القصف الإسرائيلي "المحسوب" على غزة وجنوب لبنان.. ماذا يعني؟

الجمعة 7 أبريل 2023 04:09 ص

يوسف علي أوغلو - الخليج الجديد

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة، قصفا جويا ومدفعيا على مواقع في قطاع غزة قال إنها تابعة لحركة "حماس". وتبع ذلك بساعات، قصف جوي آخر على مواقع في جنوب لبنان قال الجيش الإسرائيلي إنها تابعة لـ"حماس". وجاء هذا القصف بعد تعرض منطقة الجليل شمالي إسرائيل، الخميس، لـ37 صاروخا انطلقت من لبنان، وهو القصف الذي حملت تل أبيب مسؤوليته لحركة "حماس".

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق زراعية في منطقة سهل القليلة بقضاء صور، وهو مكان قال جيش الاحتلال إن صواريخ انطلقت منه تجاه إسرائيل ظهر الخميس. كما استهدف القصف الإسرائيلي محيط مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي مدينة صور. في المقابل، ردت المقاومة الفلسطينية بقصف لم يتجاوز مدينة سديروت، التي تبعد بنحو 12 كم عن قطاع غزة، بعكس الجولات السابقة التي وصل فيها قصفها إلى مناطق بعيدة في الداخل الإسرائيلي مثل مدن القدس وتل أبيب (تبعد بنحو 80 كم عن غزة) وحيفا (تبعد بنحو 150 كم عن غزة).

  • رغم توعد حكومة الاحتلال بـ"رد قاس"، جاء القصف الإسرائيلي "محدودا" بحيث لا يضطر الفصائل الفلسطينية أو حزب الله اللبناني إلى رد فعل كبير؛ فقد استهدف في غزة أراض زراعية فارغة، ومواقع رصد تابعة لحركة "حماس" ليست ذات بعد استراتيجي؛ فمعظمها معروف ومكشوف، وجزء منها تم استهدافه في جولات سابقة. وفي لبنان، لم يسفر القصف عن سقوط خسائر بشرية؛ حيث استهدف، وفق جيش الاحتلال، مواقع بنى تحتية وأهداف أخرى تابعة لـ"حماس" في جنوب لبنان· 

  • تحرص حكومة الاحتلال على تجنب فتح مواجهة على جبهتين في وقت واحد: الجنوبية (غزة)، والشمالية (لبنان) خاصة في ظل التوتر الداخلي في الضفة، وكل ما تريده فقط هو الحفاظ على استراتيجية الردع، والتأكيد على أن كل منطقة تشكل تهديدا لأمن الاحتلال ستصل إليها نيرانه.

  • وفي نفس الوقت، يعكس رد المقاومة المحسوب على القصف الإسرائيلي عدم الرغبة من جانبها في تصعيد المواجهة مع الاحتلال، في حرص منها على تثبيت المعادلة الناظمة لعلاقتها الأمنية مع إسرائيل، والقائمة على معادلة "القصف بالقصف والدم بالدم"، والتي دشنتها في 29 مايو/أيار 2018.

  • كما تدلل جميع المؤشرات على أن لبنان، سواء رسميا أو "حزب الله"، غير معنى بحرب حاليا مع إسرائيل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والأزمة السياسية المتواصلة. فكل من إسرائيل و"حزب الله" يحجمان عن خوض حرب كبرى بسبب التكاليف المادية والسياسية الباهظة للطرفين.

  • لكن لا تزال هناك أسئلة مطروحة حول ما إذا كان الرد الإسرائيلي في لبنان قد توقف عند هذا الحد، أم ستكون هناك عمليات قصف أخرى؟ وكيف سيتعامل الجانب اللبناني الرسمي مع هذا القصف؟ وهل سيرد "حزب الله" أم لا؟

موضوعات متعلقة