قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، نقلا عن مصادر إيرانية، إن طهران استخدمت قوارب وشركة طيران مملوكة للدولة في تهريب أنواع جديدة من الطائرات بدون طيار المتطورة طويلة المدى إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.

الصحيفة أضافت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أنه تم تسليم ما لا يقل عن 18 طائرة بدون طيار إلى البحرية الروسية بعد قيام ضباط وفنيين روس بزيارة طهران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

آنذاك، اختار الوفد الروسي، المكون من 10 رجال، 6 طائرات من طراز مهاجر-6 التي تبلغ سرعتها 200 كم في الساعة وتطير على ارتفاع 18 ألف قدم (5.5 كم)، وتحمل صاروخين تحت كل جناح.

كما اختاروا 12 طائرة من طراز شاهد- 191، بالإضافة إلى 129 طائرة أخرى قادرة على ضرب أهداف على الأرض من الجو، بحسب مصادر قالت الصحيفة  إنها مطلعة مباشرة على بيع الطائرات وقدراتها وتفاصيل تصنيعها.

وعلى عكس طائرات شاهد 131 و136 المشهورة والتي استخدمتها روسيا في غارات الكاميكازي (الانتحارية) ضد أهداف أوكرانية، صُممت الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع أعلى لإلقاء القنابل والعودة إلى القاعدة سليمة.

هجوم كبير

ويخشى كثيرون في أوكرانيا أن تشن موسكو هجوما كبيرا في وقت قريب من الذكرى السنوية الأولى للحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط 2022.

وربما كانت روسيا حريصة على الحصول على الطائرات بدون طيار الأكثر تقدما، والتي يمكن مقارنتها بالطائرة التركية بدون طيار "بيرقدار تي بي 2"؛ لأن أوكرانيا أصبحت فعَّالة بشكل متزايد في إسقاط الطائرات الانتحارية الأصغر التي يتعين عليها الطيران على ارتفاع منخفض قبل القصف.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 45 طائرة مسيّرة من أصل 45 بعد هجوم جماعي بالتزامن مع حلول العام الجديد.

عبر بحر قزوين

وقالت المصادر للصحيفة إن سفينة إيرانية التقطت سرا معظم الطائرات المسيرة المرسلة إلى روسيا من قاعدة على ساحل بحر قزوين، ثم نقلتها إلى زورق تابع للبحرية الروسية، فيما تم إرسال طائرات أخرى على متن شركة طيران إيرانية مملوكة للدولة.

وتقع إيران على الحدود الجنوبية وروسيا على الحدود الشمالية الغربية لبحر قزوين، وهو أكبر تجمع مائي داخلي في العالم، ما يجعل النقل بين الدول الحليفة أمرا سهلا نسبيا.

كما أرسلت إيران فنيين إلى موسكو للمساعدة في تشغيل الطائرات بدون طيار، بحسب المصادر التي قالت إن الطائرات المهربة تم إنتاجها في المصنع العسكري بمدينة أصفهان وسط إيران، والذي تم استهدافه في 28 يناير/كانون الثاني الماضي بواسطة ما يُعتقد أنها طائرة بدون طيار إسرائيلية.

وأعرب مسؤولون أمريكيون عن اعتقادهم بأن إسرائيل كانت مدفوعة في هذا الهجوم بمخاوفها المتعلقة بالأمن القومي، ولم تكن تحاول التدخل في حرب أوكرانيا. وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.

مصنع أصفهان

ويُعتقد أن آخر عملية تسليم لطائرة من دون طيار دخلت الخدمة فوق أوكرانيا تمت في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأنه كان من المتوقع تهريب المزيد من إيران إلى روسيا لكن استهداف مصنع أصفهان تسبب في أضرار كبيرة.

وبإمكان الطائرات بدون طيار مهاجر- 6، التي استقبلتها روسيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن تحلق لمدة 6 ساعات وتعمل بالطاقة الكهربائية وتحمل 40 كجم من المتفجرات ومزودة بأنظمة تصوير واستهداف عالية الدقة.

وتُظهر معلومات المصادر الإيرانية، بحسب الصحيفة، التقارب المتزايد بين إيران وروسيا، اللتين تتبادلان العداء مع الولايات المتحدة، منذ أن بدأت موسكو غزوها لأوكرانيا قبل نحو عام. وعادة ما تنفي طهران صحة اتهامات لها بتزويد موسكو بطائرات بدون طيار.