اتفق خبراء وسياسيون عرب أن الأحداث في السودان، وإن كانت صراعا على السلطة بين الطرفين العسكريين الكبار في الدولة الأفريقية، لكن أيادي خارجية تحركها.
ولفتوا في سلسلة تغريدات عبر حساباتهم بـ"تويتر"، إلى أن ما يجري في السودان، هو نتيجة طبيعية لسيطرة العسكر على الحكم، محذرين من تقسيم السودان، وداعين إلى إزاحة الطرفين عن السلطة.
وكتب المعارض السعودي البارز كساب العتيبي: "ما حدث في السودان ليس صراعاً داخلياً بحتاً على السلطة فقط، بل حسب قراءة المشهد له ارتباط ومُحرك خارجي".
وأضاف: "التوقيت مُثير للشك، بعد دور سعودي إيجابي ولافت عربياً وإقليمياً، واستهداف الطائرة السعودية، والجنود المصريين، قد يكون خيطاً يدفعنا لقراءة أشمل وأعمق للمشهد".
ما حدث في #السودان ليس صراعاً داخلياً بحتاً على السلطة فقط. بل - وحسب قراءة المشهد - له ارتباط ومُحرك خارجي. فالتوقيت مُثير للشك، بعد دور سعودي إيجابي ولافت عربياً وإقليمياً. استهداف الطائرة السعودية، والجنود المصريين، قد يكون خيطاً يدفعنا لقراءة أشمل وأعمق للمشهد. ننتظر ونرى ..
— د. كساب العتيبي (@Dr_Kassab) April 15, 2023
واتفق معه الكاتب والباحث الأمني فهد فراج، حين غرد تعليقا على نشر مقطع فيديو لاحتجاز جنود مصريين في السودان بالقول: "نشر هذا المقطع من قبل قيادة قوات الدعم السريع وقبله استهداف طائرة سعودية مدنية في مطار الخرطوم ربما القصد منه استفزاز السعودية ومصر للتدخل بشكل أو بآخر وتحميلهما أحداث الفتنة في السودان، ومن ثم تدويل المشهد وتعقيده، والخروج من جريمة التمرد والخيانة والتآمر إلى الظهور بمظهر القوات الوطنية التي ترفض التدخلات الخارجية".
ولفت إلى أن هذه "هي أصل المشكلة وأس البلاء منذ حدوث الانقلاب العسكري على الرئيس السابق عمر البشير، بل قبله أثناء الاحتجاجات حيث كانت ممارساتها عامل تأجيج للساحة وإثارة المحتجين ضد القوات المسلحة السودانية".
نشر هذا المقطع من قبل قيادة #قوات_الدعم_السريع وقبله استهداف طائرة سعودية مدنية في #مطار_الخرطوم ربما القصد منه استفزاز #السعودية و #مصر للتدخل بشكل أو بآخر وتحميلهما أحداث الفتنة في #السودان ومن ثم تدويل المشهد وتعقيده والخروج من جريمة التمرد والخيانة والتآمر إلى الظهور بمظهر… https://t.co/HOGxBzdujg
— فهد الفراج (@fahad_alfarraj) April 15, 2023
أما مدير المركز الإسكندنافي الخليجي للدراسات عبدالجليل السعيد، فاتهم الأمريكان بإثارة الفتنة، حين غرد قائلا: "لا يريد الأمريكي والغرب لهذه المنطقة أن تستريح، شرعت السعودية بصنع السلام في اليمن وسوريا وغيرها من الدول.. فحرك الأمريكان أدواتهم في السودان لصناعة فوضى جديدة وإدارة صراع طويل الأمد".
لايريد الأمريكي و الغرب لهذه المنطقة أن تستريح ، شرعت السعودية بصنع السلام في اليمن و سوريا وغيرها من الدول ..
— Abduljalil ALsaeid (@AAbdulsaeid) April 15, 2023
فحرك الأمريكان أدواتهم في #السودان لصناعة فوضى جديدة و إدارة صراع طويل الأمد .
