حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، السبت، من أن الصراع بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية في بلاده قد يتحول إلى واحدة من أسوأ الحروب الأهلية في العالم "إذا لم يتم وقفه مبكرا".

ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري يعاني السودان من اشتباكات شرسة بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"، بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو ما يعتبره مراقبون صراعا على السلطة والنفوذ في بلد يأمل في العودة إلى الحكم المدني.

وقال حمدوك إن "الصراعات في سوريا واليمن وليبيا ستبدو صغيرة" مقارنة بما يمكن أن يؤول إليه الوضع في السودان، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرج".

وأوضح أن "السودان بلد ضخم ومتنوع يضم مجموعات عرقية ودينية مختلفة، مشددا على أن "الحرب الشاملة ستكون كابوسا للعالم".

ودعا إلى استمرار الجهود الرامية إلى الضغط على الطرفين المتحاربين من أجل وقف القتال.

والسبت، تجددت اشتباكات في العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية خامسة معلنة مساء الخميس لمدة 72 ساعة، بناء على مساعٍ أمريكية سعودية. وحتى 27 أبريل/ نيسان الجاري، خلفت الاشتباكات 528 قتيلا و4 آلاف و599 جريحا، معظمهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة السبت.

تغير بمواقف الطرفين

وفي وقت سابق السبت، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرت لرويترز إنه استشعر تغيرا في مواقف الجيش و"الدعم السريع" مؤخرا وإنهما منفتحان على التفاوض وسيقبلان "شكلا ما من المحادثات".

وتابع: "لم تكن كلمة مفاوضات أو محادثات واردة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك".

وأردف أن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرح إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان، لكنه استطرد قائلا إن ثمة سؤالا عمليا حول ما إذا كان بوسعهما الذهاب إلى هناك "للجلوس معا فعليا".

واعتبر أن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، مضيفا أن "كلاهما أقر بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر".

ووصف البرهان، الجمعة، قوات "الدعم السريع" بـ"الميليشيا التي تسعى إلى تدمير السودان"، مشددا على أنه لن يجلس مع "قائد التمرد"، في إشارة إلى حميدتي.

في المقابل قال حمديتي إن "الدعم السريع لن تجري محادثات حتى انتهاء القتال"، ووصف البرهان بأنه "انقلابي" و"إسلامي متطرف".

وبين البرهان وحميدتي خلافات أبرزها حول مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو شرط أساسي لاتفاق يهدف إلى عودة الحكم المدني في البلاد، بعد أن تحالفا معا للإطاحة بالشركاء المدنيين من حكم المرحلة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 عبر إجراءات استثنائية أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ.

وأُسست قوات "الدعم السريع" في 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهاما منها مكافحة الهجرة غير القانونية عبر الحدود وحفظ أمن البلاد.