«واشنطن بوست»: «السيسي» يقوي الإرهاب وأمريكا تعلم أنه مكروه

الجمعة 4 ديسمبر 2015 02:12 ص

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن إدارة الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، تواصل تقديم 1.3 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية سنوية لنظام الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، على أساس أنه حليف ضروري، «وإن كان مكروها»، في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي أسس فرعا تابعا له في شبه جزيرة سيناء.
وأضافت الصحيفة، أمس الخميس، في افتتاحية تحت عنوان «حالة القمع في مصر»، إن «القمع الشديد الذي يتبعه السيسي بما في ذلك الاعتداءات العشوائية على المدنيين في سيناء، تساهم في تقوية الجماعات الإرهابية بدلا من إضعافها، وتؤدي إلى تراجع أمنى»، مدللة على ذلك بإسقاط طائرة ركاب روسية مؤخرا في هذه المنطقة.
وتابعت: «حاليا تم القبض على صحفي مصري بارز لإبداء رأيه في هذا الأمر، وهو إسماعيل الإسكندراني، الباحث والكاتب عن شؤون سيناء، الذي تعاون مع مؤسسات فكرية وبحثية في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، والذي اعتقل عندما عاد إلى مصر».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «بعد التحقيق مع الإسكندراني لمدة يومين، أمرت النيابة باحتجازه بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المحظورة، ونشر أخبار كاذبة، وهما تهمتان يستخدمها النظام لإسكات الصحفيين الناقدين»، على حد قول الصحيفة.
وأكدت أن «الإسكندراني»، ليس عضوا في جماعة «الإخوان»، بل إنه أحد منتقديها، لافتة إلى أن المقالات والأوراق التي أنتجها عن عمليات الجيش المصري في سيناء تقوم على أساس البحث الدقيق.
وأشارت الصحيفة إلى أن «هذا الصحفي البالغ من العمر 32 عاما قضى عدة أشهر في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين في واشنطن هذا العام كزميل زائر، وهو ينتمي لمبادرة الإصلاح العربي ومقرها باريس وقد لخص استنتاجاته حول سيناء في ورقة نشرت باللغة الإنجليزية العام الماضي بعنوان: الحرب في سيناء: معركة ضد الإرهاب أم زرع الإرهاب للمستقبل؟».
ونقلت الصحيفة بعضا مما كتبه «الإسكندراني» في هذه الورقة حيث قال: «إذا كان اجتثاث الإرهاب يتطلب تنمية بشرية تهتم بكرامة العيش، والتماسك الاجتماعي، والتعليم، والرعاية الصحية، والتوجه الديني المعتدل، فإن السياسات المركزية للنظام الحكومي والعسكري تسير في الاتجاه المعاكس تماما». 
وأضاف «الإسكندراني»: «السلوك الهمجي، القريب من سلوك المرتزقة المسلحين، والذي عاني منه سكان المنطقة الحدودية في سيناء، يدمر كليا إمكانية إقامة علاقة قائمة على الاحترام بين أهالي سيناء والدولة».
وأشارت الصحيفة إلى أن «الإسكندراني قدم آرائه في أكتوبر في مؤتمر عقد في برلين برعاية المجلس الألماني للعلاقات الخارجية»، موضحة أن أن السفارة المصرية حاولت منع المصريين من المشاركة، وحذرتهم من أنهم قد يواجهون اتهامات جنائية.
وعلقت «واشنطن بوست» على ذلك بالقول: «على ما يبدو، ترى سفارات مصر الأجنبية أن مهمتها الآن قمع حرية التعبير خارج البلاد».
كما أشارت إلى أن «النظام المصري اعتقل الصحفي الليبرالي البارز حسام بهجت الشهر الماضي، بعد نشر مقال له حول محاكمة سرية لضباط جيش بتهمة التخطيط لانقلاب».
وأوضحت أن «بهجت أطلق سراحه بعد احتجاجات دولية مدوية، بما في ذلك انتقادات من الأمين العام للأمم المتحدة، ولكن هناك كتاب كثيرون أقل شهرة ما زالوا محتجزين، وقالت نقابة الصحفيين في مصر الشهر الماضي إنه تم سجن 33 صحفيا». 
وقالت الصحيفة: «إن وزارة الخارجية الأمريكية لم تقل شيئا حول اعتقال الإسكندراني حتى طلبنا منها ذلك، وتلقينا بيانا يقول: إننا نتابع قضيته عن كثب، نواصل مناقشتنا الصريحة مع الحكومة المصرية بشأن قلقنا حول أوضاع حقوق الإنسان». 
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «إن بيان الخارجية الأمريكية لم يتضمن دعوة لإطلاق سراح الصحفي المصري. وينبغي أن يوجه هذه الدعوة؛ وعلى من هم بالإدارة الأمريكية، الذين مازالوا يعتقدون أن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر مثمرة، أن يقرءوا مقالات الاسكندراني».

  كلمات مفتاحية

مصر إسماعيل الإسكندراني السيسي اعتقال صحفيين الملف الحقوقي المصري

مصر.. منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن صحفي متخصص في قضايا سيناء

تقرير: مقتل 90 امرأة واغتصاب 20 واعتقال 2000 منذ انقلاب الجيش المصري

مصر.. عودة السلطوية بقيادة الجيش وانتكاس الحياة العامة لحالة قمع غير مسبوقة

مصر في عهد السيسي .. قمع بلا حدود

«السيسي» يرحب بجهود رئيس مجلس الأمة الكويتي في إعادة مصر للبرلمان العربي

«السيسي» يعتذر للأقباط عن تدمير الكنائس ويتعهد بترميمها في أقرب وقت

«السيسي» يشهد احتفال الشرطة من خلف زجاج مضاد للرصاص

«السيسي» يخسر أصدقاءه الأثرياء في الخليج.. ومصر تعثرت على كل الجبهات