صرح وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، بأن مفاوضات السلام بشأن سوريا، والمقرر عقدها في جنيف في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري، لن تتأثر بالخلاف الذي نشب مؤخرا بين إيران والسعودية.
وقال كيري في تصريحات للصحفيين من واشنطن، أمس الخميس: «كلا الجانبين يؤكدان أن نزاعهما لن يؤثر سلبا على المفاوضات»، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
كانت وزارة الخارجية الأمريكية بذلت جهودا دبلوماسية لدى كلا الجانبين لتثبيت ذلك الالتزام من جانبيهما.
وتعتبر كل من السعودية وإيران، اللتين تتنافسان على موقع الصدارة في الشرق الأوسط، من الدول الرئيسية في بذل المساعي من أجل إقرار السلام بديلا عن القتال الدائر في سوريا.
وتدعم طهران نظام «بشار الأسد» في دمشق، بينما تدعم الرياض مقاتلي المعارضة السورية.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أعلنت السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران؛ بعد أن قامت حشود غاضبة بإحراق مقر سفارة المملكة في طهران وقنصلايتها في مدينة مشهد الإيرانية؛ في إطار احتجاجهم على إعدام السعودية لرجل الدين السعودي الشيعي، «نمر باقر النمر».
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفقت دول كبري معنية بالملف السوري، خلال اجتماع في فيينا، على خطوات لإنهاء القتال في سوريا، الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص خلال قرابة خمس سنوات. وتشمل هذه الخطوات تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج.
كما نص اتفاق فيينا، الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، على السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين خلال يناير/كانون الثاني الجاري.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب ثورة شعبية بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوأد هذه الثورة؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.