أعلنت مصر إعادة العمل بنظام التوقيت الصيفي بعد توقف دام 8 أعوام، ليعود الجدل حول مدى جدوى تطبيق هذه الآلية من الناحية الاقتصادية والإنتاجية.
والأربعاء، قررت مصر العودة إلى العمل بالتوقيت الصيفي الذي يعني تغيير الساعة مرتين سنوياً من أجل ترشيد استهلاك الطاقة، في بلد يقع تحت عبء الديون ويعاني أزمة اقتصادية خانقة أدت إلى قفزات في التضخم.
وأعلنت الحكومة الموافقة على تغيير الساعة اعتباراً من يوم الجمعة الأخير من أبريل/نيسان، وحتى يوم الجمعة الأخير من أكتوبر/تشرين الأول كل عام.
وتسعى مصر، وهي واحدة من 5 دول في العالم تعد الأكثر عرضة للعجز عن سداد ديونها الخارجية، إلى خفض استهلاكها المحلي من الطاقة من أجل زيادة كمية صادراتها من النفط والغاز وبالتالي زيادة مواردها بالدولار.
وألغت الحكومة المصرية التوقيت الصيفي في 20 أبريل/نيسان 2011، حين كان يرأسها عصام شرف، ثم تقرر إعادة العمل بالتوقيت الصيفي قبيل انتخابات الرئاسة عام 2014، بناءً على قرار مجلس الوزراء، بسبب أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وفي العام التالي قرر رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب إلغاء هذا التوقيت بشكل نهائي.
وأثار القرار سخرية وغضبا واسعا بين الناشطين المصريين، كان على رأسهم وزير الإعلام السابق أسامة هيكل الذي كتب عبر حسابه بموقع فيسبوك أن الدراسات التى أجراها مركز معلومات مجلس الوزراء خلال فترات تطبيقه قبل عام 2015، كشفت عن أن الوفر في الكهرباء لا يذكر، "وحسبما أذكر أنه كان أقل من 1%".
وأضاف معترضا على القرار: "استند مجلس النواب آنذاك على أن الأمر لا يستحق تكلفة تغيير جداول الطيران بين مصر والعالم مرتين سنويا طالما أن الأمر غير مجد في توفير الكهرباء".
وحول الادعاء بأن الدول المتقدمة تلجأ لهذا الحل لتوفير الكهرباء، قال هيكل: "هذا أمر لا ينطبق علينا، حيث أن الدول الأوروبية يتفاوت فارق طول النهار فيها بين الصيف والشتاء لأكثر من ٦ ساعات نظرا لموقعها الجغرافي، وهو ما لا ينطبق على موقع مصر الجغرافي حيث لا يتجاوز فرق طول النهار صيفا وشتاء أكثر من ٣ ساعات ".
وتساءل هيكل: "هل اطلع مجلس الوزراء على الدراسات السابقة قبل اتخاذ قراره بعودة التوقيت الصيفي؟، وإذا كان نقص الكهرباء فى الماضي دافعا لاتخاذ قرار فرض التوقيت الصيفي، ورغم ذلك أثبتت الدراسات فشله، فما هو مبرر اتخاذ القرار بإعادته، ولدينا فائض كهرباء يقترب من ضعف استهلاكنا؟".
وواصل: "السؤال الثالث، وهو الأهم، هل هذا الموضوع يمثل أولوية وسط كل المشاكل التي يعانى منها المجتمع وعلى رأسها قضية الأسعار؟، وأخيرا، إذا كانت هناك رغبة في توفير الكهرباء فعلا، فالأفضل تبكير مواعيد العمل في دواوين الحكومة لمده ساعة صيفا وتأخيرها شتاء، دون العبث بالتوقيت نفسه".
وزاد هيكل: "هذا الحل أبسط بكثير، ولا يحتاج إلى تغيير قانون، ويترتب عليه تغيير عادات السهر بالمحال والمقاهي والشوارع التي تستهلك فيها الكهرباء بكثرة"، مختتما بالقول: "الأمر يحتاج لإعادة نظر".
وتصدر وسم يحمل اسم "التوقيت الصيفي" مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تساءل من خلاله ناشطون عن أولويات الحكومة وجدوى مثل هذا القرار في تخفيف الأزمة الاقتصادية وانخفاض الجنيه.
