‏الدوحة وأنقرة: تناغم سياسي وتعاون اقتصادي وتنسيق عسكري

الأحد 15 مارس 2015 11:03 ص

في أقل من ثلاثة أشهر، يزور الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» أنقرة لأكثر من مرة ويلتقي رئيسها «رجب طيب أردوغان»، والأخير تكون الدوحة أول محطة له بعد توليه مقاليد الحكم ليتناولا في لقاءاتهما عديد القضايا الثنائية المشتركة، ويحددان مواقف متطابقة إزاء أزمات المنطقة.

ويرى مراقبون أن تطابق وجهات النظر بين الدوحة وأنقرة في الكثير من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، يأتي بسبب التنسيق المستمر بين قيادتي البلدين وحرصهما المشترك على بلورة مواقف تتسق مع المبادئ الأصيلة التي تؤمن بها قيادات البلدين.

الزعيمان وقعا في ديسمبر/كانون الأول الماضي اتفاق مشترك يتعلق بإنشاء لجنة استراتيجية عليا بين دولة قطر وجمهورية تركيا، تتولى التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والاتصالات. (طالع المزيد)

وتأتي الزيارات المتواترة بين البلدين تتويجا للإعلان السياسي المشترك التركي القطري، الذي يجسد مدى التقارب المتزايد بين البلدين في أوسع مضامينه.

وتشهد العلاقات التركية القطرية تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، من خلال تقارب مواقف ورؤى البلدين تجاه القضايا العربية والإقليمية، والتوافق حول الملفين المصري والسوري وباقي دول الربيع العربي، بالإضافة إلى تنامي التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما، وزيادة أعداد السياح القطريين إلى تركيا. (طالع المزيد)

المظلة العسكرية

التعاون القطري التركي الاستراتيجي أخذ بعدا جديدا مؤخرا بإعلان أنقرة عن مشروع عسكري جديد كان نقطة تحول محورية ولافتة لا تزال محل رصد واهتمام دول عدة.

الاتفاق ينص على إتاحة المجال لكل دولة موقعة نشر قوات على أراضي الدولة الأخرى. وبمقتضى الاتفاق يتم تبادل خبرات التدريب العملياتي، وتطوير الصناعات العسكرية، مع إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة. (طالع المزيد)

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، «برات جونقار» نوه إلى أن بلاده تنظر إلى علاقاتها مع دول الخليج، من خلال منظور استراتيجي، وتعتبر قضية أمن واستقرار بلدان المنطقة، العنصر الأكثر أهمية في رؤيتها الاستراتيجية.

وأضاف «جونقار» لنقطة كانت لها دلالة قوية بالتأكيد على أن «الاتفاق يوفر لبلدنا أرضية استراتيجية، في هذه المنطقة المعروفة من قبلنا منذ فجر التاريخ».

فورة اقتصادية

بلغ حجم التبادل التجاري 1.3 مليار دولار في 2013، فضلا عن أن استثمارات الشركات التركية في السوق القطرية بلغت 12 مليار دولار، ما يعكس الرغبة المتبادلة في ترسيخ علاقات اقتصادية نموذجية.

وتشكل تركيا للقطريين بلدا متطورا آمنا، لذلك يقصدونها للسياحة والتعرف على طفرتها الهائلة في المجالات المختلفة، حيث بلغ عدد زائريها من المواطنين القطريين 15 ألف سائح في العام الماضي، ويتوقع المراقبون إرتفاع العدد مستقبلا، خصوصا مع إرتفاع عدد رحلات الخطوط الجوية القطرية للمدن التركية.

وشهدت العلاقات القطرية التركية توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية مهمة بين البلدين، مثل اتفاقياتمنع الازدواج الضريبي وإعفاء الشركات التركية من شرط الكفيل. 

وارتفع حجم التبادل التجاري بين قطر وتركيا خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويصل حجم الاستثمارات القطرية في تركيا إلى أكثر من مليار دولار.

