دبلوماسي أمريكي: إعدام «النمر» رسالة من الملك «سلمان» لخصومه في الداخل

السبت 9 يناير 2016 06:01 ص

قال الدبلوماسي الأمريكي، «بيتر فان بورن» الذي عمل في وزارة الخارجية الأمريكية 24 عاما، إن إعدام السعودية للمعارض الشيعي «نمر النمر» رسالة من الملك «سلمان بن عبد العزيز» لخصومه في الداخل.

وفي مقال نشره الكاتب في وكالة «رويترز»، أوضح أن «السعودين يحتجزون النمر منذ عام 2012 وحكموا عليه بالإعدام في عام 2014 حيث كان رجل الدين من أصحاب الأصوات العالية في انتقاد الأسرة الحاكمة في السعودية منذ سنوات وذهب إلى حد التهديد بانفصال الشيعة في موطن هذه الأقلية في شرق البلاد عام 2009».

وأضاف أنه «في حين أن هناك عوامل خارجية وراء قرار إعدام النمر الآن لا سيما الصراع السعودي الإيراني الأوسع نطاقا على النفوذ فتلك العوامل ثانوية، فقد كان إعدامه إشارة من الملك الجديد سلمان إلى أنصاره وخصومه في الداخل».

ووفق الدبلوماسي الأمريكي، فإن «المذهب الشيعي - مذهب الأقلية في السعودية ومختلف دول العالم الإسلامي وإن كان مذهب الأغلبية في إيران - في حركة دائبة وأكثر ما يتضح ذلك في العراق، ففي أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003 تحول العراق من نظام علماني شن حربا على إيران إلى النظام الشيعي الذي أصبح يرحب الآن في بغداد صراحة بالنفوذ الإيراني».

وقد أصبحت الولايات المتحدة أكثر شركاء السعودية ثباتا ميالة لتصرفات شاردة فدخلت بسذاجة العراق عام 2003 مطالبة بتغييرات في النظام هنا وهناك وأصبحت واقعيا شريكة للإيرانيين في مواجهة «الدولة الإسلامية» في العراق، بحسب الدبلوماسي الأمريكي.

«بيتر فان بورن»، قال أيضا إن «أمريكا أصبحت أكثر استقلالا فيما يتعلق بالطاقة مما كانت عليه قبل عقد من الزمان، وهي تتحرك ببطء صوب علاقة دبلوماسية جديدة مع إيران الأمر الذي كان سببا في تفكك الرباط الذي كان يجعل العلاقة الأمريكية السعودية متماسكة، ويؤيد كثير من السعوديين الساخطين تنظيم الدولة الإسلامية الذي أقسم على إسقاط آل سعود».

وتأتي هذه العناصر المزعزعة للاستقرار، وفق الدبلوماسي الأمريكي، «في وقت تواجه فيه أسرة آل سعود مشاكل فيما يتعلق بتوارث الحكم، ويبدو أن الزعيم الحالي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود سيكون على الأرجح آخر من يشغل هذا الموقع من أبناء مؤسس الدولة ابن سعود، وعين سلمان ابن أخيه وليا للعهد وابنه هو وليا لولي العهد وهو الأمر الذي سيأتي بجيل جديد تماما إلى السلطة، وترددت شائعات عن معارضة متنامية لسلمان بل وعن انقلاب محتمل».

وأكد الكاتب أن «إعدام النمر يرسل إشارات متعددة داخل المملكة، أبرزها رسالة للجميع عن الحزم في التصرف مقترنة بتأكيد للإيرانيين أن سلمان مسيطر سيطرة تامة على الأمور وقادر على مواصلة الحرب المفتوحة في اليمن. كذلك فإن إعدامه يعمل أيضا على تهدئة الوهابيين الذي يحتاج إليهم سلمان في صفه ويمنح الحكومة ذريعة جديدة لتضييق الخناق على المعارضة الشيعية».