واتفق معه الباحث السياسي علي العريشي، حين كتب: "يبدو أن هناك ارتباطا وثيق الصلة بين التحركات السعودية الأخيرة في اليمن وسوريا الرامية لإطفاء الحرائق في منطقة الشرق الأوسط، وبين التفجير المفاجئ للوضع في السودان".
وأضاف: "قد لا تكون السودان المحطة الأخيرة، فهناك بؤر توتر في المنطقة قابلة للاشتعال"، متابعا: "لكن المؤكد أننا نعيش زمن سقوط الأقنعة".
يبدو أن هناك ارتباطا وثيق الصلة بين التحركات #السعودية الاخيرة #اليمن، #سوريا الرامية لاطفاء الحرائق في منطقة الشرق الأوسط وبين التفجير المفاجيء للوضع في #السودان، وقد لا تكون السودان المحطة الاخيرة، فهناك بؤر توتر في المنطقة قابلة للاشتعال
— علي العريشي (@alialarishi) April 16, 2023
لكن المؤكد أننا نعيش زمن سقوط الأقنعة
من جانبه، أشار الكاتب الجزائري هشام موفق إلى ذات النقطة، حين غرد بالقول: "ما يحدث في السودان هو إحدى تمظهرات هذا الانتقال العالمي للقوة من الأطلنطي إلى الهادي.. أمريكا تحرك وكيلتها في المنطقة إسرائيل، من أجل غلق منافذ البحر الأحمر على روسيا، وتقويض حلفاء موسكو في الخرطوم".
وتوقع أن يشهد العرب "نفس المشاهد، بأقل حدّة، في تونس ومصر، ثم المغرب بعد وفاة الملك (محمد السادس)".
ما يحدث في #السودان هو إحدى تمظهرات هذا الانتقال العالمي للقوة من الأطلنطي إلى الهادي.#أمريكا تحرك وكيلتها في المنطقة #إسرائيل، من أجل غلق منافذ البحر الأحمر على #روسيا، وتقويض حلفاء #موسكو في #الخرطوم.
— Hicham Moufek (@MoufekHicham) April 15, 2023
نفس المشاهد، بأقل حدّة، ستتكرر في #تونس و #مصر، ثم #المغرب، بعد وفاة الملك.
أما رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث تركي القبلان، فقال إن "ما جرى في السودان الشقيق لم يكن محض صدفة، وقرار المواجهة بهذا الحجم لن يجرؤ على اتخاذه قائد قوات محلية في مواجهة جيش دولة وطني بقطاعاته الأربعة وبتاريخ يمتد لمئة عام، لولا موقع السودان الجيوسياسي المؤثر في بيئة البحر الأحمر، ما يؤشر إلى دور للقوى الخارجية التي يهمها أن تكون البحار والمضائق تحت سيطرتها الاستراتيجية في إطار صراع لعبة الأمم".
ماجرى في السودان الشقيق لم يكن محض صدفة ، وقرار المواجهة بهذا الحجم لن يجروء على اتخاذه قائد قوات محلية في مواجهة جيش دولة وطني بقطاعاته الأربعة وبتاريخ يمتد لمئة عام ، لولا موقع السودان الجيوسياسي المؤثر في بيئة البحر الأحمر ، مما يؤشر إلى دور للقوى الخارجية التي يهمها أن تكون…
— د تركي القبلان (@TurkiGoblan) April 16, 2023
واتفق معه المفكر العربي تاج السر عثمان، حين غرد قائلا: "ما يحدث في السودان جزء لا يتجزأ من صراع محاور إقليمية تستهدف بالأساس تفتيت السودان أرضا وشعبا خدمة للمصالح الدولية".
وأضاف: "ما فعله حميدتي تهور غير محسوب العواقب وإن كان البرهان لا يقل سوءا عنه وكلاهما التفا على ثورة الشعب.. إلا أن ردع ميليشيا الجنجويد يمثل أولوية للاستقرار".
