حذر الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، الخميس، من خطورة النمو السكاني المستمر في بلاده وأثره على التهام أراضي الدولة ومواردها، مكررا في نفس الوقت المخاوف بشأن غرق منطقة الدلتا شمالي الجمهورية.

جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح عروس النيل الجديدة "مدينة المنصورة الجديدة" شمال العاصمة القاهرة.

وتعد "المنصورة الجديدة" من ضمن المدن التي أنشأتها الدولة المصرية بتعليمات من الرئيس "السيسي" بإنشاء مدن وعواصم مصرية جديدة تحمل شعار "الجمهورية الجديدة".

وقال "السيسي"، إن "النمو السكاني هياكل البلد دي واحنا مش بنخوفكم، وبنقول الكلام ده لكل الدولة وخصوصاً المؤسسات الدينية".

وأشار إلى أن "الزيادة السكانية المستمرة منذ عهد محمد علي ( حكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848) قلّصت نصيب الفرد من فدان إلى قيراط ونصف، وحولت أوضاع المصريين لفقر وعوز".

وأضاف "السيسي"، "هل يرضي ربنا إن اللي كنا فيه من 100 سنة كنا كده، وبعد ما الدنيا كلها تقدمت نبقى كده الآن، هل اللى كان موجود من 80 و100 سنة في المنصورة، هو اللي موجود في المنصورة الآن، ويقولك ده ميصعبش علينا أن نكون منذ 100 سنة مشهد، والآن مشهد آخر".

واستشهد الرئيس المصري خلال حديثه بصور منذ 100 عام لمدينة المنصورة وهي خالية، مقارنة بما هي عليه الآن وهي مكتظة بالسكان.

وتابع: "اللى بيتعمل في المنصورة الجديدة ليس اعتداء على الأراضي الزراعية في ظهير هذه المدينة.. لو فضل نمونا السكاني بالطريقة دي محدش هيقدر يحل المسألة وابقوا خلاص ارضوا بقى.. مافتكرش حد هيقدر يعمل أكتر من اللى احنا بنعمله، والله ما حد هيقدر يعمل اللى احنا بنعمله ده" وفق قوله.

وتطلق في مصر دعوات حكومية بشكل مستمر تحث المواطنين على تنظيم النسل بهدف الحد من الزيادة السكانية في البلد البالغ تعداده أكثر من 104 ملايين نسمة.

وفي أغسطس/آب الماضي أعلن رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر "خيرت بركات"، انخفاض معدل الإنجاب في مصر إلى 2.85 طفل لكل سيدة في عام 2021 مقابل 3.5 في عام 2014.

إلى ذلك، قال "السيسي" إن ارتفاع منسوب البحر سيعرض الشواطئ المنخفضة للدلتا إلى مخاطر محتملة خلال الـ 50 عاما المقبلة.

وأوضح أن مصر لديها مشروع لحماية الشواطئ له مساران أولهما هو إقامة حواجز مياه، أما الثاني فهو إقامة شاطئ بارتفاع متر وتشييد طريق فوقه بارتفاع متر آخر.

وأضاف "السيسي": "هناك توقعات بأن يتراوح ارتفاع سطح البحر خلال الـ 50 عاما المقبلة ما بين متر ومترين"، مشيرا إلى أنه يمكن إقامة حواجز على مسافة تتراوح بين 200 و300 كيلومتر لحماية شواطئ وسكان الدلتا من الغرق.

وبشكل متكرر، تحذر السلطات المصرية من غرق منطقة الدلتا شمالي البلاد جراء بسبب التغييرات المناخية والاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة.