"كوب 28" بالإمارات.. الوقود الأحفوري قد ينجو من خفض مأمول

الأربعاء 14 يونيو 2023 07:56 ص

ستحد الخلافات المحيطة باستضافة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ العام الجاري من تحقيق تقدم نحو التخلص تدريجيا من الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي والفحم)، حتى لو حقق المفاوضوون في "كوب 28" (COP28) تقدما في تمويل المناخ والقضايا الأخرى التي يركز عليها الجنوب العالمي والإماراتيون، بحسب تحليل بمعهد "ستراتفور" (Stratfor) الأمريكي للأبحاث ترجمه "الخليج الجديد".

وتلك الخلافات تتركز بالأساس على اختيار أبوظبي لسلطان الجابر، رئيس شركة أدنوك (ADNOC) النفطية الإماراتية (حكومية)، رئيسا لمؤتمر المناخ المقرر بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و12 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين؛ وذلك نظرا لكون قطاع النفط أحد المسببين الرئيسيين لأزمة تغير المناخ.

وفي مايو/ أيار الماضي، أثناء سفره عبر أوروبا لحشد الدعم للمؤتمر، واجه الجابر انتقادات حين تحدث عن الحاجة إلى التخلص التدريجي من "انبعاثات الوقود الأحفوري" وليس التخلص من هذا الوقود نفسه، "وهو موقف أقل طموحا من نشطاء المناخ"، وفقا للمعهد.

وفي 8 يونيو/ حزيران الجاري، خلال مؤتمر تغير المناخ المستمر في بون بسويسرا حتى يوم الخميس، حاول الجابر التراجع بالقول إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أمر "لا مفر منه". لكن العديد من النشطاء والقادة الغربيين ما زالوا يعارضون دوره في قيادة المؤتمر الأممي؛ بحجة أن "أدنوك" والإمارات لهما مصلحة في ضمان الاستخدام المستمر لذلك الوقود الذي يساهم في أزمة المناخ.

وباليوم السابق، ذكرت صحيفة "ذا جارديان" أن "أدنوك" لديها القدرة على قراءة رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالمؤتمر، مشيرة إلى أن خوادم البريد والبنية التحتية المستخدمة والمؤتمر واحدة.

كما قال كبير المفاوضين الإماراتيين بشأن قضايا المناخ ماجد السويدي، في اليوم نفسه، إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري قد لا تتم مناقشته في القمة المقبلة لعدم وجود اتفاق على ذلك.

وقال باحث في مجال الاستبداد بالشرق الأوسط، في 2 يونيو/ حزيران الجاري، إنه توجد حملة دعائية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنشر حسابات مزيفة على الأرجح مرتبطة بالإمارات رسائل إيجابية عن الجابر وأبوظبي في مواجهة الانتقادات.

وفي 23 مايو/ أيار الماضي، أرسل 133 مشرعا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسالة مشتركة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يطالبون فيها بإبعاد الجابر والمسؤولين الآخرين المرتبطين بصناعة الوقود الأحفوري عن قيادة المؤتمر.

ووصفت الدبلوماسية الكوستاريكية كريستيانا فيغيريس (التي ترأست اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في باريس عام 2015)، في 16 من ذلك الشهر، نهج الإمارات تجاه المؤتمر بأنه "خطير للغاية"، واعتبرت أن تركيز الجابر على انبعاثات الوقود الأحفوري "مقلق".

قبلها بيوم، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي زار الإمارات في مارس/ آذار الماضي لأول مرة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قبل 12 عاما، تمت دعوته لحضور المؤتمر.

خطط الغرب

و"عند استضافة المؤتمر، من المرجح أن يحاول الجابر والإمارات توجيه المناقشات بعيدا عن خفض الوقود الأحفوري نحو تقليل انبعاثات (ثاني أكسيد) الكربون والطرق التي يمكن لشركات النفط والغاز أن تساعد بها في خفض تلك الانبعاثات"، وفقا لـ"ستراتفور".

