«السيسي» يخسر أصدقاءه الأثرياء في الخليج.. ومصر تعثرت على كل الجبهات

الاثنين 25 يناير 2016 06:01 ص

رأت مجلة «إنترناشونال بيزنس تايم» البريطانية أن الرئيس المصري، «عبدالفتاح السيسي»، خسر أصدقاءه الأثرياء في منطقة الخليج وخيب الآمال التي عقدوها عليه، معتبرة أن مصر تحت قيادته تعثرت على كافة الجبهات.  

وفي تقرير لها حمل عنوان: «الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي يخسر أصدقاءه الأثرياء في الخليج»، نشرته، اليوم الإثنين، بالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بحكم الدكتاتور «حسني مبارك»، قالت المجلة إن  دول الخليج، باستثناء قطر، تُعتبر حلفاء أقوياء لـ«السيسي»، وقد أمدوه بـ 12 مليار دولار مباشرةً في أعقاب الانقلاب العسكري في صيف 2013، و12 مليار دولار أخرى في المؤتمر الاقتصادي الصيف الماضي.

وعلى الأرجح، حسب المجلة البريطانية، تتعدى المساعدات الاقتصادية الخليجية لمصر الأرقام المُعلن عنها رسمياً؛ حيث قامت كلٌّ من السعودية والإمارات بتمويل المشتريات المصرية من الأسلحة الروسية على مدار العامين الماضيين.

ولفتت المجلة إلى أن «السيسي» أكد، خلال عدد كبير جداً من خطاباته ولقاءاته الإعلامية، أن أمن الخليج جزءٌ من الأمن المصري، واستخدم تعبير «مسافة السكة» ليصف مدى سرعة استجابة القوات المصرية حال تعرض أي دولة خليجية للخطر.

وعلى الرغم من ذلك، ورغم المساعدات والاستثمارات التي تُقدر بعشرات المليارات، كانت استجابته، في وقت الحاجة، مخيبة لدول الخليج، وفق تقرير المجلة.

إذ رفضت القاهرة إرسال أي جندي في الحرب الدائرة حالياً مع الميليشيات الحوثية التي تعتبرها السعودية وكيلاً للحكومة الإيرانية.

وعندما تسربت بعض الأنباء في شهر سبتمبر/أيلول الماضي عن احتمالية وجود قوات مصرية في اليمن، سارعت القاهرة للنفي وقالت إن الأمر «لا أساس له من الصحة».

وأشارت مجلة «إنترناشونال بيزنس تايم» إلى أن «السيسي» كان مستعداً للمشاركة فقط بسفن بحرية حيث لا يوجد حوثيون، فيما  سارعت السودان، رغم العلاقات التاريخية المتوترة مع بعض دول الخليج، بإرسال المئات من الجنود.

وقالت: «في نهاية المطاف تبين أن مسافة السكة ما هي إلا واحدة من شعارات السيسي الجوفاء».

وأضافت: «فقدان مصر السيسي لأهميتها في علاقات الشرق الأوسط بدا واضحاً عندما تم نشر صورة في سبتمبر/أيلول 2014 لاجتماع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع حلفائه العرب الذين يشاركون في الهجمات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا».

«إذ أنه بينما كانت كل من الأردن والسعودية والإمارات وقطر والبحرين ممثلين في طاولة الاجتماع، (حسب المجلة)، كان غياب مصر ملحوظاً في تناقض صارخ مع ما حدث عام 1991 عندما أرسل حسني مبارك، الدكتاتور المصري المخلوع، أكثر من 35 ألف جندي للقتال في الخطوط الأمامية لتحرير الكويت من قوات صدام حسين، والآن بعد 25 عاماً، من غير الواضح مدى التزام مصر نحو أمن الخليج».

واعتبرت «إنترناشونال بيزنس تايم» أنه «اليوم يعتبر عدد أقل في الخليج مصر مركز قوة مضاداً يمكن أن يوازن إيران في محاولتها لفرض هيمنتها على المنطقة، ويرون السيسي كحليف مشكوك فيه في أحسن الاحوال».

وقال: «دول الخليج، العالقة مع السيسي للسنتين ونصف القادمتين (على أساس بقاءه في الحكم لفترة رئاسية واحدة)، أو على الأرجح للست سنوات ونصف القادمة (على أساس بقاءه في الحكم لفترتين رئاسيتين)، يجب عليهم عدم ربط أنفسهم بشكل زائد مع إدارته الفاشلة؛ فبالنظر لأفعاله، فإنه على الأرجح، لن يتم النظر إلى فترة ولاية السيسي على أنها فترة إيجابية».

