النظام السوري والأكراد يحاصرون المعارضة في ريف حلب

الاثنين 8 فبراير 2016 05:02 ص

أعربت أنقرة عن استعدادها في حال «الضرورة» لفتح حدودها أمام آلاف السوريين الذين يعيشون وفق منظمات إنسانية أوضاعاً «يائسة» إثر فرارهم من معارك عنيفة تقدم خلالها الجيش النظامي السوري بغطاء روسي في ريف حلب الشمالي، في وقت بات مقاتلو المعارضة بين فكي القوات النظامية والمقاتلين الأكراد في ريف حلب.

وأعلن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أول أمس السبت أن بلاده مستعدة لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين. وقال: «يسد النظام الطريق على قسم من حلب (...) إذا وصلوا إلى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضروريا، فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول».

وتحت وطأة المعارك في ريف حلب الشمالي (شمال) إثر هجوم عنيف لجيش النظام السوري الإثنين، فرّ الآلاف من بلداتهم وقراهم باتجاه الحدود التركية.

ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فرّ أكثر من 40 ألف مدني من بلدات وقرى استعادتها قوات النظام خلال هجومها في شمال حلب، كما فرّ آخرون من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بسبب القصف الجوي الكثيف.

ووصفت رئيسة بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» إلى سوريا موسكيلدا زنكادا وضع النازحين السوريين الذين تجمع القسم الأكبر منهم في محيط مدينة أعزاز بـ «اليائسة».

وأشارت إلى عدم توافر أمكنة كافية لإقامة النازحين إضافة الى نقص في المياه ومشاكل في الصرف الصحي في مناطق عدة، وتحدثت عن قصف تعرضت له ثلاثة مستشفيات تدعمها المنظمة في ريف حلب الشمالي.

وقال «مأمون الخطيب»، مدير وكالة «شهبا برس» في حلب: «نصبت حوالى 500 خيمة على الجانب السوري (...) وعلى رغم ذلك فإن أعداد الأسر التي افترشت العراء، إن كان على الطرقات أو في البساتين وحتى المساجد أكثر من تلك التي حصلت على خيمة تؤويها».

وميدانيا، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «وحدات حماية الشعب الكردي» سمحت لحوالى 80 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية بالمرور عبر مناطق سيطرتها في عفرين في ريف حلب، وذلك على دفعتين «توجهت فيهما هذه الفصائل من ريف إدلب، إلى منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، في الوقت الذي اتهمت مصادر مقربة للنظام السوري، وحدات حماية الشعب الكردي بالسماح بدخول المئات من مقاتلي الفصائل من ريف إدلب إلى ريف حلب الشمالي».

وواصل جيش النظام السوري والمسلحون الموالون له من جهة ومقاتلون أكراد من جهة ثانية التقدم في ريف حلب الشمالي في شمال البلاد على حساب الفصائل الإسلامية والمقاتلة وسط غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي، ودارت اشتباكات جنوب قرية كفين التي تفصله عن بلدة تل رفعت، أحد أهم معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، وفق «المرصد السوري».

وتتواصل الاشتباكات في محيط بلدة بيانون الواقعة على طريق الإمدادات الرئيسي بين مدينتي حلب جنوباً وأعزاز شمالاً، وتترافق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي مع غارات جوية روسية مكثفة، وفق «المرصد».

وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» إن «العملية العسكرية مستمرة (في ريف حلب الشمالي)»، مؤكدا أن «الهدف الرئيسي لكل الجبهات هو قطع طرق الامداد، والانتقال إلى جبهات أخرى».

وأوضح المصدر: «تتسم معارك ريف حلب بالمساحات الشاسعة، والأرض المنبسطة، والطبيعة الجغرافية غير المعقدة، التي يسهل معها انتقال الجنود والآليات».

واستعاد جيش النظام منذ بدء هجومه الإثنين الماضي، بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، بينها حردتين ورتيان، وكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجح في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا.

وفي ضوء ذلك، نجحت قوات النظام بتضييق الخناق أكثر على الأحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش حوالى 350 ألف مدني، وفق «المرصد».

كما لم يبق أمام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض أيضاً لقصف جوي في شمال غربي المدينة باتجاه محافظة إدلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين.

ولا يقتصر الأمر على جيش النظام والمسلحين الموالين له، إذ سيطرت «وحدات حماية الشعب» الكردية خلال الأيام الماضية على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامورة، وفق مصدر عسكري.

ويقول المصدر إن «الفصائل المسلحة أصبحت بين فكي كماشة، الأكراد، والجيش السوري»، وذلك على رغم «عدم صدور أي تصريح رسمي عن تنسيق كردي - سوري معلن».

إلى ذلك، أفاد «المرصد» عن مقتل 20 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بعدما نجح فصيل «جيش الإسلام»، الأهم في الغوطة الشرقية لدمشق، من صد هجوم لها على بلدة تل صوان.

وكانت الكاتبة الفرنسية «نتالي نوغايريد»، قالت إن المعارك الجارية في حلب لها تأثيراتها المباشرة على تشكيل مستقبل ومصير القارة الأوروبية.

وأضافت الكاتبة الفرنسية في مقال نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، أول أمس السبت، بعنوان «ما يحدث في حلب سيشكل مستقبل أوروبا»: «أن التصعيد الأخير للمقاتلات الروسية حول حلب قد أزال أي شكوك حول أهداف روسيا من التدخل في سوريا».

وأوضحت الكاتبة أن الهدف الأساسي للتدخل الروسي في سوريا هو تقويض الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ 5 سنوات، وحل القضية سلميا بين المعارضة المعتدلة ونظام «الأسد».

وأشارت إلى أن الهجوم الشرس على حلب يعد لحظة حاسمة لطبيعة العلاقات بين الغرب وروسيا؛ حيث إن نجاح الهجوم سيعني عمليا أنه لا توجد قوات على الأرض في سوريا سوى القوات الموالية لـ«الأسد» وتنظيم «الدولة الإسلامية»، وهو ما يؤدي بالطبع إلى انهيار تام لجميع الآمال في التوصل لحل دبلوماسي بين المعارضة ونظام «الأسد»

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

النظام السوري الأكراد حلب سوريا روسيا

«ديبكا»: روسيا تسعى لحسم معركة حلب استباقا لأي مواقف تركية سعودية

«الغارديان»: سقوط حلب في يد «الأسد» وروسيا يهدد الشرق الأوسط وأوروبا

البيت الأبيض يعرب عن قلقه من العمليات العسكرية للنظام السوري في حلب

أمريكا تتخوف من تطويق النظام السوري لحلب

«بوتين» يترقب سقوط حلب السورية لتحقيق انتصار شخصي

ماذا بعد تأجيل «جنيف»؟

«الأسد» يدعم «الأكراد» بأسلحة في «كوباني» لمواجهة «الدولة الإسلامية»

«جيش الإسلام» يعلن مقتل 50 جنديا من قوات «الأسد» شرقي دمشق

«الأسد» وحلفاؤه يستعدون لاقتحام داريا بإشراف ضباط روس وتحذيرات من مجزرة جديدة

الأكراد يسيطرون على مطار منغ العسكري في حلب

أكثر من 500 قتيل جراء الغارات الروسية على حلب

الجيش التركي يقصف مواقع لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» شمال حلب

واشنطن تدعو أنقرة لوقف قصف الأكراد والنظام في شمال سوريا

«داود أوغلو» لـ«ميركل»: تركيا ستواصل ضرب المقاتلين الأكراد في سوريا

«داود أوغلو» يتهم روسيا مجددا بتنفيذ تطهير عرقي في حلب