تحسنت العلاقات السودانية السعودية فأغلقت الخرطوم المراكز الثقافية الإيرانية

الأحد 7 سبتمبر 2014 07:09 ص

جاء قرار السلطات السودانية بإغلاق «المركز الثقافي الإيراني» في العاصمة «الخرطوم» وبقية الولايات، ومطالبة الملحق الثقافي وطاقم المركز بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة، في أعقاب تحسن ملحوظ في العلاقات بين السودان وكلا من السعودية والإمارات وتبادل رسائل وزيارات، ما يؤكد التحول السوداني باتجاه الخليج وتقليص علاقات الخرطوم مع إيران.

وكشف باحث ودبلوماسي سودانيان لـ«الخليج الجديد» - طلبا عدم ذكر اسمهما - أن السبب الذي جعل السلطات السودانية تتخذ هكذا خطوات تجاه مراكز إسلامية ثقافية شيعية هو تعرض الخرطوم لخسائر في علاقتها مع دول الخليج وضغوط حيث تعرضت الحكومة في الآونة الأخيرة إلى ضغوط كبيرة من السلطات السعودية والتيارات السلفية واتهامات بالتعاون مع إيران ضد مصالح السعودية والخليج .

وكان السودان قد تراجع عن خطة لإقامة منصات دفاع إيرانية على ساحل البحر الأحمر، بهدف مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية لهذه المنطقة واقتحام أجواء السودان عدة مرات وضرب أهداف سودانية أخرها مصنع «اليرموك» للأسلحة جنوب الخرطوم عام 2012، لأن هذه المنصات الإيرانية جري تصويرها كتهديد ضد السعودية، ما دفع السودان لإلغاء التعاقد عليها ضمن خطوات تحسين العلاقات مع السعودية.

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا توضيحيا قائلة: «أن الخرطوم استبعدت خيار إقامة المنصات الصاروخية حتى لا يساء فهم دوافعه من بعض دول الخليج».

أيضا علقت المملكة العربية السعودية ودول الخليج تعاملات بنوكها، مع السودان، اعتبارًا من 28 فبراير/شباط الماضي بحسب طلب جهات بنكية أمريكية ضمن العقوبات علي السودان.

ويرتبط السودان بعلاقات عسكرية مع إيران حيث اعتادت السفن الحربية الإيرانية زيارة الموانئ السودانية وكان آخرها في يونيو/حزيران الماضي عندما زارت مدمرة وسفينة إمداد ميناء «بورتسودان» على البحر الأحمر.

وقد ساعد علي هذا التغلغل الثقافي الإيراني التعاطف السوداني مع الثورة الإيرانية عموما، ومساندة إيران لحكومة الإنقاذ السودانية التي تشكو من الحصار الغربي، وأدي تعميق العلاقات بين البلدين إلى قيام إيران عبر مراكزها الثقافية لنشر المذهب الشيعي في السودان، ساعد عليه أيضا وجود تعاطف سوداني طبيعي مع آل بيت النبوة بحكم انتشار التصوف في السودان .

بل أن هذا النفوذ الشيعي تزايد أكثر مع التعاطف الشعبي مع «حزب الله» الشيعي إبان العدوان الصهيوني  الأخير على لبنان وصمود مقاتلي «حزب الله»، وانتشرت أعلام «حزب الله» وصور الزعيم اللبناني «حسن نصر الله» ما أغري الإيرانيين بالتوسع في عرض الكتب الثقافية الشيعية في معرض الخرطوم الدولي الأخير للكتاب .

ولكن يبدو أن هذا الاندفاع الإيراني في نشر ثقافة المذهب الشيعي عبر أمهات الكتب الشيعية في معرض الخرطوم كان جرس الإنذار للقوى السنية هناك وللجماعات الإسلامية وعلماء المسلمين للتصدي لهذا التمدد الشيعي خصوصا بعدما بدأت تتواتر الأنباء عن انتشاره بشكل واضح في حسينيات وزوايا شيعية في «الخرطوم» وفي مدينة «كردفان» .

فقد تحركت الجماعات السلفية والإسلامية السنية السودانية بسرعة للاحتجاج علي معرض كتب شيعية أقامته إيران في «معرض الخرطوم الدولي» الأخير الذي انتهي الأسبوع الماضي ما دفع الحكومة لإغلاق هذا الجناح الشيعي الذي ضم ستة عارضين شيعة من ايران ولبنان.