وتشير معطيات لغرفة تجارة وصناعة قطر إلى أن رأسمال الشركات التركية العاملة في قطر يتجاوز الـ1.6مليار دولار، وتستثمر خصوصا في قطاع الإنشاءات والسياحة والديكور، ويبلغ حجم المشروعات التي تنفذها شركات تركية في قطر نحو 13.5 مليار دولار معظمها تمت ترسيته في السنوات العشر الأخيرة.

وفي تصريح سابق له يؤكد «أحمد ديميروك»، سفير تركيا لدى الدوحة: «إن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا كبيرا، وتسجل نموا كبيرا في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والبشرية، وتركيا وقطر بلدان صديقان تربطهما علاقات متميزة، وهما ينحدران من ثقافة وعلاقات تاريخية وطيدة».

وقال «نحن سنمضي قدما من أجل تعزيز العلاقات بين شعبينا الشقيقين وكذلك عن طريق التعاون والتضامن، وسنواصل في الاستثمار لإثبات وجودنا والتعاون مع قطر».

التبادل الثقافي

أطلقت الدوحة وأنقرة فعاليات ثقافية على مدى عام في إطار ما أسمته احتفالية العام التركي القطري 2015. وشارك في إعلان تدشين هذه الفعالية وزيرا الثقافة في البلدين «حمد عبد العزيز الكواري» و«عمر تشيليك».

وفي كلمة افتتاحية للحدث أكد الوزير التركي أن قطر تحظى بمكانة خاصة لدى «الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وأحمد داود اوغلو رئيس الوزراء، حيث كانت المحطة الثالثة في زيارتهما الخارجية بعد قبرص الشمالية وأذربيجان وذلك لأننا نعتبرها دولة لها أهمية وثقل في المنطقة، وهو ما يدل على عمق العلاقات بين القيادتين». 

وأعلن الوزير التركي للعلن أن الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» والرئيس «أردوغان»: «وجها بتقوية العلاقات الثقافية بين الجانبين وهو ما نعمل عليه بالتعاون والاتفاق مع سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون التراث».

وتابع: «إننا في تركيا نثمن الجهود المثمرة لقطر في المجال الثقافي والحضاري فهي بمثابة لؤلؤة الخليج في ميادين كثيرة»، مشيرا إلى أن هناك تداخلا وتأثيرات مشتركة خاصة بين الفن والحضارة الإسلامية، التي وضحت في متحف الفن الإسلامي في قطر ومتحف الحضارة العربية والإسلامية في تركيا.

  كلمات مفتاحية

قطر تركيا أردوغان تميم بن حمد العلاقات القطرية التركية المجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي

أمير قطر يلتقي «أردوغان» في زيارة مفاجئة بالعاصمة التركية أنقرة

ضمن خطوات الشراكة الاستراتيجية: مشروع اتفاق يتيح لتركيا نشر قوات في قطر

«أردوغان»: «لم نشهد خلافات في وجهات النظر مع قطر» .. و«تميم» يتطلع للاستفادة من الجيش التركي

«أردوغان» و«تميم» يدشنان شراكة سياسية وعسكرية استراتيجية بين تركيا وقطر

«تميم» و«أردوغان» يعلنان إنشاء مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي بين قطر وتركيا

أمير قطر يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي ويبدأ جولة آسيوية الأسبوع المقبل

أمير قطر يزور باكستان ضمن جولة آسيوية تشمل الهند وسريلانكا

أمير قطر يصدق على اتفاقية اللجنة الاستراتيجية العليا مع تركيا

تركيا وقطر تعتزمان إنشاء جامعة دولية لاستيعاب الطلاب السوريين

رئيس الوزراء التركي يستقبل وزير قطر لشؤون الدفاع ويبحث معه سبل تعزيز العلاقات

شراكات قطرية تركية مرتقبة في المجالات الطبية