قوة عسكرية جديدة في شمال ⁧أفريقيا‬⁩ ‏⁦‪تقودها مصر تمهد لتدخل عسكري في ليبيا

الاثنين 1 فبراير 2016 05:02 ص

أعلن السفير المصري في أديس أبابا أن مصر تولت الإشراف على ملف القوة العسكرية في شمال أفريقيا في إطار الجهود الرامية لتشكيل قوة عسكرية أفريقية مشتركة للحفاظ على السلم والأمن، حيث تسعى مصر إلى لعب أي دور في أفريقيا بعد فشلها في تشكيل القوة العربية المشتركة.

وكانت مصادر عسكرية مطلعة قد كشفت عن إسناد ملف القوات الأفريقية المشتركة في شمال أفريقيا إلى مساعد وزير الدفاع المصري اللواء «محسن الشاذلي»، وذكرت هذه المصادر أن القاهرة ترحب بالمشاركة في أي قوة إقليمية لتعزيز التعاون في مواجهة الإرهاب الذي يتمدد في القارة السمراء.

وبحسب «روسيا اليوم»، فإنه في حين لم تتضح حتى اللحظة تفاصيل أخرى حول طبيعة القوة العسكرية وعدد أفرادها ومقرها وقيادتها، فإن قرار التشكيل يبقى كواجهة تنظيمية فقط، إذ إن الأمر يتطلب، وفقا للدستور المصري، موافقة مجلس النواب ومجلس الأمن القومي عليه.

قيادة مصر لقوات عسكرية في شمال أفريقيا يأتي بالتزامن مع انتخابها عضوا في «مجلس السلم والأمن» في الاتحاد الإفريقي عن إقليم شمال إفريقيا، لسنوات ثلاث (2016-2019)؛ كما يتزامن أيضا، وفقا لمصادر إعلامية، مع عمليات الإعداد، التي تجري على قدم وساق بقيادة أمريكية لتوجيه ضربة عسكرية إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية أن التحالف، الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم سيعقد اجتماعا الثلاثاء المقبل في روما بمشاركة وزير الخارجية «جون كيري».

ومن المتوقع أن يركز هذا الاجتماع على وضع اللمسات الأخيرة لعملية عسكرية تستهدف «الدولة الإسلامية» في ليبيا؛ علما أن الدول المشاركة في الاجتماع ستكون أستراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك ومصر وفرنسا وألمانيا والعراق وإيطاليا والأردن والكويت ونيوزيلندا وهولندا والنروج وقطر والسعودية وأسبانيا والسويد وتركيا والإمارات.

هذه الترتيبات والتحضيرات جاءت متزامنة أيضا مع زيارة قائد جيش طبرق التابع لمجلس النواب الليبي المنحل، «خليفه حفتر» برفقة قادة عسكريين ودبلوماسيين إلى القاهرة، لبحث مسألة توجيه ضربة عسكرية إلى «الدولة الإسلامية»، ومساندة الجيش الليبي في حربه هناك، وذلك بعد أيام من زيارة سرية قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «جون برينان» إلى القاهرة، والتقى فيها الرئيس «عبد الفتاح السيسي» ورئيس جهاز المخابرات المصرية.

من جانبها دعت جماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا كافة القوى الوطنية إلى تجنيب البلاد ويلات الحرب والتدخل الخارجي في أعقاب فشل حكومة الوفاق الوطني برئاسة «فايز السراج» في الحصول على الثقة. (طالع المزيد)

وقالت الجماعة، في بيان نشر على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ندعو كافة القوى الوطنية الخيِّرة وعلى رأسهم دار الإفتاء وعلماء البلاد للقيام بدورهم في جمع الصف وتوحيد الكلمة بما يجنب البلاد ويلات الحرب والتدخل الخارجي».

ومنتصف الشهر الماضي، قالت صحيفة فرنسية، إن باريس، بدأت التحرك في الخطوة العسكرية الدولية المزمع تشكيلها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا. (طالع المزيد)

ووفق تقارير نشرتها صحيفة «لا فيغارو»، فإن الرغبة الفرنسية في التدخل العسكري تهدف إلى «منع حركة التنظيم من التمدد في مدينة سرت، وتوقيف تهديده للمنشآت البترولية».

وأشارت التقارير الفرنسية إلى أن التحرك «سيكون بريا وجويا، على حد سواء، وستشارك فيه دول أوروبية عدة بقيادة إيطالية وبدعم لوجستي أمريكي»، وهدفه «تأمين المنشآت النفطية، في ظل توقعات وزارة الدفاع الفرنسية بشأن ازدياد مخاطر تمدد التنظيم نحو آبار النفط».

ولفتت الصحيفة إلى أن «فرنسا تحاول جر بريطانيا إلى صفها، بالإضافة إلى دول الخليج وشمال إفريقيا كالجزائر تونس ومصر، في مخططها للتدخل العسكري»، مضيفة أن حوالي ثلاثة آلاف مقاتل من تنظيم «الدولة» صاروا الآن في ليبيا. 

