تسببت مجموعة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في إحالة طبيب وصيدلي سعوديين إلى السجن والجلد.
وأصدرت المحكمة الجزائية في نجران الأسبوع الماضي، قرارا بسجن وجلد الدكتور «ناشر سدران» وزميله الصيدلي «علي أبو ساق»، بتهمة إساءة السمعة، على خلفية نشر تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، انتقدا فيها أداء إدارة صحة نجران، وتحدثا عن تكرار الأخطاء الطبية في مستشفى الملك خالد التابع لها، بحسب ما نشرت صحيفة «القدس العربي».
وقضت المحكمة الجزائية في نجران، بسجن الدكتور «السدران» سبعة أشهر وجلده 50 جلدة، وسجن الصيدلي «أبو ساق» ستة أشهر و50 جلدة، على خلفية نشر التغريدات.
وكانت هيئة التحقيق والإدعاء العام في منطقة نجران قد أحالت في 30 أبريل/نيسان 2013، قضية الشؤون الصحية في المنطقة ضد الدكتور «سدران» وزميله «أبو ساق» الموظفين بالشؤون الصحية والمبتعثين خارج البلاد إلى شرطة المنطقة، بعد أن أطلقا عبر صفحاتهما الخاصة على «تويتر» عددا من العبارات، بعد وصفهما لوكلاء وزارة الصحة بـ«الديناصورات» بعد حادثة وفاة مريضة في أحد مستشفيات صحة نجران (معروفة إعلاميا بفتاة نجران)، وتردد أنها توفيت نتيجة الإهمال الطبي في المستشفى أثناء نقل دم لها، وهو ما اعتبرته صحة نجران إساءة إلى سمعتها.
من جانبها، أدانت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» الحكم القضائي، ودعت السلطات في السعودية «للتراجع عن المسار المظلم الذي تسير فيه» وأضافت: «لا يعقل أن يحاكم ويقضى بحبس اثنين من أفضل الموظفين في صحة نجران لأنهما انتقدا عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإهمال والأخطاء الطبية الكارثية بحق المرضى داخل المستشفيات، وأثارا القضية بعد أن عتمت عليها الصحافة بضغوط من قبل السلطة التنفيذية».
وطالبت الشبكة بان تضع محكمة الدرجة الثانية في إعتبارها أن «الدكتور ناشر سدران وزميله الصيدلي علي أبو ساق، لم يرتكبا جرما بانتقادهما الإهمال أو السلطة العامة، بل يستحقا الإشادة والثناء، فما قاما به يدعم تطور المجتمع وتصحيح أخطائه، ويجب مناقشتهما فيما يطرحانه وليس تطبيق عقوبة لا إنسانية مثل الجلد عليهما».
وكانت أسرة الفتاة اتهمت في دعوى قضائية، إدارة المستشفى بالتسبب في وفاة ابنتها نتيجة حقنها بدم فاسد، إلا أن مدير مستشفى الملك خالد في منطقة نجران الدكتور «عبده حسن الزبيدي»، قال إن اللجنة الاستشارية المختصة التي تشكلت للتحقيق في القضية أشارت إلى عدم وجود أي تقصير أو إهمال أو خطأ طبي، وأن الفتاة توفيت نتيجة عن التهاب في الجهاز التنفسي.