وأضاف أن "الإمارات والعديد من نظرائها المنتجين للنفط والغاز يرون أن خطط القادة الغربيين للقضاء على استخدام الوقود الأحفوري وتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية غير واقعية؛ بسبب التحديات الكبيرة في التخلص التدريجي من ذلك الوقود، لاسيما الفحم، والذي غالبا ما يكون أرخص في العالم النامي".

وتابع": "كما أنهم يجادلون بأن رؤية الغرب لمستقبل خالٍ من النفط والغاز تتجاهل الطرق التي يمكن أن يصبح عبرها حرق الوقود الأحفوري أكثر نظافة بمرور الوقت، مثلا عبر مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه/ عزله".

وبدلا ذلك، بحسب "ستراتفور"، "تعتقد الإمارات وآخرون أن الجهود الدولية يجب أن تركز على التخفيف من تأثير ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتقليل انبعاثات الكربون بشكل أكثر استراتيجية بالسماح ببعض المرونة في حرق الوقود الأحفوري".

ورأى أن "هذا الاختلاف في الأولويات بين الغرب والإمارات المتحدة (وجزء كبير من بقية دول الجنوب) يشير إلى أنه لن يكون هناك تقدم كبير في التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في كوب 28، وأن أي تحرك بشأن هذه القضية سيكون على هامش المؤتمر وعلى الأرجح بين الدول الغربية فقط".

معركة عالمية

كما "ستسعى الإمارات إلى ضمان عدم تضمين التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في المناقشات حول أول ما يُسمى التقييم العالمي لاتفاقية باريس، والذي يمكن القول إنه سيكون أهم بند في جدول أعمال كوب 28"، كما أضاف "ستراتفور".

وأوضح أن "التقييم العالمي جزء أساسي من اتفاقية باريس ويُستخدم لتقييم التقدم الجماعي للموقعين عليها في تنفيذ وتحقيق أهدافها، وهي عملية مدتها سنتان بدأت في كوب 26  كوسيلة لإنفاذ الاتفاقية، فضلا عن تقييم المعركة العالمية ضد تغير المناخ على نطاق أوسع".

وتابع "ستراتفور" أن "التقييم التالي ينتهي رسميا بمؤتمر المناخ الجاري في بون، لكنه سيكون أيضا بندا رئيسيا في جدول أعمال كوب 28".

وأفاد بأنه "من المقرر أن يقدم المفاوضون توصيات سيتم وضعها في الإعلان النهائي لكوب 28، والتي من المفترض أن تستخدمها الدول كدليل لإجراء تحديثات على برامجها المحلية، ومن المرجح أن يخلص التقييم التالي إلى أن العالم لم يحرز تقدما كافيا نحو خفض انبعاثات الكربون، وهو ما ستحاول الدول الغربية استخدامه لتبرير الحاجة إلى اتفاقية أوسع بشأن تقليل الوقود الأحفوري".

ورجح "ستراتفور" أن "الإمارات ستحاول ضمان ألا يفشل المؤتمر، لكن لا يزال من غير المرجح أن يدعم الإماراتيون وغيرهم أي لغة مهمة بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وأن يحاولوا توجيه النقاش إلى نقاط محورية أخرى، كالحد من الانبعاثات وزيادة الاستثمارات في تقنيات احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون".

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات المناخ مؤتمر كوب 28 الوقود الأحفوري أدنوك

شقراوات الذكاء الاصطناعي تغردن بشغف ترويجا للإمارات وقمة كوب28 

كوب 28.. هل تحقق الإمارات توافقا حول أولويات مكافحة تغير المناخ؟

كوب 28 ودول الخليج.. فرصة لإثبات جديتها في مكافحة تغير المناخ

سلطان الجابر: التخلي عن الوقود الأحفوري أمر ضروري ولكن بضوابط

رئيس "كوب 28" الإماراتي سلطان الجابر يدعو شركات الطاقة إلى خفض انبعاثاتها

الجارديان: خطة الإمارات لمؤتمر المناخ COP28.. الشيطان يكمن في التفاصيل