ووفق معلومات «لافيغارو» فإن «خلية أزمة» تعمل على قدم وساق منذ أشهر، على تحضير المشاركة الفرنسية في الخطة الأوروبية في ليبيا، وتعتمد هذه الخلية على «صور وتقارير لسلاح الجو الفرنسي الذي يقوم بطلعات منتظمة في سماء المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وعلى المنشآت النفطية التي ستتكلّف القوات الأوروبية الخاصة بحمايتها وتأمينها».

وكانت صحيفة «لوموند» نشرت تقريرا أكدت فيه «حسم باريس أمرها بشأن التدخل العسكري في ليبيا»، موضحة أن «الإعداد جار على قدم وساق»، بعد أن بات التنظيم الإرهابي يشكل تهديدا جديا لأوروبا. 

وعلى الرغم من أن الحكومات التي تعاقبت على «الإليزيه» أعلنت فشل تجربة «فرنسا كشرطي إفريقيا»، إلا أن الرغبة الفرنسية في التدخل الخارجي تضاعفت.

ويرى مراقبون أن الوجود العسكري الفرنسي في غرب وشمال أفريقيا له أهداف تتعلق برغبة باريس في ترسيم حدود مناطق نفوذها في مستعمراتها السابقة.

بديل عن القوة العربية المشتركة؟

وأنفقت مصر أنفقت، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، أكثر من 10 مليارات دولار لتحديث ترسانتها العسكرية، وذلك بالتعاون مع دول منها: ألمانيا والصين وروسيا، التي وقعت معها عقدا لشراء طائرات كا-52، وفرنسا، التي حصلت القاهرة منها على حاملتي مروحيات من طراز ميسترال، وفرقاطة من طراز فريم، وطائرات رافال (وصلت دفعتها الثانية قبل أيام)؛ بالإضافة إلى غواصات ألمانية الصنع.. وكلها نوعيات تسليح تزيد من دعم موقف مصر كقوة عسكرية فاعلة في الشرق الأوسط.

ووفق تقرير، نشرته «روسيا اليوم»، فإن قيادة مصر للقوة العسكرية الإفريقية تأتي في إطار توجه مصري ظهر سابقا، عندما اقترحت القاهرة أمام القمة العربية في آذار/مارس الماضي تشكيل قوة عربية مشتركة، وقد تم التصديق على الاقتراح حينئذ على الرغم من أن التنفيذ لا يزال مجمدا، وأضاف إلى تجميد تحقيقه إعلان السعودية عن تحالف عسكري إسلامي.

ونقل عن رئيس المركز المصري للشؤون الخارجية اللواء «أحمد عبد الحليم» أن الإعلان عن تشكيل القوة العسكرية لشمال أفريقيا لا يعني أن مصر ستشارك في توجيه ضربات في ليبيا، موضحا أن حلف الناتو طلب من القاهرة الاشتراك في توجيه تلك الضربات، لكنها رفضت.

أما رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق في الجيش المصري اللواء «نصر سالم»، فأشار إلى أن مكافحة الإرهاب في أفريقيا وحل نزاعات القارة السمراء يتطلب وجود قوة عسكرية إقليمية.

في حين قال الخبير العسكري اللواء «محمد يوسف» إن تولّي مصر قيادة هذه القوة أمر منطقي، نظرا لما تتمتع به من خبرة عسكرية وكفاءة قتالية.

وقبل أيام، أكد دبلوماسي مصري رفيع المستوى أن تشكيل القوة العربية المشتركة التي تم طرحها في القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ في مارس/ آذار الماضي أوشك على الانتهاء.

وأوضح الدبلوماسي المصري في تصريحات لموقع 24، أنه «يجري النقاش مع الدول الموافقة على تشكيل القوة المشتركة وخاصة السعودية، حول إجراءات عملها وتنظيمها وإدارتها»، مشددا على أن «الأمر على وشك الانتهاء قبل القمة العربية المقبلة التي تعقد في المغرب بعد شهرين».

وتوقع الدبلوماسي المصري أن يتم اعتماد تشكيل القوة العربية المشتركة على مستوى كبار المسؤولين والوزراء قبل انعقاد القمة المقبلة على مستوى الرئاسة، حتى يتم الانتهاء منها بقرار رسمي من مجلس الجامعة العربية على مستوى الرؤساء.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السيسي أفريقيا مصر مجلس السلم والأمن الافريقي قوة شمال أفريقيا

«السيسي» يخسر أصدقاءه الأثرياء في الخليج.. ومصر تعثرت على كل الجبهات

دبلوماسي مصري: تشكيل القوة العربية المشتركة أوشك على الانتهاء

صحيفة فرنسية: تدخل عسكري مرتقب في ليبيا

الخارجية المصرية: «القوة العربية المشتركة» تختلف عن «التحالف الإسلامي العسكري»

«الجبير» يرأس وفد السعودية في إيطاليا خلال الاجتماع الدولي حول ليبيا

مصر تلمح إلى تحفظها على التدخل العسكري الغربي المحتمل في ليبيا

المبعوث الأممي إلى ليبيا يتمسك بطرابلس مقرا للحكومة المزمع تشكيلها

إيطاليا تكشف عن قيامها بـ«مهمة أمنية» في المتوسط لحماية مصالحها في ليبيا