مايحدث في #السودان جزء لايتجزأ من صراع محاور إقليمية تستهدف بالأساس تفتيت السودان أرضاََ وشعباََ خدمة للمصالح الدولية وما فعله #حميدتي تهور غير محسوب العواقب و إن كان #البرهان لا يقل سوءا عنه وكلاهما التفا على ثورة الشعب
— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) April 15, 2023
إلا أن ردع ميليشيا الجنجويد يمثل أولوية للاستقرار
كما اتهم عثمان الإمارات بأنها "فقاسة ميليشيات، لا تدعم جيشاً برأس واحد، بل فصائل متعددة قد تكون متضادة".
وأضاف: "دعمت البرهان القريب من مصر وحميدتي القريب من إثيوبيا، وفي اليمن تدعم فصيلا وحدويا وآخر انفصاليا، وفي ليبيا كذلك تفخخ البلدان بأمراء الحرب لتنفجر يوما ما خدمة للصهيونية والامبريالية العالمية".
#الامارات فقاسة ميليشيات، لا تدعم جيشاً برأس واحد بل فصائل متعددة قد تكون متضادة ، دعمت #البرهان القريب من #مصر و #حميدتي القريب من #اثيوبيا وفي #اليمن تدعم فصيلا وحدويا و آخر انفصاليا وفي #ليبيا كذلك
— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) April 15, 2023
تفخخ البلدان بأمراء الحرب لتنفجر يوما ما خدمة للصهيونية والامبريالية العالمية
وأشار إلى النقطة ذاتها السياسي الفلسطيني فايز أبوشمالة، حين كتب: "الحرب في السودان بين البرهان، الذي استقبل إيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم، واتفق معه على بيع السودان لإسرائيل، وبين نائبه حميدتي، الذي تسلم من جهاز الموساد الإسرائيلي قبل عدة أشهر شحنه تجسس، أعطته القوة والتفوق.. الشعب السوداني ضحية عميلين لجهاز الموساد الإسرائيلي".
الحرب في السودان بين البرهان، الذي استقبل إيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم، واتفق معه على بيع السودان لإسرائيل
— د.فايز أبو شمالة (@fayez2013851) April 15, 2023
وبين نائبه حميدتي، الذي استلم من جهاز الموساد الإسرائيلي قبل عدة أشهر شحنه تجسس، أعطته القوة والتفوق!
الشعب السوداني ضحية عميلين لجهاز الموساد الإسرائيلي!
أما الإعلامي أحمد منصور، فغرد بالقول: "الدعم السريع ميلشيات قبلية، وطبيعة عمل المليشيات في كل الدنيا أنها بلا مبادئ تعمل من أجل المال لمن يدفع".
وتوقع أن يحسم الجيش السوداني الأمر داخل المدن فى النهاية، مضيفا: "أما إذا نجا قائد المليشيات حميدتي الذي يعتبر من أغنياء أفريقيا، فإنه سوف يُدخل السودان في حرب استنزاف طويلة".
الدعم السريع ميلشيات قبلية ،وطبيعة عمل المليشيات في كل الدنيا أنها بلا مبادئ تعمل من أجل المال لمن يدفع،لذلك أعتقد أن الجيش السوداني سيحسم الأمر داخل المدن فى النهاية،أما إذا نجا قائد المليشيات حميدتي الذي يعتبر من أغنياء افريقيا فإنه سوف يُدخل السودان في حرب استنزاف طويلة pic.twitter.com/FhIs2vGSPp
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) April 15, 2023
بينما ذهب الكاتب المصري جمال سلطان للقول إن "درس السودان الواضح: في بلاد العرب من يسيطر على السلاح يحكم، والشرعية يصنعها صندوق الذخيرة، والدولة مجرد معسكر جيش يساعده مؤسسات خدمية مثل القضاء والشرطة والإعلام، والباقي تفاصيل".
