احتجاجات الحجاب.. متدينون يخشون التهميش وإضعاف هوية إيران

الاثنين 22 مايو 2023 10:14 ص

قالت نجمة بزورجمهر، مراسلة صحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times)، إن احتجاجات الحجاب في إيران تثير مخاوف بعض المتدينين من احتمال تهميشهم وزرغ الانقسام وإضعاف هوية الجمهورية الإسلامية، على الرغم على الرغم من مشاركتهم الغضب الشعبي من  الفساد والصعوبات الاقتصادية، وفقا لتقرير ترجمه "الخليج الجديد".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قُتلت الشابة مهسا أميني (22 عاما) في مركز للشرطة؛ بعد توقيفها بزعم عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي؛ مما أثار احتجاجات استمرت لعدة شهور في جميع أنحاء إيران، حيث رفضت نساء ارتداء الحجاب وطالب المحتجون بنظام علماني ديمقراطي، وقُتل المئات خلال اضطرابات.

وقالت زهرة (37 عاما)، وهي خريجة هندسة معمارية تعيش في العاصمة طهران وترتدي الحجاب، إن مشهد نساء بلا حجاب في شوارع طهران جعلها "تشعر بألم في القلب"، وتخشى أن يؤدي تحديهم لقواعد اللباس الإسلامي إلى معايير أكثر مرونة تزرع الانقسام الاجتماعي وتضعف الهوية الأساسية للجمهورية.

وتابعت: "لقد أُضعِف الإسلام، ويجب أن نُظهر أن هذا بلد مسلم.. علينا أن نضع حدا لهذا.. كلمات ونظرات الآخرين الغاضبة تعمل على تهميش المتدينين.. نحن حاجة لأن نشعر بالأمن ونحقق التقدم ونشعر بأننا جزء من هذا المجتمع".

وتعاني إيران من أزمة اقتصادية، وارتفعت الأسعار منذ عام 2018 حيث أدت العقوبات الأمريكية المفروضة بسبب طموحات طهران النووية إلى خنق الاقتصاد، إذ بلغن نسبة التضخم 45.8%، ويوجد غضب شعبي واسع النطاق من الفساد، بحسب نجمة.

وتابعت أن "قادة الدولة، المتخوفين من فقدان دعم المتدينين الذين يشكلون حجر الأساس لدعم النظام، أظهروا القليل من الاستعداد للاعتراف بأي حل وسط، ومنذ الاحتجاجات، تعهدت شخصيات حكومية بارزة بعدم تقديم تنازلات".

وأردفت: "على الرغم من أن قوات الأمن نادرا ما تتعرض في الشوارع لنساء لا يرتدين الحجاب، إلا أن العديد من المتاجر والمطاعم وأماكن الجذب السياحي تلقت تحذيرات أو تم إغلاقها لفترة وجيزة لخدمتهن".

وزادت بأن رئيس اتحاد ألعاب القوى استقال الشهر الجاري بعد أن شاركت متنافسات في سباق الماراثون في مدينة شيراز بملابس رياضية عادية، وتلقى سائقو السيارات رسائل نصية من الشرطة تحذرهم من إمكانية مصادرة سياراتهم في حالة عدم ارتداء السائقات أو الراكبات للحجاب، وتم استدعاء خمس ممثلات معروفات للمثول أمام القضاء لحضورهن مناسبات عامة دون الحجاب.

مجرد إبطاء للتغيير

ويقول مراقبون، وفقا لنجمة، إن استمرار القمع لن يؤدي إلا إلى إبطاء التغيير في إيران وليس دحره.

واعتبر محلل من مؤيدي الإصلاح أن "الجمهورية الإسلامية تدرك أنها لا تستطيع إيقاف النساء بعد الآن وقد تنازلت عمليا عن الحجاب".

وقال مدرب رياضي (32 عاما): "تلقيت خمس رسائل نصية تفيد بإمكانية الاستيلاء على سيارتي، لكنني تجاهلتها للتو.. إذا كانت سيارتي هي الثمن الذي يجب أن أدفعه مقابل حريتي، فأنا مستعد لدفعه."

وبحسب نجمة، فإن العديد من المتدينين أعادوا تأكيد دعمهم للنظام على الرغم من مشاركتهم الغضب الشعبي من الفساد والصعوبات الاقتصادية.

وقالت زهرة: "في الوقت الحالي، خيارنا الوحيد هو (دعم) هذا النظام، وهو نظام إسلامي رغم كل المشاكل".

بينما قالت إنسيه (53 عاما)، وهي تدرس القرآن في مدرسة ثانوية بطهران وترتدي ملابس الشادور الأسود من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين، إن  "الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل أشرار ودبروا هذه اللعبة السياسية."

واعتبرت أن "معارضي الحجاب أقلية"، رافضةً اقتراح بعض السياسيين بإجراء استفتاء حول الموضوع، قائلة: "الأمر ليس متروكا للناس العاديين ليقرروا".

لكن زهرة ألقت باللوم على الجمهورية الإسلامية نفسها بقولها إن "النظام السياسي فشل في إظهار محاسن الإسلام للطلاب".

ووفقا لنجمة فإن رجال الدين أنفسهم منقسمون، وقال لطف الله دزكام، وهو إمام صلاة للجمعة في مدينة شيراز، خلال مؤتمر في وقت سابق من الشهر الجاري، إن "كبح التضخم، وليس فرض الحجاب، هو الأولوية للبلاد".

بينما حث محمود رجبي، رجل دين بارز في مدينة قم، القادة على عدم السماح للمخاوف بشأن الاقتصاد بـ"تهميش" قضية اللباس النسائي.

المصدر | نجمة بزورجمهر/ فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران احتجاجات حجاب متدينون فساد تهميش هوية

الحرس الثوري: استخبارات 20 دولة لعبت دورا في احتجاجات إيران 2022

وكالة إيرانية: شرطة الآداب لن تعود إلى الشوارع تحت أي ظرف

البرلمان الإيراني يقر قانونا لتشديد قواعد لبس الحجاب

في ذكرى وفاة مهسا أميني.. برلمان إيران يقر قانونا يشدد العقوبة على غير المحجبات

الرئيس الإيراني: احتجاجات مهسا أميني كانت حربا إعلامية يديرها العدو