وبدأ الحديث عن انكشاف النشاط الشيعي في السودان منذ عام 2006، وعقد العلماء عدة مؤتمرات يطالبون فيها بوقفات محددة ومواقف حكومية لحصار هذا التمدد الشيعي .

وطالب عدد كبير من كبار علماء الدين السودانيين السلطات السودانية بإغلاق «المركز الثقافي الإيراني» في الخرطوم، لما يقوم به من «أنشطة مثيرة للفتن» على حد وصفهم ، ووقف ما قالوا أنه «النشاطات الشيعية المشبوهة»، وحذروا من انتشار «الفكر الرافضي» في السودان .

ودعا بيان سابق أعلنه قيادات وعلماء الجماعات الإسلامية «المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية» في السودان لغلق «المركز الثقافي الإيراني»، وفتح تحقيق فوري حول الطريقة التي وصلت بها كتب الشيعة إلى «معرض الخرطوم الدولي للكتاب» رغم مخالفتها للوائح المنظمة للمعارض وطعنها في عقيدة الأمة.

وحذر البيان الذي وقع عليه كل من الشيخ «صادق عبد الله عبد الماجد» المراقب العام للإخوان المسلمين، والشيخ «إسماعيل عثمان الأمين العام لأنصار السنة المحمدية، والشيخ «ياسر عثمان جاد الله» أمير جماعة الإخوان المسلمين ـ الإصلاح، والشيخ «أبو زيد محمد حمزة» القيادي بجماعة أنصار السنة المحمدية، والشيخ «عمر شيخ إدريس» الأمين العام للمجلس الأعلى للدعوة، والشيخ «سعد أحمد سعد» عضو الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية وعضو هيئة علماء السودان، من: «الفهم الخاطئ للحريات»، مشددا علي أن «حرية النشر لا تعني الطعن في ثوابت الأمة فما كل شيء مسموح به وللحريات حدود لا تتعداها وهذا شيء متعارف عليه في العالم».

أيضا أصدرت «الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان» بيانا قالت فيه «إن السودان ظل في مأمن من مذهب الرافضة الذي أظهر أركانه سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ...فإذا بالشيعة الروافض يطلون علينا من خلال معرض الخرطوم الدولي»، ودعا بيان الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الجهات المختصة إلى محاسبة الجهات التي سمحت بدخول مثل هذه الكتب وعرضها وطالب أيضا بإغلاق المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم الذي يتحمل مسئولية نشر هذه الكتب والترويج لها .

وهناك تقارير صحفية سودانية تتحدث عن أن النشاط الشيعي في السودان يمضي في الخفاء بهمة وأن شيعة السودان استقطبوا جماهير غير قليلة من أهل السنة في السودان بواسطة الأنشطة المتعددة مثل مسابقات تحفيظ القرآن وتعليم اللغة الفارسية والمنح الدراسية لإيران، وهي أنشطة بدأ الانتباه لها من قبل علماء السودان عقب أزمة معرض الكتب الشيعية. 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان إيران التشيع

السودان يغلق المراكز الثقافية الإيرانية ويطرد موظفيها

توقعات بتصاعد الاستثمارات السعودية فى السودان إلى أكثر من 13 مليار دولار

السودان يتوقع انفراجا وشيكا في علاقاته مع السعودية والامارات

الإمارات تبحث تعزيز سبل التعاون مع السودان ولبنان وأفغانستان

هل عقد السودان صفقة مع السعودية؟

هل فشل «السيسي» في ضم «البشير» لداعمي «حفتر»؟

شركة سعودية تستثمر 24.8 مليون دولار فى زراعة 60 ألف فدان بالسودان

الملك «سلمان» يبعث رسالة خطية إلى الرئيس «البشير»

دفعة جديدة من القوات السودانية تصل إلى عدن اليمنية

السودان ... من «صلابة»الإيديولوجية إلى «سيولة»البراغماتية

السعودية والإمارات تقران بالسيادة المصرية على مثلث حلايب وتتجاهلان السودان

السودان يصدر أكثر من 175 ألف رأس ضأن إلى السعودية