يبدأ الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الأحد، أولى جولاته الخارجية إلى قطر، في خطوة تعكس حجم العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين.
وأوضح السفير التركي في قطر «أحمد ديميرك» أن الرئيس التركي الذي ستستغرق زيارته إلى قطر يومين، سيلتقي أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني». وأشار «ديميرك» إلى أن المباحثات بين البلدين ستتناول العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية في المنطقة.
ومن المتوقع بحسب مراقبين أن يحتل ملف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، جانبا مهما من المباحثات التي سيجريها الرئيس التركي مع أمير قطر.
وكان وزير الخارجية التركي «مولود جاووش أوغلو»، قد قام بزيارة إلى الدوحة الأربعاء الماضي التقى خلالها بأمير قطر، في زيارة لتنسيق المواقف بين أنقرة والدوحة قبل الاجتماع الخليجي العربي ــ التركي، الذي استضافته جدة الخميس الماضي للبحث في جهود التصدي لتهديد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبحسب صحيفة «العربي الجديد» اللندنية،، فإن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تناميا كبيرا في مختلف المجالات، فضلا عن التوافق الكبير في المواقف السياسية بشأن جميع القضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني والعدوان على قطاع غزة وما يتعلق بسورية ومصر.
وكان «أردوغان» قد زار خلال توليه منصب رئيس الوزراء، الدوحة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2013، وافتتح خلالها المبنى الجديد للسفارة التركية في العاصمة القطرية. وقال حينها «إن بلاده ودولة قطر تبذلان قصارى جهدهما من أجل تحويل منطقتنا إلى منطقة سلام».
وأضاف «علاقات تركيا وقطر تستمر في النمو، على الرغم من الأزمات التي يشهدها العالم، وكلا البلدين سجلا تطورا كبيرا في الموارد البشرية، وعلى الرغم من وجود مشكلات اقتصادية، شهدها العالم أخيرا، فإنهما تمكنتا من الحفاظ على موقفيهما».
وتعمل نحو 60 شركة تركية في مختلف المجالات في قطر، خصوصا في مجال المقاولات، باستثمارات بلغت 35 مليار دولار.
وبحسب تصريحات سابقة للسفير التركي في الدوحة، فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2012 وصل إلى ما يقارب 1.2 مليار دولار، وشهد نمواً بمعدل 10% خلال الأشهر السبعة الأولى من 2013 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتطمح الشركات التركية، ولا سيما شركات المقاولات، في الحصول على حصة من حزمة المشروعات التي تنوي قطر تنفيذها تمهيداً لاستضافة كأس العالم لكرة القدم العام 2022.
وبحسب «العربي الجديد» فإنه من المتوقع أن تنفق قطر نحو 100 مليار دولار في السنوات الست المقبلة من أجل مشروعات البنية التحتية وإنشاء المنشآت الخاصة باستضافة كأس العالم لكرة القدم.
وبلغ حجم الاستثمارات القطرية في تركيا نحو 740 مليون دولار ويرتقب أن يشهد ارتفاعا في الفترة المقبلة، مع تنامي العلاقات التي تربط البلدين. ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يبلغ حجم الاستثمارات القطرية في تركيا حوالي 20 مليار دولار، في حال تم الاتفاق بشكل نهائي على مشروعات لا تزال قيد الدراسة بين البلدين.
وكانت تركيا قد فتحت باب التملك للقطريين خلال يونيو/حزيران 2012 وذلك في إطار الانفتاح التركي العام، ما دفع الكثير من رجال الأعمال القطريين لتوجيه حصة من استثماراتهم إلى القطاع العقاري التركي لا سيما في مدينة اسطنبول.
ومن المقرر أن يحضر «أردوغان» خلال زيارته للدوحة مراسم وضع أساس «السوق التركي»، المقرر إنشاؤه في العاصمة الدوحة. كما سيشهد العام المقبل 2015 افتتاح مدرسة تركية ومركز ثقافي تركي في قطر.