تدخلت جمعية حقوق الإنسان السعودية في واقعة اعتداء عناصر من «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» على فتاة أثناء محاولة ضبطها في العاصمة السعودية الرياض، والتي اشتهرت إعلاميا بـ«فتاة النخيل مول»؛ إذ قال الأمين العام للجمعية، «خالد الفاخري»، إنها «بدأت تحقيقا في حادثة الاعتداء على الفتاة بهدف ضمان حقوق المتضرر أياً كان».
وأضاف «الفاخري» في حديث لصحيفة «الحياة» اللندنية: «تم التواصل مع الهيئة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والهدف الرئيس هو ضمان عدم تعرض أي شخص لأي تجاوز في التعامل أو في التصرفات، وخصوصا مع وجود أنظمة واضحة وصريحة في السعودية تحمي حقوق الإنسان».
وتابع: «ولاة الأمر حرصوا على أن تنفذ الأنظمة وفق ما نص عليه الشرع، وألا تكون هنالك تجاوزات فردية تسيء لسمعة السعودية أولا، والجهاز الذي يعمل فيه الشخص ثانيا، والجمعية متابعة للقضية، وهدفها الأساس هو ضمان حقوق الأشخاص، والوصول إلى الحقائق، والتأكد من صدقية ما نُشر وتطبيق النظام».
ومؤخرا، تداول ناشطون إلكترونيون مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر اعتداء عدد من أفراد «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (بمثابة شرطة دينية) على فتاة أمام «مول النخيل» الشهير في الرياض ودفعها على الأرض؛ الأمر التي أدى إلى كشف أجزاء من ساقيها أمام المارة في الشارع.
وقالت الفتاة المعتدى عليها إن الواقعة حدثت عندما طلب أحد رجال الهيئة منها تغطية وجهها، لكنها رفضت طلبه في البداية ثم استجابت في النهاية، لافتة إلى أن الرجل طلب منها أن تركب سيارة الهيئة، وعندما رفضت بدأ في جرها بالقوة؛ ما دفعها للهرب، ليقوم هو بملاحقتها.
وأثارت الحادثة سخطا واسعا في الشارع السعودي؛ حيث اعتبر كثيرون أن تعامل رجال الهيئة مع الفتاة لم يكن متناسبا مع خصوصية المجتمع السعودي، والمرأة السعودية تحديدا، مشيرين إلى تكرر مثل حوادث الاعتداء هذه من قبل رجال الهيئة خلال السنوات الماضية.
من جهتها، انتقدت الباحثة السعودية المهتمة بقضايا المرأة، «سهيلة زين العابدين»، تصرف رجال الهيئة في واقعة «فتاة مول النخيل»، وقالت إن «المرأة السعودية لم تعد تأمن على نفسها في الطريق».
وأضافت: «بأي حق تُضرب فتاة في الشارع مهما ارتكبت من جرم؛ فلا يحق لأي شخص أن يقوم بضربها في الشارع، إذ إن اللائحة التنفيذية لنظام الهيئة تنص على المراقبة والضبط من دون المحاسبة، فالمحاسبة من شأن الجهات المختصة».
وأكدت ذاتها أن مبدأ إهانة المرأة مرفوض، لقوله تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم»، والمعنى من بني آدم يشمل الجنسين الرجل والمرأة.
واعتبرت أنه «ليس من حق رجل الهيئة لمس جسد الفتاة؛ لأن ذلك مخالفة بحد ذاتها، وقد لمس عضو الهيئة جسدها حينما قام بضربها، وكشف عن ساقيها أمام الناس والمارة في الشارع، وجعل العالم يتداول هذا الفيديو المسيء للوطن».
وشددت على أنه يجب أن يعاقب مرتكب هذه الجريمة من جهات الاختصاص وليس من الهيئة.
وتابعت: «يجب على عضو الهيئة الذي ارتكب هذه الغلطة أن يعتذر لنساء السعودية أمام العالم رسميا ليرد لهن كرامتهن التي أهدرها بتصرفه».
وكانت الهيئة أقرت، أول أمس الأربعاء، بتورط أعضائها في مخالفة الأنظمة والتعليمات في مباشرتهم حادثة «فتاة النخيل مول» الشهيرة، مؤكدة أنها عاقبت الأعضاء الذين باشروا الواقعة، دون أن تكشف عن ماهية العقوبة.
