يبدو أن السوق قد بدأ يشهد علامات مبكرة على إمكانية الوصول إلى حد لقاع أسعار النفط، بعد أن بدأت كل من المملكة العربية السعودية وروسيا الشعور بضغوط كبيرة ناجمة عن وفرة المعروض، وفقا لما أكده «توم بيتري» رئيس شركة «بيتري وشركاه» في تصريحات له، أمس الخميس.
وقد شهدت أسعار النفط ارتفاعا في آخر جلستين، وشهدت ارتفاعا بشكل عام خلال تعاملات يوم الخميس على أمل أن أكبر دولة منتجة للنفط خارج «أوبك»، روسيا، سوف تتعاون مع «أوبك» والمملكة العربية السعودية للتوصل الى اتفاق لمعالجة زيادة العرض عن طريق خفض الإنتاج.
وقد قادت المملكة العربية السعودية أوبك نحو سياسة إبقاء الإنتاج دون تغيير والدفاع عن حصتها في السوق. ولكن «بيتري»، الذي سبق أن قدمت استشارات للسعودية بشأن سياستها النفطية، يؤكد أن روسيا والمملكة العربية السعودية لديها الآن مصلحة مشتركة في أسعار أفضل إلى حد ما.
«كلاهما في حاجة إلى تحسين الأسعار بشكل أكبر مما يتصوره كليهما»، وفقا لتصريحات «بيتري» لصالح «سي إن بي سي». «عند الحديث عن التكاليف الاجتماعية والأمنية، فإنه من المؤكد أن أسعار نفط عند 30 دولار تمثل قرصة كبيرة بالنسبة إلى كل منهما».
وأضاف: «سوف يشهد هذا العام نقطة انعطاف».
وقد قام «بيتري» بالإدلاء بتعليقاته قبل فترة وجيزة من تصريح وزير الطاقة الروسي «ألكسندر نوفاك»، الخميس، أن المملكة العربية السعودية قد اقترحت خفض إنتاج النفط بنسبة تصل إلى 5% كل بلد من أجل دعم أسعار النفط الضعيفة.
وبعد أن قام «نوفاك» بإعلان هذا الادعاء، فقد أجاب مندوبو «أوبك» بالقول إنه لا توجد خطط لإجراء محادثات لخفض الإنتاج، وفقا للتقارير.
وقال «بيتري» إنه يعتقد أن الدول المصدرة للنفط والغاز مثل روسيا والمملكة العربية السعودية يمكنها التعايش مع الألم قصير الأمد حول بيع كميات أقل من النفط الخام. وأضاف بالقول: «ليس عليهم أن يقوموا بخفض الإنتاج بمعدلات كبيرة. إنهم مسألة رفع القدم عن الدواسة ولو بشكل طفيف».
وعلى صعيد استرتيجية الضخ المتواصل التي انتهجتها المملكة العربية السعودية على مدار أكثر من عام، فقد قال «بيتري» إنها قد أجبرت بنجاح المنتجين من ذوي التكلفة العالية مصل العاملين في صناعة الحفر الزيتي في الولايات المتحدة على إعادة توزيع رأس المال بعيدا عن تطوير الإنتاج النفطي خلال العام الماضي. ومن المرجح أن يستمر ذلك الخفض في النفقات الرأسمالية خلال عام 2016 أيضا.
وقال: «في جميع الاحتمالات، فإن الاستراتيجية قد أنجزت هدفها فيما يتعلق بذلك»، وفقا لـ«بيتري». وأضاف: «إنهم قد أرسلوا أيضا إشارات إلى كل من إيران وروسيا أن هذا ليس طريقا كبير لأي منهم ليسلكه على أساس طويل الأجل».
تم تأجيل أو إلغاء مشاريع للاستثمار في صناعة النفط والغاز بتكلفة تتجاوز 380 مليار دولار في جميع أنحاء العالم. وفقا لـ«وود ماكنزي»، وهي شركة لاستشارات الطاقة.
وأكد «نيل دوان»، الاستراتيجي في «أليانز جلوبال إنفستورز» العالمية، إن خفض الإنتاج يبدو خيارا غير مرجح على أساس حديثه مع العملاء في الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية.
وقال «إليانز» إنه لا يصدق هذه القصة حول العرض المفرط. مضيفا: «نعتقد أن البيانات غامضة جدا. لا نعتقد أن العالم يعج بالنفط كما يخيل بعضهم»، وفقا لتصريحاته.