استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العودة إلى قناعات «المحافظين الجدد»

الأحد 7 فبراير 2016 05:02 ص

تبدو الإدارة الأمريكية مرتبكة في التعامل مع السعودية بين رسائل الطمأنة الدبلوماسية المتعددة التي تحاول بعثها إلى الرياض من جهة، والتحولات الواقعية الواضحة في السياسات الأمريكية تجاه المنطقة، من جهة أخرى، التي ظهرت بعد توقيع الاتفاقية النووية مع طهران، ثم المواقف الجديدة من الملف السوري، والتواطؤ مع النفوذ الإيراني في العراق.

وعلى الرغم من تأكيد واشنطن المستمر على "الصداقة" المتينة مع السعودية، إلا أن تصاعد الانتقادات في مراكز التفكير الغربي والإعلام هناك، عموما، ضد السعودية، والربط بين كل من داعش والقاعدة والسعودية، في مقابل الهرولة تجاه تطبيع العلاقات الاقتصادية والثقافية مع طهران، بعد رفع العقوبات؛ يستبطن أمرين مهمين.

الأول، الشعور المتنامي بعمق الأزمة العربية، بعد الثورات الديمقراطية، وصعود الإسلام السياسي، ثم الثورات المضادة، وهو الشعور المنقاد بقناعة تظهر، أحيانا، بين السطور، بأن الدول العربية السنية تواجه أمراضا بنيوية، تدفع بها نحو الانفجار والفوضى الداخلية، ومزيدا من الضغوط الاجتماعية والسياسية، ما يجعل الرهان عليها معقدا ومحدودا.

أما الأمر الثاني، وهو مرتبط بالأول، فهو العودة إلى القناعة التي كانت تحكم المحافظين الجدد، مع إدارة جورج دبيليو بوش، بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهي أن القاعدة ليست سوى قنبلة خطيرة ألقتها الأنظمة العربية "الأتوقراطية" إلى أحضان الغرب، وهنا تحديدا، ظهرت مقالات وتحليلات، وكتب ودراسات، خلال تلك الفترة تربط بين السعودية والقاعدة والإرهاب.

ليس المجال واسعا، في هذا المقال، للعودة إلى تلك الأدبيات، لكنها متوفرة، كان بعضها صريحا والآخر ضمنيا.

لكن، من أكثرها وضوحا كتاب دوري غولد "مملكة الكراهية: كيف تدعم السعودية الإرهاب الدولي"، إنما ما يحدث اليوم هو الانتقال من تحميل السعودية، تحديدا، دورا كبيرا في صعود وتصدير الإسلام المتطرف إلى تعميم العلاقة السببية هذه بين أزمة العالم العربي السني والحركات السنية المتطرفة، وخصوصا نمو تيار داعش.

والتعميم الآخر أن تلك القناعة لم تعد مرتبطة فقط بتيار المحافظين الجدد، أو من يطلق عليهم بعض المثقفين العرب "المستشرقين الجدد"، بل أصبحت متداولة بصورة ملموسة في أوساط ثقافية وسياسية غربية وأمريكية.

لا يمكن القول حاليا إن "فك الارتباط" أو الطلاق حدث فعلا، وبدرجة كبيرة، بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية استراتيجيا، فما تزال هنالك محاولات لإبقاء حبل الود والصداقة، وما تزال بعض وشائج التحالف، في بعض الملفات قائمة، لكنها ليست بالصلابة أو القوة التي كانت عليها تاريخيا.

الأهم من ذلك أن المؤشرات المتتالية تسير نحو الابتعاد، واجتراح مسافة شاسعة فاصلة بين المصالح الأمريكية والسياسات العربية، وخصوصا السعودية، من جهة، ومن جهة أخرى، فإن التحولات الاستراتيجية الأمريكية الراهنة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج مسار متدحرج منذ أحداث سبتمبر/أيلول 2001.

ليس المهم، هنا، مناقشة مشروعية هذه القناعات أو مصداقيتها، بخاصة الربط الحالي بين تعثر مسار الثورات الديمقراطية والثورة المضادة وصعود الإرهاب المرعب الحالي؛ إنما في التعامل معها، وفي قراءة أبعاد الفجوة المتنامية بين أمريكا والسعودية وتداعياتها، وهي، إن أحسنا فهمها والتعامل معها، تمثل فرصة تاريخية لاجتراح رؤية مستقلة لدى التحالف التركي السعودي لمواجهة التحديات العميقة التاريخية التي تواجهه اليوم، مع بروز المحور الآخر الروسي- الإيراني الذي بات الوقت يمثل تحديا، إن لم يكن تهديدا كبيرا لمصالح الرياض وأنقرة.

يمثل الوقت اليوم عاملا مهما وجوهريا في الاعتراف بالتحولات الجديدة الكبيرة، وكلما تأخر الوقت، أصبحت الاستجابة المطلوبة أكثر صعوبة وتعقيدا، ومن الضروري إدراك أن المطلوب رؤية استراتيجية تبتعد عن الأفكار الهشة أو الضعيفة، أو فك الاشتباك مع الانطلاق من تصور إصلاحي داخلي يسند التحالف الإقليمي، فلولا الثورة المضادة التي استندت إلى فرضية كارثية، تقوم على العداء للديمقراطية والتغيير، لما حدث الفراغ الاستراتيجي العربي الراهن، وحصل كما ما نراه من مآس وكوارث محيطة بنا، وتطل بنفسها على ما تبقى من دول ومجتمعات عربية أخرى.

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة السعودية إيران الاتفاق النووي سوريا العراق هجمات 11 سبتمبر الإرهاب داعش القاعدة

حقائق وروايات: دفاعا عن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية

«كيري» يؤكد التزام الولايات المتحدة بدعم دول الخليج في مواجهة أي اعتداء

«كيري»: أموال إيران بعد رفع العقوبات قد تستخدم في تمويل جماعات إرهابية

«الجبير» يلتقي «كيري» ويؤكد أهمية العمل مع واشنطن لمواجهة التدخل الإيراني

«كيري»: إيران والسعودية ملتزمتان بخطة السلام في سوريا