«ديبكا»: روسيا تسعى لحسم معركة حلب استباقا لأي مواقف تركية سعودية

الأحد 7 فبراير 2016 12:02 ص

تواجه الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من 5 سنوات أحد لحظاتها الأكثر مفصلية. أمس السبت الموافق 6 فبراير/شباط، شرعت قوة مشتركة من الجيش السوري وقوات حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية تحت قيادة ضباط إيرانيين، ومع غطاء من القوات الجوية الروسية والقوات الخاصة «سبيتسناز» في التقدم إلى الأمام نحو تطويق 35 ألفا من قوات المعارضة المحاصرين في حلب، أكبر مدن البلاد. كما قاموا أيضا بتشديد الحصار على أكثر من 400 ألف من المدنيين السوريين الذين أجبروا على مواجهة القصف الجوي الروسي المكثف ونيران المدفعية الثقيلة من القوات البرية.

وقد تم قطع طرق إمداد المتمردين خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، عندما استولت القوات السورية وميليشيات حزب الله على ممر عزاز الذي يربط بين حلب ومحافظة إدلب الشمالية مع الحدود التركية.

ويحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من البلدة المحاصرة عند باب سلامة، آخر المعابر الحدودية التي تم إغلاقها مع تركيا. ويتوقع أن تصبح تلك أكبر عملية نزوح للاجئين السوريين منذ بداية الحرب الأهلية.

وتعاني قوات المعارضة الواقعة تحت الحصار من نقص مؤلم في الأسلحة اللازمة لخوض مثل هذه المواجهة الكبيرة، وفق ما أخبرتنا به مصادر عسكرية. وهم يعانون نقصا في الخيارات المتاحة ما بين الاستسلام أو أن يكونوا مجبرين على الخضوع في الوقت الذي تقوم فيه قوات النظام بالاستيلاء على الشارع تلو الشارع.

وبمجرد أن تنجح القوات المشتركة التي تقاتل ضمن صفوف جيش «الأسد» في الاستيلاء على حلب وشمال سوريا، فإن المعارضة سوف تكون قد تجرعت أكبر هزيمة يمكن أن تعانيها منذ بداية الحرب. وسوف تتضاءل قدرتها على مواصلة القتال ضد النظام بشكل خطير.

تسببت هذه التطورات، جنبا إلى جنبا مع الصعود المحتمل في أعداد اللاجئين إلى الحد الذي ربما يصعب السيطرة عليه، في الإنهاء المبكر لمؤتمر جنيف الذي كان يهدف للوصول إلى تسوية سلمية للصراع السوري. وقد أثار ردود فعل غاضبة من قبل الدول الراعية لجماعات المعارضة السورية.

في الرياض، أعلن العميد الركن «أحمد عسيري»، مستشار نائب ولي العهد ووزير الدفاع السعودي  «محمد بن سلمان»، الجمعة، أن السعودية مستعدة «للمشاركة في أي عمليات برية يطلقها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، وقد جاء هذا الأمر كرد فعل على نداء الاستغاثة الصادر عن معاقل المتمردين في حلب.

وفي واشنطن، قالت بعض دوائر وزارة الخارجية في لقاءات مع وسائل الإعلام الأمريكية أن الوقت قد حان لإنشاء منطقة آمنة لحظر الطيران في شمال سوريا. وعقب أحدهم بالقول: «بمجرد إنشاء منطقة آمنة، فإننا لا نعتقد أن روسيا سوف تقدم على تحدي الولايات المتحدة أو حلف الناتو. لاسيما إذا تم فرضها بشكل رئيسي من تركيا».

في اليوم التالي، الجمعة، جاء الرد الحاد من قبل موسكو. حيث صرح نائب ووزير الدفاع الروسي «أناتولي أنتونوف» بالقول إن «أنظمة الدفاع الجوي الروسية تتيح الكشف المبكر عن أي تهديدات للطائرات الروسية التي تقوم بمهام قتالية فوق سوريا. مؤكدا أن بلاده سوف تقوم باتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل ضمان سلامة الطيران».

كانت تصريحات نائب وزير الدفاع الروسي تشير بشكل واضح إلى إمكانية استخدام منظومات الدفاع الجوي المتطورة من طراز «إس - 300» أو «إس - 400» التي تم تركيبها في قاعدتها الجوية في سوريا، بعد أن قامت القوات الجوية التركية بإسقاط طائرة حربية روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» أكثر فجاجة حيث قال: «إن أي قوات أجنبية سوف تتدخل في سوريا ستتم إعادتها إلى بلادها في توابيت خشبية». ونصح جماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل ضد القوات الحكومية في المنطقة بإلقاء أسلحتها، منوها إلى أن «تقدم القوات الحكومية يشير إلى أن الحرب المستمرة منذ 5 أعوام قد شارفت على نهايتها».

وفي يوم أمس السبت، دعا وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» إلى وقف إطلاق النار في سوريا، منوها إلى أن حملة القصف وقتل النساء والأطفال بأعداد كبيرة «يجب أن يتوقف». وقال كيري للصحفيين أثناء عودته من رحلته إلى أوروبا: «لقد أكد الروس لي أنهم مستعدون للقيام بوقف إطلاق النار بشكل مباشر جدا«، مضيفا بالقول: «وقد أكد الإيرانيون في لندن قل يوم واحد فقط أنهم سوف يدعمون وقف إطلاق النار».

يأتي هذا في حين تؤكد المصادر العسكرية لـ«ديبكا فايل» أنه لا توجد أي بوادر على أي وقف لإطلاق النار أو حتى تباطؤ في وتيرة الهجمات السورية الروسية الإيرانية المشتركة على حلب.

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا روسيا إيران سوريا حلب

«الغارديان»: سقوط حلب في يد «الأسد» وروسيا يهدد الشرق الأوسط وأوروبا

«الإندبندنت»: المواجهة السعودية في سوريا ستكون ضد إيران وحلفائها

«CNN»: قوات أردنية متواجدة في السعودية للتدخل في سوريا

السعودية وحلفاؤها يحشدون عشرات آلاف الجنود للتدخل بريا في سوريا عبر تركيا

9 قتلى من المدنيين في قصف روسي على مناطق للمعارضة في إدلب وحلب

النظام السوري والأكراد يحاصرون المعارضة في ريف حلب

روسيا والخروج عن إجماع «لقاءات فيينا»

الأكراد يسيطرون على مطار منغ العسكري في حلب

أكثر من 500 قتيل جراء الغارات الروسية على حلب

ليل طويل ... طويل!

«الجيش الحر» يدعو السعودية وقطر وتركيا للتدخل السريع لمواجهة تقسيم سوريا

«الانقلاب السعودي».. مغامرة خطيرة أم صحوة استراتيجية؟

روسيا العائدة إلى الشرق الأوسط: محاور وأولويات

قتيل ثالث من «حزب الله» في معارك حلب خلال ساعات

مليشيا «الحشد الشعبي» تستعد لدخول معركة «حلب» الكبرى