وأضاف أنه «بصرف النظر عن النمر فإن إعدام 43 من أعضاء تنظيم القاعدة (وقد تم إعدام ثلاثة آخرين من الشيعة) ربما كان رسالة للشباب السني الساخط العائد من الجهاد أن الملك لن يتهاون مع دعم القاعدة والدولة الإسلامية في الداخل، وتخشى الملكية السعودية قيام ثورة إسلامية من الداخل أكثر مما تخشي أي تهديد عسكري خارجي».

وتابعت: «قد وصفت الحكومة السعودية جريمة النمر باستخدام ألفاظ تخصص في العادة لوصف جماعات جهادية مثل القاعدة والدولة الإسلامية ومنها الفتنة. وفي منطقة تهتم اهتماما خاصا بالرمزية يعد إعدام النمر بوصفه إرهابيا مثالا جليا على رؤية السلطات السعودية لرجل يرى فيه كثيرون من الشيعة داخل المملكة مناضلا من أجل الحرية، وفي حال عدم وصول الرسالة إلى أحد ما أضافت الحكومة السعودية إهانة أخيرة فرفضت إعادة جثمان النمر إلى عائلته ودفنته مع أعضاء تنظيم القاعدة الذين أعدموا».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وصفت إعدام السعودية رجل الدين الشيعي «نمر النمر» بجانب 46 آخرين بتهم تتعلق بالإرهاب، بأنه «رسالة للمعارضة الشيعية السعودية»، وللمتظاهرين الشيعة الذين خرجوا خلال انتفاضات الربيع العربي في عدة دول خليجية.

وقالت إنه برغم قول مسؤولين سعوديين إن عملية الإعدام، وهي واحدة من أكبر العمليات في تاريخ المملكة منذ عقود، تهدف إلى ردع كل من يحاول ارتكاب أعمال عنف ضد الدولة، إلا أن محللين قالوا إن إعدام تلك المجموعة وبينهم الشيخ «نمر النمر»، رسالة إلى المعارضين، ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية في منطقة الشرق الأوسط.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، السبت الماضي، تنفيذ حكم الإعدام ضد 47 شخصا أدينوا بالإرهاب، بينهم رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».

تنفيذ أحكام الإعدام، تسبب في تصاعدت حدة التوتر بين السعودية وإيران، خاصة في أعقاب الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، الأسبوع الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران وطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية من الرياض وسحب البعثة الدبلوماسية السعودية من طهران، قبل أن تعلن لاحقا، قطع العلاقات التجارية ووقف حركة الطيران بين البلدين، وذلك احتجاجا على التدخلات الإيرانية بشؤون المملكة العربية السعودية.

وتبع ذلك، عدد من الدول العربية والإسلامية، الذين أعلنوا تضامنهم مع السعودية.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية الملك سلمان إعدام النمر بيتر فان بورن حكم آل سعود شيعة السعودية المنطقة الشرقية إيران إحراق السفارة السعودية قطع العلاقات البحرين السودان الإمارات احتجاجات دبلوماسية

السعودية .. متظاهرون شيعة في مسقط رأس «النمر» يهتفون ضد الأسرة الحاكمة

«الداخلية السعودية»: هجمات أتباع «النمر» «إرهابية» مثل «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»

فيديو.. «الجبير»: لا فرق بين «النمر» و«بن لادن» وكلاهما «إرهابي»

«ستراتفور»: إعدام «نمر النمر» حلقة جديدة في مسلسل الصراع السعودي الإيراني

«نيويورك تايمز»: إعدام «النمر» رسالة للمعارضة الشيعية السعودية

وزير العدل السعودي ينفي وجود قصر أو مختلين عقليا ضمن الـ47 الذين أعدموا

نجل «النمر» ينتقد فشل الغرب في منع إعدام والده

سعوديون يشكرون «مرزوق الغانم» بعد تصديه لهجوم «لاريجاني» على المملكة