قالت روسيا، اليوم الخميس، إن السعودية، أكبر منتج للخام في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، اقترحت خفض الإنتاج العالمي بما يصل إلى خمسة بالمئة، فيما قد يكون أول اتفاق عالمي في أكثر من عشر سنوات للمساعدة على التخلص من تخمة المعروض ودعم الأسعار المتدنية، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وقفز سعر برنت في العقود الآجلة ثمانية بالمئة إلى نحو 36 دولارا للبرميل بدعم من أنباء الاتفاق المحتمل الذي إذا طبق سيقلص على الفور فائض الإنتاج العالمي الذي يفوق الطلب بمقدار مليون برميل يوميا.
وقال وزير الطاقة الروسي، «ألكسندر نوفاك»، إن السعودية اقترحت أن تخفض الدول المنتجة للنفط الإنتاج بما يصل إلى 5 بالمئة؛ وهو ما يمثل نحو 500 ألف برميل يوميا بالنسبة لروسيا، أكبر منتج في العالم.
وأضاف «نوفاك»: «في الواقع هذه المحددات اقترحت لخفض إنتاج كل بلد بما يصل إلى 5 بالمئة (...) هذا موضوع متروك للمناقشات ومن السابق لأوانه الحديث عنه».
وأبلغ الوزير الروسي الصحفيين، أيضا، أنه يوجد اقتراح لاجتماع بين دول منظمة «أوبك» ومنتجي النفط غير الاعضاء بالمنظمة على مستوى وزراء النفط، مؤكدا أن بلاده جاهزة لهذا الاجتماع، دون أن يحدد موعده.
وقال: «توجد أسئلة كثيرة فيما يتعلق بالإشراف على التخفيضات».
ونزلت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 12 عاما لتقترب من 27 دولارا للبرميل في وقت سابق هذا الشهر انخفاضا من حوالي 120 دولارا للبرميل قبل 18 شهرا بفعل طفرة النفط الصخري الأمريكي وقرار «أوبك» رفع الإنتاج لحماية حصتها السوقية.
وكانت تداعيات هبوط النفط كبيرة؛ إذ اضطرت بعض الدول الغنية بالخام إلى خفض عملاتها، وهوى الروبل الروسي إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.
واندلعت احتجاجات في شوارع أذربيجان، في حين تبقى الأسواق قلقة من احتمال تخلف فنزويلا عضو «أوبك» عن سداد ديونها.
ولم يتسن لـ«رويترز» على الفور الحصول على تعقيب من مسؤولين سعوديين بخصوص الاقتراح، لكن مندوبا خليجيا بارزا في «أوبك» قال: «الدول الخليجية في أوبك والسعودية مستعدة للتعاون في إي إجراء يحقق الاستقرار لسوق النفط العالمية».
وقال «جاري روس»، أحد المراقبين المخضرمين لشؤون «أوبك»: «ينبغي التعامل مع الأمر بجدية الآن. وسيكون العامل الأساسي هو مدى قدرة روسيا على التنفيذ».
بينما استبعدت «بريندا كيلي»، كبيرة المحللين لدى مجموعة لندن كابيتال، تطبيق التخفيضات المقترحة.
وقالت: «كانت هناك محاولات في الماضي آلت إلى الفشل. فما يقال عن سعر النفط يختلف تماما عما يفعل.. يبدو أنها حالة من الهلع بالنظر الى هبوط الأسعار».