أكد الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، أمير دولة قطر، أن بلاده تهتم بالجيش التركي وتتطلع للاستفادة من خبراته؛ فيما أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» خلال مؤتمر صحفي مشترك، إن البلدين «لم يشهدا حتى اليوم أي خلافات في وجهات النظر»، وأنهما «وقفا دائماً متضامنين إلى جانب المظلومين في العالم». ورحب برجال الأعمال القطرين ودعاهم للاستثمار في تركيا، منوها للاستثمارات التركية في قطر والتي بلغت 12 مليار دولار.
ووقع الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» أمير قطر والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» على اتفاق مشترك يتعلق بإنشاء لجنة استراتيجية عليا بين دولة قطر وجمهورية تركيا، وذلك بالقصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة صباح أمس.
وستتولى اللجنة التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والاتصالات.
كما شهد الأمير والرئيس التركي التوقيع على اتفاقية للتعاون في المجالات الدفاعية بين دولة قطر وجمهورية تركيا.
عقب ذلك أدلى الشيخ «تميم» والرئيس التركي ببيان صحفي أعرب الأمير في بدايته عن شكره وتقديره للرئيس التركي على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدا أن العلاقات القطرية التركية استراتيجية ومتينة وتاريخية، وأنها شهدت تطورات كبيرة في السنوات الماضية.. مشيرا إلى متانة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وإلى أهمية استمرار الاستثمارات التركية في قطر، خاصة وأن الشركات التركية تعد شركات عالمية وهي محل ترحيب.
وفيما يتعلق بالاتفاقية التي تم التوقيع عليها أوضح الشيخ «تميم» أهمية اللجنة إذ ستسهل على اللجان المشتركة بين البلدين المضي قدما في دعم العلاقات الثنائية وتعزيزها في كل المجالات.
كما أوضح أنه من خلال المباحثات تمت مناقشة قضايا عديدة منها ما يخص العلاقات بين البلدين، حيث إن هناك تطابقا وتقاربا في وجهات النظر فيما يتعلق بالملفات الخارجية خاصة في منطقتنا وبالأحداث الراهنة فيها، حيث أوضح أنه تم تناول القضية الفلسطينية وأهمية إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، واصفا سموه القضيّة بأنها آخر قضية استعمارية في عالمنا المعاصر، ولا يجوز ألا يتحرك العالم لمساعدة أشقائنا الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، فأشار إلى تصرفات النظام السوري التي تم التحذير منها منذ البداية، وأن هذه التصرفات قد تقود إلى انعكاسات سلبية في المُستقبل، هذا غير القتل الذي يشهده الأطفال والنساء، وأنه سوف تظهر منظمات خطيرة لا يستطيع أي أحد السيطرة عليها، لكن للأسف فإن الحديث الذي كنا تحدثنا فيه مع أشقائنا في تركيا قد حدث بالفعل، موضحا أن تركيا وقطر وكل الدول التي عملت في قضية سوريا وساعدت الشعب السوري عليها أمانة أمام الله وأمام الشعب السوري وهي استمرار دعم الشعب السوري المنكوب، وقال «إذا كان هناك حل سياسي يتلاءم مع متطلبات الشعب السوري فإنه مثل ما الرئيس التركي في محادثاته في السابق، وإننا كلنا نؤيد هذا الحل، ولكن مع الأسف لا يوجد حل في الوقت الحالي».
أما فيما يتعلق بالعراق فحذر الشيخ «تميم» من خطورة بعض المنظمات فيه والناجمة عن التصرفات التي حدثت في السابق من بعض الشخصيات في الحكومة العراقية آملا في أن يتم لم الشمل في العراق، وأن تكون هنالك مصالحة وطنية لحل هذه المشاكل.
وأضاف الأمير أن مباحثاتهما تطرقت إلى الوضع في اليمن واصفا إياه بالخطير جدا على المنطقة و العالم معربا عن أمله في إيجاد حل، وأهمية التزام كل الأطراف بمخرجات الحوار الوطني آملا من الحكومة اليمنية أو الفرقاء في اليمن أن يطبقوا هذه القرارات.
من جانبه أعرب الرئيس التركي عن ترحيبه بأمير قطر والوفد المرافق، موضحا أنه تم خلال اللقاء تناول العلاقات الثنائية والتي وصلت إلى مراحل جيدة في مختلف المجالات.. كما تم التباحث فيما يتعلق بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بهدف الوصول إلى إنجازات مشتركة ولجعل العلاقات الثنائية ترتقي لما هو أفضل لما تشكله من ضمان للعلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة، مؤكدا أن ما تم التوقيع عليه سيفتح الطريق على مصراعيه لتطور العلاقات القطرية التركية.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية بيّن «أردوغان» أن تركيا اتخذت خطوات تجاه العالم الخارجي وكانت قطر دائما إلى جانب هذه الخطوات، حيث إن لنا أهدافا مشتركة وتطابقا في الرؤى.
كما عبر عن سروره لاهتمام رجال الأعمال القطريين بالاستثمار في تركيا وامتنانه لذلك، وفي نفس الإطار الأمر يسرى على رجال الأعمال الأتراك المستثمرين في قطر.
حضر مراسم التوقيع أصحاب أعضاء الوفد الرسمي المرافق، كما حضرها من الجانب التركي عدد من الوزراء ومنتسبي الصحافة والإعلام.