وكنت أشعر بالسوء بسبب انهيار الاقتصاد وغلاء الأسعار وبيع أصول الدولة،
— Rania Mostafa (@Ranimoas) March 2, 2023
لكن بعد فرض حالة الطوارئ وتطبيق التوقيت الصيفي صرت أشعر بتحسن كبير.
لسه ما فاقوش من التعويم .. ورحت مديهم التوقيت الصيفي وهوب مغلي البنزين pic.twitter.com/IWsVV1mFnC
— Penguin (@Penguin41742293) March 2, 2023
أظن بعد القرار الجريء دا بعودة التوقيت الصيفي الدولار هايرطرط في السوق ومش هايلاقي اللي يشيله
— Mahmoud Waly (@MB_Waly84) March 2, 2023
بعد ما غلينا البنزين ورجعنا التوقيت الصيفي مش باقي غير حاجة واحدة وهي الغاء سادسة ابتدائي ونبقى كده كملنا الناقص.
— Eman.Elgendy (@Eman71469070) March 2, 2023
تطبيق التوقيت الصيفي والشتوي في #مصر له فايده واحده فقط وهو اظهار مدي قدرة العسكر علي التحكم في الناس
— 🇵🇸 Hasim حاسم (@Handala_eg) March 2, 2023
#التوقيت_الصيفي#ارتفاع_سعر_البنزين
— farida ebrahim (@farida_elroby) March 2, 2023
تحس إن عندهم شحنات زايدة مش عارفين يقولوا ايه ولا يعملوا ايه مسكوا رئاسة الوزراء لرئيس وزراء يستشير أهل الخبرة
تعبنا من قراراتكم بجد
انتوا معانا ولا ضدنا ولاأنتوا فين 😂 رمضان داخل علينا يا...... مش عارفة اقول ايه والله
بينما وصف آخرون النظام المصري بالمتخبط، في ظل إصدار قرارات والتراجع عنها، دون تقديم مبررات لأي منهما، وسط مطالبات بإعادة الأسعار إلى طبيعتها كما كانت قبل فترة.
مسيرة حياة مرتبكة:
— mohamed salah (@SalahAlhayat) March 1, 2023
١٩٥٧ بدأ العمل بالتوقيت الصيفي ..
١٩٧٥ إلغاء التوقيت الصيفي..
١٩٨٢ العمل بالتوقيت الصيفي..
١٩٨٥ إلغاء التوقيت الصيفي ..
١٩٨٨ العمل بالتوقيت الصيفي ..
٢٠١١ إلغاء التوقيت الصيفي..
٢٠١٤ عودة التوقيت الصيفي..
٢٠١٥ إلغاء التوقيت الصيفي..
٢٠٢٣ عودة التوقيت الصيفي ..
#التوقيت_الصيفي وحش .. نزل يا ابني اليافطة ! #التوقيت_الصيفي حلو .. رجع يا ابني اليافطة ! 🥸
— Hani Bedir (@hani_bedir) March 2, 2023
طب ما ترجع الأسعار مع التوقيت الصيفي زي زمان 😂 pic.twitter.com/vhBxWhsXcO
— صاحب السعادة (@Happiness_owner) March 1, 2023
- الناس خلاص تعبت .. هنعمل إيه
— ارطغرل بن سليمان شاه (@KAboesraa) March 2, 2023
يا أبو جودة ؟!
= هنرجع التوقيت الصيفي 😂🤭 pic.twitter.com/DQLBuzcSG9
اقسم بالله مرار طافح نفسي حد يعرفنا انجازات الحكومه غير العشره جنيه الجديده والجنيهات الفضه وكمان اعادتة التوقيت الصيفى احلى من كظه مفيش حسبى الله ونعمه الوكيل
— Abdallah Mohamed (@MyAbdallah) March 2, 2023
زياده ف عدد ساعات النهار والمفروض كانت نظام التوقيت الصيفي ده اتلغي بعد الثوره بس نقول ايه مجلس الوزرا باين مش لاقي حاجه يعملها فراغ وبلد فاضيه
— Nada M. Goda (@NadaMGoda3) March 2, 2023
فيما ربط آخرون القرار بثورة يناير/كانون الثاني 2011، وقالوا إن إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي كان آخر ما تبقى من الثورة، بعد الانقضاض عليها، لتعلن الحكومة بقرارها الأخير وفاة الثورة وكل ما ترتب عليها.
