضح الإخصائية النفسية "ولاء الموسوي"، أن إحدى مسببات -وأكثرها لربما- التلعثم هو القلق والتوتر، وغالبا ما يصيب الطفل تحديدا، بعد صدمة نفسية وقلق سيكون أكبر من تجاوزه، فلا يستطيع وقتها الخلاص منه، مما يضطره إلى اللجوء للصمت الذي بدوره يصبح مفتاحا أوليا للتأتأة.

وتشير "الموسوي" إلى أن العامل النفسي ومحاولة الهدوء قدر الإمكان، وبدء ترك المسببات التي تؤدي إلى التوتر، سيجعل الشخص قادرا على التحكم بتلعثمه، وكلما ازداد توتره، ازداد خوفه من الحديث.

ووفق الأطباء، فإنه يجب لمساعدة المصابين بالتأتأة: "تجنب التصحيحات والانتقادات والتعليقات، وتجنب جعله يتحدث أو يقرأ بصوت عالٍ، عندما يكون غير مرتاح، والتحدث ببطء ووضوح عند مخاطبته أو مخاطبة الآخرين في حضوره".

كما نصحوا بالمحافظة على اتصال العين عند التحدث معه، وصرف انتباهه لشيء آخر عندما يبكي، وتجنب مقارنته بالآخرين، والتعاون مع المعالج، بالحرص على التدريبات المنزلية بانتظام".

يشار إلى أن من أهداف الاحتفاء باليوم العالمي للتأتأة نشر الوعي في المجتمع عن اضطرابات الطلاقة من خلال المؤتمرات وورش العمل والمحاضرات في المدارس وأماكن مختلفة وتوزيع المنشورات عن مفهوم التأتأة.

كما يستهدف الاحتفاء باليوم مشاركة الذين يعانون من التأتأة والمختصين المعالجين والعائلات وكل من يهتم بهذا الموضوع في هذه الفعاليات.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

التأتأة السعودية جهود أهلية التلعثم التخاطب

استدعاء «بيتزا هت» السعودية بسبب إعلان يسخر من «التأتأة»

شجاعة لاعب تحصد أعلى مشاهدات بتاريخ فريقه (فيديو)