وانتقلت المجلة لتقييم أداء «السيسي» على المستوى الداخلي.

وقالت: «خلال العامين ونصف الماضيين، تعثرت مصر تحت قيادة السيسي على كل الجبهات الممكنة؛ حيث واصل الاقتصاد المصري هبوطه، ولم تكن حقوق الإنسان في حالة أسوأ من حالتها الآن، بالإضافة لوجود ما يقارب 40,000 شخص، وفقاً لبعض التقديرات، في السجون لأسباب سياسية».

وعلى الصعيد الأمني، لفتت المجلة إلى أنه «تم اغتيال النائب العام، هشام بركات، ثالث أعلى مسؤول في الدولة، في وضح النهار في الصيف الماضي، وكشف ذلك عن اختراق أمنى مُحتمل، بالإضافة للإخفاق المتفاقم نتيجة مقتل شخصيات عسكرية على أيدي مجموعات مسلحة محلية، مثل جماعة أنصار بيت المقدس في شمال سيناء».

وفي سردها لمعالم الإخفاق المصري تحت قيادة «السيسي»، ذكرت المجلة أن القاهرة تواصل إنكارها أن إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، تم بواسطة عمل إرهابي، على الرغم من الإجماع الغربي والروسي على هذا الأمر.

وأشارت إلى أن الحياة السياسية في مصر «وصلت إلى طريق مسدود في بلد تعود الأحزاب السياسية فيه إلى أكثر من قرن مضى».

وقالت في هذا الصدد: « مجلس النواب (البرلمان) يشمل بشكل أساسي المدافعين عن السيسي، وحكومة السيسي تعتمد بشدة على الخطاب العاطفي وتفتقد لأي بصيرة سياسية».

 وأضافت: «بعبارة لطيفة، فالسيسي ليس رجل دولة، وانعدام كفاءة حكومته وصل إلى مستويات غير مسبوقة».

وخلصت المجلة إلى أن «انعدام كفاءة السيسي يمكن اعتباره تهديداً استراتيجياً لدول الخليج».

ورأت أن «رفضه إتاحة أبسط الحقوق للنشطاء السياسيين، بعد 5 سنوات فقط من ثورة أسقطت ديكتاتوراً آخر، لا يقوم إلا بإحكام الغطاء على إناء البخار الذي يوشك على الانفجار».

واستدركت قائلة: «وعلى الرغم من ذلك، لا يجب إجبار السيسي على التنحّي؛ فهناك مخاطرة أن تغرق مصر في اضطراباتٍ أعمق».

واعتبرت أنه «في الوقت الحالي، يجب على دول الخليج أن تستخدم نفوذها، بما في ذلك المساعدات الاقتصادية، لتشجيع السيسي على تخفيف التوتر بداخل مصر، وإطلاق سراح النشطاء، وتحرير وسائل الإعلام، والسماح للمنظمات غير الحكومية بالعمل بحرية، وتخفيف القبضة على الحياة السياسية في مصر».

المصدر | الخليج الجديد + إنترناشونال بيزنس تايم

  كلمات مفتاحية

مصر دول الخليج السيسي ثورة 25 يناير

«المرزوقي»: «السيسي» يوصينا بالحفاظ على تونس وهو من ضيع مصر

دبلوماسي كويتي لـ«السيسي»: أين مسافة السكة؟

«واشنطن بوست»: «السيسي» يقوي الإرهاب وأمريكا تعلم أنه مكروه

«القدس العربي»: التعذيب والغضب يستطيعان إسقاط نظام «السيسي»

دبلوماسي سعودي: أنباء مروعة عن «السيسي» تدفع المملكة لإعادة تقييم علاقاتها معه

مصر.. وقف برنامج تلفزيوني ومقدمته بسبب نبوءة باغتيال «السيسي»

خبير إسرائيلي: العلاقات مع مصر في عهد «السيسي» كنز استراتيجي

قوة عسكرية جديدة في شمال ⁧أفريقيا‬⁩ ‏⁦‪تقودها مصر تمهد لتدخل عسكري في ليبيا

«فورين بوليسي»: نظام «السيسي» المتصدع!

تقرير: القاهرة تزود بغداد وسوريا بالسلاح وتقف حكما مع إيران

«السيسي»: مصر لن تتوانى في الدفاع عن أشقائها بالخليج حال تعرضهم لتهديد

الجنرال وحيدا!