بعودة التوقيت الصيفي مره أخرى.. هتبقي كل حاجة حرفياً رجعت زي ما كانت واسوأ مش فاضل غير مبارك يرجع تاني حي يرزق والله يرحم الشهداء كلهم حتي أصغر حاجة إتغيرت رجعوها تاني .. مطارات العالم هتسبلنا 100 ملة ع التوقيت الزفت ده .. https://t.co/GY8UtK7DzF
— دِقٌرٍ (@JaberDracco) March 1, 2023
طب رجع التوقيت الصيفى كده يمكن الدولار يرجع بستة جنيه !!! pic.twitter.com/tXHb3bZWY9
— Eمan ميما (@Eman_TR_EY002) March 1, 2023
النفسية بعد ما عرفت إن التوقيت الصيفي راجع pic.twitter.com/t8mBhtHCTL
— Nancy🇦🇹🏹👑✌️ (@Nancy17900306) March 1, 2023
طب يلا بقي ....
— Sir لوش؏ ® ™️ 🇨🇭🇪🇦 (@sir_3looosh) March 1, 2023
بمناسبة عودة #التوقيت_الصيفي pic.twitter.com/TLQhNxlWDq
الحكومة مش لاقية حاجة جديدة تنكد بيها على الشعب قامت رجعت التوقيت الصيفي تاني !
— شادي جاهين (@shady___jahyn) March 1, 2023
وده كان المكسب الوحيد المتبقي من ثورة يناير#كله_راح
بعد عودة التوقيت الصيفي علشان بيوفر ١٠٪ من استهلاك الكهرباء اذكر حاجة واحدة كان مبارك بيعملها وماكتشفوش انها كانت صح وللصالح العام؟ يكونش نظامه الاقتصادي بتاع على اد لحافك مد رجليك مثلاً؟😂 pic.twitter.com/BnPKcGMT3H
— Nour Adam (@N0ur2dam) March 2, 2023
في المقابل، أيد البعض قرار الحكومة واعتبروه استمرارا لسياسة ترشيد الاستهلاك وتوفير الطاقة.
التوقيت الصيفى
— Iman Elnahas (@imanahas) March 2, 2023
مش اختراع
مطبق فى دول الغرب
توفيرا للطاقه
وحتى تبدأ اليوم مبكر
مش محتاج رايك ولا حوار مجتمعي
توقفوا عن تضييع الوقت فيما اتفق عليه العالم
والله قولت الكلام دا من ساعة ما وضعوا الدستور الجديد اللي فيه تم إلغاء التوقيت الصيفي من مصر كان زمانا وفرنا كميات رهيبة من الطاقة و الفلوس في فاتورة الكهرباء الشهرية أكثر من ٢٠٪
— Dr. Fathy Fahmy (@DrFathyFahmy1) March 2, 2023
أنا في قمة السعادة من عودة التوقيت الصيفي، كل ذكرياتي الحلوة كانت في التوقيت الصيفي، حتى خروجات العائلة وتجمعاتنا كلها في التوقيت الصيفي، بس يا رب يرجع بحاجات حلوة هو كمان
— Ramy Moustafa Saber 🎶🎧 (@RamyMoustafa) March 2, 2023
ويحتمل أن تزيد أسعار الكهرباء، في يونيو/حزيران، في وقت تعاني فيه الأسر المصرية من تضخم بلغ 26.5%، وفق الأرقام الرسمية.
وكان مصريون قد اشتكوا من ظاهرة قطع التيار الكهربائي عن المنازل والمحال لمدة تتراوح ما بين ساعة ونصف الساعة وساعتين يومياً، نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، عقب توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكومة بترشيد استهلاك الكهرباء بهدف توفير 15% من الغاز الطبيعي المستخدم في محطات الكهرباء، وتصديره إلى الخارج لتوفير النقد الأجنبي.
إلا أن الحكومة سرعان ما تراجعت عن خطة ترشيد الكهرباء، بعد شكاوى المواطنين المتكررة على منصات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، والتي كانت تقضي بقطع التيار بالتناوب بين المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في المحافظات، باعتبارها الأعلى استهلاكاً للكهرباء، وتخفيض إنارة الشوارع والميادين العمومية والمحاور الرئيسية، والالتزام بالإغلاق في المواعيد الخاصة بالمحال العامة.