أمريكا للسعودية: علاقتنا ليست قصة حب رومانسية في مدرسة ثانوية

الخميس 27 أكتوبر 2022 06:26 ص

عبّر البيت الأبيض، عن غضبه من تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير "عبدالعزيز بن سلمان"، بأن بلاده قررت أن تتعامل بـ"نضج" تجاه توتر العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة"، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين "ليست قصة حب رومانسية".

جاء ذلك بعد يوم واحد من تصريحات الوزير السعودي التي قال فيها إن بلاده قررت أن تتعامل بـ"نضج" تجاه توتر العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة" بعد الخلاف حول قرار مجموعة "أوبك+" بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا.

وكانت تصريحات الوزير السعودي قد جاءت في معرض رده على سؤال حول عودة العلاقات بين الرياض وواشنطن إلى مسارها الصحيح، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في العاصمة السعودية، الثلاثاء.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي "جون كيربي"، عندما سُئل عن تصريح وزير الطاقة السعودي: "الأمر لا يشبه قصة حب رومانسية في المدرسة الثانوية".

ولفت "كيربي"، إلى أن وصف الرياض على أنها "الشريك الأكثر نضجا" في العلاقة مع واشنطن "لم يكن مفيدا".

وقال: "نحن نتحدث عن علاقة ثنائية مهمة، شراكة استمرت لأكثر من 80 عاما، ولا أعتقد أن الحديث عن ذلك بمصطلحات كهذه يضفي بالضرورة جدية على مدى أهمية هذه العلاقة، والطريقة التي نفكر بها".

وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين كانوا واضحين قبل زيارة الرئيس "جو بايدن" للسعودية في يوليو/تموز الماضي من أن أمن الطاقة سيكون موضوعا للنقاش.

وقال: "تحدثنا عن ذلك قبل الرحلة أن أمن الطاقة سيكون شيئًا تحدث عنه الرئيس عندما ذهبنا، وأننا كنا نجري محادثات مع المملكة العربية السعودية قبل الرحلة حول موازنة أفضل بين العرض والطلب"، وأشار "كيربي" إلى أن "بايدن" نفسه قال في جدة إنه يأمل في زيادة إنتاج النفط.

وتابع "كيربي"، أن "القرار اللاحق بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا لم يكن بالتأكيد متوافقًا مع المحادثات التي كنا نجريها".

وذكر منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن "بايدن لم يكن في عجلة من أمره لاستكمال مراجعته للعلاقات السعودية"، لكنه قال إن فريق الأمن القومي "يبحث حاليا الخيارات".

وأضاف "كيربي": "شعرنا أن هذا كان قصر نظر، ومرة أخرى، من الواضح أننا سنفكر في ما يجب أن تكون عليه العلاقة في المستقبل".

وخلال اليومين الماضيين، صدرت تصريحات مختلفة من الإدارة الأمريكية، فبعد ترحيب البيت الأبيض بخطوات اتخذتها السعودية لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا، اعتبرت الخارجية الأمريكية هذه التحركات لا تعوض عن دعم الرياض لقرار "أوبك+" بخفض إنتاج النفط.

وكان تحالف "أوبك+" الذي يضمّ أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بقيادة السعودية و10 دول أخرى منتجة للنفط تقودها روسيا، قرّر مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل في اليوم، اعتباراً من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار قبيل الانتخابات الأمريكية.

وخطوة خفض الإنتاج من شأنها زيادة عائدات موسكو التي تخوض حربا في أوكرانيا. ونفى المسؤولون السعوديون بشدة هذا الاتهام، لكن "بايدن" توعد السعودية بـ"عواقب" لهذه الخطوة، وقال مساعدوه إن الرئيس الأمريكي سيعيد التفكير في علاقات واشنطن طويلة الأمد مع المملكة.

يشار إلى أن "بايدن" تعهّد خلال حملته الرئاسية جعل السعودية دولة "منبوذة" على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان تسجّل على أراضيها بما في ذلك جريمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في إسطنبول.

لكن "بايدن" وبعدما تولى سدّة الرئاسة الأمريكية، أجرى في يونيو/حزيران الماضي، زيارة للمملكة التقى خلالها ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، الحاكم الفعلي للبلاد.

وكان مسؤولون أمريكيون يعوّلون على الزيارة للتوصل إلى تفاهم بشان أسعار النفط وسط ضغوط يواجهها "بايدن" على خلفية ارتفاع الأسعار ومعدل التضخم، لكن ذلك لم يتحقق.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

وزير الطاقة السعودي السعودية أمريكا علاقة حب أوبك+

بعد سخرية بايدن.. كيف ردت الخارجية الأمريكية على انتقادات السعودية لاستخدام احتياطات النفط؟

بعد قرار أوبك+.. بلينكن: السعودية لم تتصرف كحليف للولايات المتحدة

سفيرة السعودية في أمريكا تحذر من أي خفض لبيع السلاح للمملكة.. ماذا قالت؟

بلومبرج: 5 أسباب رئيسية وراء تراجع العلاقات السعودية الأمريكية

تمهل أمريكي وتلطيف أجواء سعودي يحفظ "مصالح على المحك".. ما القصة؟