درس السودان الواضح : في بلاد العرب من يسيطر على السلاح يحكم ، والشرعية يصنعها صندوق الذخيرة ، والدولة مجرد معسكر جيش يساعده مؤسسات خدمية مثل القضاء والشرطة والإعلام ، والباقي تفاصيل
— جمال سلطان (@GamalSultan1) April 15, 2023
واتفق معه الكاتب والصحفي عبدالله العمادي، حين قال: "كما إن (الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) فكذلك هم العسكر، ما حكموا دولة إلا أفسدوها وجعلوا أهلها أذلة".
وأضاف: "المؤسسة العسكرية مهمتها حماية الأوطان، لا الدخول في دهاليز السياسة ومشاركة السياسيين فسادهم ومضاعفة الطغيان.. شواهد التاريخ أكثر مما يمكن حصرها ها هنا".
كما إن ( الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) فكذلك هم العسكر، ما حكموا دولة إلا أفسدوها وجعلوا أهلها أذلة.
— د.عـبدالله العـمـادي (@Abdulla_Alamadi) April 16, 2023
المؤسسة العسكرية مهمتها حماية الأوطان، لا الدخول في دهاليز السياسة ومشاركة السياسيين فسادهم ومضاعفة الطغيان.
شواهد التاريخ أكثر مما يمكن حصرها ها هنا. pic.twitter.com/F6sKcQdbxE
وتابع الكاتب محمد هنيد في تغريدته: "الصراع المسلح على أشده في السودان بين عسكر قطاع الطرق من أجل الاستفراد بالسلطة، حميدتي والبرهان خطان لا يلتقيان ولابد أن يقضي أحدهما على الآخر وسيدفع شعب السودان الثمن باهظا".
وزاد: "تحولت السودان إلى ساحة للحرب بين القوى الدولية والإقليمية بالوكالة وسيدفع الخليج ثمن الغباء مرة أخرى".
الصراع المسلح على أشده في #السودان بين عسكر قطاع الطرق من أجل الاستفراد بالسلطة. حميدتي والبرهان خطان لا يلتقيان ولابد أن يقضي أحدهما على الآخر وسيدفع شعب السودان الثمن باهضا. تحولت السودان إلى ساحة للحرب بين القوى الدولية والاقليمية بالوكالة وسيدفع الخليج ثمن الغباء مرة أخرى
— محمد هنيد (@MohamedHnid) April 15, 2023
بينما لفت الكاتب المصري هشام قاسم إلى أنه "لا يوجد حل أمام السودان إلا إزاحة كليهما وكل عسكري يرى أن الدبابة هي سبيل لحكم الدولة وليس الدفاع عنها".
وتابع: "أتمنى أن يتحرقوا هما الاتنين بجاز وسخ، والشعب السوداني يأخد نفسه ويخلص من غمة الحكم العسكري".
ولا يوجد حل أمام السودان إلا ازاحة كلاهما وكل عسكري يرى أن الدبابة هي سبيل لحكم الدولة وليس الدفاع عنها، اتمنى ان يتحرقوا هما الاتنين بجاز وسخ، والشعب السوداني ياخد نفسه ويخلص من غمة الحكم العسكري ٦/٦
— Hisham Kassem (@hishamkassem) April 15, 2023
وسقط 56 مدنيا وأصيب 595 آخرون في الاشتباكات التي عصفت بالسودان لليوم الثاني على التوالي، في معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
واحتدمت المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر من صباح الأحد، بعد يوم من المواجهات العنيفة بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وخلال اليومين الماضيين، تضاعفت الدعوات إلى وقف القتال، من الأمم المتحدة إلى واشنطن وموسكو وباريس وروما والرياض والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وحتى رئيس الوزراء السوداني المدني السابق عبدالله حمدوك، لكنها لم تجد أي صدى.
ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين البرهان وحميدتي.
وفي مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.