قال وزير النفط العراقي «عادل عبدالمهدي»، اليوم السبت إن بلاده على استعداد لقبول قرار من منظمة «أوبك» ومن خارجها لخفض إنتاج الخام.
وقال الوزير إن العراق سيوافق على التعاون إذا أبدى المنتجون رغبة بالفعل في التعاون لخفض الإنتاج.
وأضاف أن صادرات نفط جنوب العراق حتى 24 يناير/كانون الثاني الجاري بلغت 3.324 مليون برميل يوميا، بينما بلغ الإنتاج نحو 3.7 ملايين برميل يوميا.
وكان «عبدالمهدي»، قد حذر الثلاثاء الماضي، مما وصفه بانقلاب في سوق النفط العالمية وارتفاع عنيف ومفاجئ، إذا استمر الهبوط الكبير في أسعار الخام واستمر معه توقف الاستثمار في العديد من مناطق العالم.
وقال الوزير إن هناك العديد من الاستثمارات في إنتاج النفط توقفت حاليا بسبب الأسعار المتدنية.
وأضاف أن السوق النفطية العالمية أصبحت حاليا أكثر تعقيدا مما نتصور بسبب دخول العديد من العوامل فيها، منها التقنية الحديثة وتوسع الدورة الاقتصادية عما كانت عليه من الدورات الاقتصادية التقليدية في الماضي.
وذكر «عبدالمهدي» أن ثماني دول من أعضاء «أوبك» الـ13 تقل التكاليف التشغيلية والاستثمارية لإنتاج البرميل فيها عن 30 دولارا.
وقال إن دول «أوبك» تعاني من اعتماد اقتصاداتها في شكل كبير على النفط، في حين يوفر التنوع الاقتصادي للدول الأخرى من خارج «أوبك» ميزة إضافية، لكنه أضاف أن كلفة إنتاج النفط في دول خارج «أوبك» أعلى بكثير من دول «أوبك»، وهو ما يجعل لكل فريق ميزة نسبية عن الآخر.
من جانبه، رفض الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك، «عبدالله البدري» التعليق على تصريحات «ألكسندر نوفاك» وزير الطاقة الروسي بشأن اقتراح السعودية تخفيض الإنتاج بنسبة 5%، مشيرا إلى أن المشاورات ما زالت مستمرة حول كيفية التعاطي مع ظروف السوق الراهنة.
وقال «جيمس جريفين» المستشار الإعلامي لـ«أوبك»، إن المنظمة ما زالت تراقب وتتابع السوق جيدا وترحب بأي جهود للتنسيق والتعاون مع كل المنتجين سواء الأعضاء في المنظمة أو المستقلين.
ونفى «جريفين» أن يكون قد تم الاتفاق على عقد اجتماع للمنتجين في «أوبك» وخارجها الشهر المقبل، مشيرا إلى أن الأمر موضع بحث وتشاور، كما لم يتحدد مستوى الاجتماع هل هو المستوى الوزاري أو مستوى المختصين الفنيين.
من جهة أخرى، أوضح الدكتور «عمر عبدالحميد» مدير الأبحاث في «أوبك»، أنه لا مبرر للانزعاج من انخفاض الأسعار، مشيرا إلى أن آليات السوق وحدها القادرة على استعادة التوازن، ومؤكدا ثقة «أوبك» في تعافي السوق تلقائيا بفعل نمو الطلب.
وأشار «عبدالحميد» إلى تمسك المنظمة بعدم التدخل في السوق للتأثير على مستوى الأسعار وترك تفاعل العرض والطلب يحدد مسار الأسعار، موضحا أن التاريخ علمنا أنه لا انخفاضات أو ارتفاعات ستستمر بلا نهاية.
بدوره، صرح «رينيه تسوانبول» مدير شركة «طاقة» الإماراتية في هولندا أن المشاورات بين المنتجين ستكون مكثفة في الفترة المقبلة في محاولة للوصول لعمل مشترك يسهم في دعم استقرار السوق واستعادة توازنه، مشيرا إلى أن هذا التحرك أسهم في رفع الأسعار نتيجة استشعار السوق وجود خطوات جادة لمواجهة فائض المعروض النفطي في الأسواق.
وأكد «تسوانبول» أن التصريحات الروسية لم تكن موفقة، خاصة أنه لم تتم بعد بلورة اتفاق نهائي بين المنتجين حول التعاطي مع الأزمة، موضحا أن الأمر قد يكون نتاج ضغوط تقودها فنزويلا لتخفيض الإنتاج في أسرع فرصة، وسبق أن تقدمت بالفعل بمبادرة لخفض الإنتاج بنسبة 5% بتأييد من نيجيريا والجزائر.
وفي سياق متصل، أوضح «جوى بروجي» كبير مستشاري «توتال» العالمية للطاقة، أنه لا يمكن أن ينكر أحد الدور الريادي والمحوري الذي تقوم به السعودية في منظمة «أوبك» وفي سوق النفط الدولية بشكل عام، مشيرا إلى أن قبول جميع المنتجين بفكرة التعاون والتشاور يعد خطوة جيدة وأسهمت بالفعل في إنعاش الأسعار.