هبوط أسعار النفط والسعوديون والسوفييت

الثلاثاء 2 فبراير 2016 02:02 ص

من الصعب أن تقرأ عن كيفية تعامل حكام السعودية مع انهيار أسعار النفط دون الإشارة إلى نهاية الاتحاد السوفيتي. كل دولة نفطية عليها التفكير في هذه السابقة، ولكن بالنسبة للسعوديين أوجه التشابه يجب أن تكون مثيرة للأعصاب.

بالنظر فيما يلي: اقتصاد السعودية غير فعال وغير متنوع، وعلى أساس تسعير غير منطقي وإعانات كبيرة. كما أنه ليس هناك نظام ضرائب حديث. فقط تقوم بتحريك الأموال في المحيط، وهي في الاتصالات من الداخل على غرار الاتحاد السوفيتي.

لا توجد آليات تمثيل سياسي ذات مغزى، وبعد سنوات من تولي قيادة هرمة يوجد جيل جديد يقوم بضجة لتولي المسؤولية. تزايد الانقسامات العرقية وحصة العسكريين الضخمة للاقتصاد يبدو واضحا. ومع كل هذا، إضافة إلى انخفاض حاد في عائدات التصدير،  ليس من المستغرب أن تقلق الناس من فشل منهجي.

إنها ليست مجرد مشاكل المملكة العربية السعودية، بطبيعة الحال، التي تعيد إلى الأذهان اليوم الأخير للاتحاد السوفييتي. إنها استجابتها وتعاملها مع هذه المشاكل: إن الرغبة في تحقيق قوة الاقتصاد في العالم المعاصر، والرغبة في الترشيد والخصخصة- هي مباشرة تتفق مع ما جاء في كتاب ميخائيل جورباتشوف. (إذا كنت تشك في ذلك، عليك قراءة مقابلة ايكونوميست الأخيرة مع الأمير محمد بن سلمان وكذلك كتاب غورباتشوف في 1987 ، "البيريسترويكا: تفكير جديد لبلادنا والعالم"-ولا سيما القسم بعنوان "الدخول إلى المحاسبة الكاملة من حيث التكلفة..

أما بالنسبة لانفتاح النظام، وأظن أن الخبراء السعوديين سيسخرون من المقارنات بين الانتخابات في المملكة في ديسمبر/كانون أول (التي صوتت فيها النساء للمرة الأولى) والنمط السوفييتي (الغلاسنوست -وتعني الكلمة بالعربية الشفافية). ولكن  مع اعطائها الوقت. فقد سخر الناس في البداية من الإصلاحات السياسية للسيد غورباتشوف أيضا.

الاستراتيجية السعودية تبتعد عن النموذج السوفييتي في منطقة حاسمة واحدة: وهي السياسة الخارجية. السيد غورباتشوف أكد القول دائما بأن التحول في الداخل يتطلب تحقيق السلام في الخارج وكان يسعي بعزم وطيد لإقامة ذلك مع الولايات المتحدة أما الموقف السعودي، على النقيض من ذلك، سواء على حد المواجهة أو التدخل. واسأل إيران واليمن.

الإيكونوميست وبخت ابن الملك سلمان الشاب، الأمير محمد، لعدم رؤيته أن أهدافه المحلية تتطلب سياسة خارجية أكثر هدوء. قد يكون هذا جيدا، وإرسال مثل هذه الرسالة بلا شك يخدم مصالح الولايات المتحدة والسلام في المنطقة.

ولكن هذا ليس بالضرورة الدرس الذي يعلمنا إياه التاريخ. ويمكن القول، في الواقع، أن تفكيك الحرب الباردة تماما أضعف السيد غورباتشوف في الداخل. أعطى السلام الليبراليين والمحافظين على حد سواء سبب أقل لدعمه. وجعل السيد غورباتشوف يبدو بأنه لا لزوم له.

الزعيم السعودي الذي يسعى للتغيير لكنه يأمل أن يبقيه محدودا، قد يريد العالم أن يبقى مكانا خطيرا. قد يجد قادة دول نفطية أخرى الصراع مفيدا أيضا. لأنهم يريدون البقاء على قيد الحياة أطول من السيد غورباتشوف وربما اعتقد ان كان سلميا جدا وللأسف، فإنهم قد لا يكون مخطئين.



 

المصدر | ستيفن سيستانوفيتش،وس جورنال

  كلمات مفتاحية

السعودية النفط

أسعار النفط إلى أين؟

المملكة العربية السعودية تكافح في مواجهة أسعار النفط المنخفضة

لماذا قد تقوم السعودية وروسيا بخفض إمدادات النفط؟

فرص نجاح اتفاق مفترض لخفض إمدادات النفط عالميا

إنتاج النفط الروسي في نوفمبر يصل لأعلى مستوى بعد الحقبة السوفيتية