هل عقد السودان صفقة مع السعودية؟

الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 06:09 ص

قالت وزارة الخارجية السودانية في مطلع أغسطس/آب الماضي إن السودان أغلق جميع المراكز الثقافية الإيرانية به وطرد الملحق الثقافي الإيراني ودبلوماسيين آخرين لحماية «الأمن الفكري والأمن الاجتماعي»، بحسب بيان الخارجية السودانية، وارتبط طرد الدبلوماسيين بما يُقال عن قلق الحكومة السودانية من أن ينشر المسؤولون الإيرانيون المذهب الشيعي في الدولة ذات الأغلبية السنية.

فيما أشار عدد من الباحثين السودانيين إلى أن القرار يعود لضغوط خارجية، يُعتقد أنها ترجع لدول الخليج وخصوصا السعودية القلقة من التقارب السوداني الإيراني ولديها مخاوف من انتشار المذهب الشيعي على الساحل الغربي للبحر الأحمر.

هذا وتتمتع إيران بعلاقات جيدة مع حكومة الرئيس السوداني «عمر البشير»، وتندرج في هذا الإطار علاقات عسكرية جيدة بين السودان و إيران حيث اعتادت السفن الحربية الإيرانية زيارة الموانئ السودانية وكان آخرها في يونيو/حزيران الماضي عندما زارت مدمرة وسفينة إمداد ميناء «بورتسودان» على البحر الأحمر.

وقد رجحت تحليلات سودانية أن يكون قرار «الخرطوم» إغلاق «المركز الثقافي الإيراني» وطرد موظفيه، يرجع إلى عقد «صفقة غير معلنة» مع دول الخليج تفضي إلى تحسين العلاقة بينهما مقابل تحجيم العلاقة مع «طهران».

وكانت العلاقات قد توترت نسبيا بين «الخرطوم» وكل من «الرياض» و«أبوظبي» بسبب التقارب السوداني الإيراني, ويعتقد أن الخطوة الأخيرة التي قام بها السودان هي بادرة حسن نية نحو تمتين العلاقات مع دول الخليج ضمن صفقة يغلب عليها الطابع الاقتصادي.

والجدير بالذكر أن النظام السوداني ورئيسه «حسن البشير» قد جاء من خلفية «إخوانية» وأن هناك تقاربا حاليا بين الزعيم السوداني والمفكر «حسن الترابي» وبين الرئيس السوداني، وأن السعودية بالتعاون مع أنظمة عربية تقوم حاليا بشن هجوم على «الجماعة» وكوادرها ومنابع تمويلها .

وبالرغم من أن خلفية النظام «إخوانية» المنشأ إلا أن كثيرين يرون أنها ابتعدت كثيرا عن «الإخوان» خاصة أن الرئيس السوداني قد التقى بقائد الانقلاب في مصر، والرئيس الحالي «عبد الفتاح السيسي» في «الخرطوم» وهو العدو الأول للإخوان، ويعتقد أن اللقاء قد تم بضغوط خليجية.

ويعيش السودان حاليا أزمات داخلية سياسية واقتصادية تجعله ينأى بنفسه عن أي توترات، خاصة عندما ترتبط هذه التوترات بوضعه الأمني والاقتصادي، وتجعله ويقبل إلى حد ما بالانخراط في بعض الاستقطابات، وقد جرى بالفعل في مارس/آذار الماضي إيقاف السعودية لتعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية وتقليص وارداتها من الماشية من السودان ضمن إجراءات تم رؤيتها على أنها إجراءات عقابية بعد رسو سفن حربية إيرانية في موانئ سودانية.

وفي هذا الإطار يعتقد أن السودان ربما تعيد قراءة علاقاتها أو تصحيحها وأنها أخطأت إذا ارتبطت بشكل أو بآخر بتحالفات مع إيران التي ترغب في محاصرة السعودية من جهة البحر الأحمر، إلا أن الأكثر تأكيدا أن النظام الذي ما زالت تدور حوله الشبهات بالقرب من «الإخوان» لا يريد أن يتعرض لضغوط جديدة في ظل الهجمة الإقليمية على «الإخوان» من جاريتيه مصر والسعودية, وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها السودان ولا تحتاج لمزيد من التأزم.

أمام ما جرى يمكن القول بوضوح أن السودان رضخ لضغوط سعودية، لكن السؤال الأهم أين كانت هذه الضغوط عندما تم تقسيم السودان؟ وهل علاقاته مع السعودية على حساب إيران تصب في مصلحته؟ أم أن الخرطوم لم يعد يتعرف إلى نقاء الأكسجين في أجواء السياسة الحالية ؟

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان إيران

تحسنت العلاقات السودانية السعودية فأغلقت الخرطوم المراكز الثقافية الإيرانية

السودان يغلق المراكز الثقافية الإيرانية ويطرد موظفيها

السودان يتوقع انفراجا وشيكا في علاقاته مع السعودية والامارات

الإمارات تبحث تعزيز سبل التعاون مع السودان ولبنان وأفغانستان

هل فشل «السيسي» في ضم «البشير» لداعمي «حفتر»؟

السعودية ترسل ثاني شحنة مساعدات لمتضرري سيول السودان