دعا مفتي المملكة العربية السعودية، رجال «الحسبة»، أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى تجنب الغضب والعنف والشدة مع المخالفين، مشيرا إلى أن الرفق واللين خلق كريم دعا الإسلام إليه ورغب فيه وبين فضائله.
وشدد الشيخ «عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ» مفتي عام السعودية، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر «الحسبة»، على «أهمية التعامل برفق واحترام مع الخدم، وذلك بتقديرهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، وأهمية التواضع بوصف ذلك من أخلاقيات المسلم، واختيار الخطاب اللين السهل الطيب الذي لا فحش فيه، وحل المشاكل الطارئة بالحكمة».
وقال المفتي خلال خطبة الجمعة، في جامع الإمام تركي بن عبد الله، في الرياض، أمس، إنه «على المسلمين التعامل اللين فيما بينهم في بيوتهم، لأن الرفق واللين خلق كريم دعا الإسلام إليه ورغب فيه وبين فضائله».
وأضاف أن «أخلاق الإسلام عظيمة، ولها فضائل ومحاسن، وأن من تأدب بها نال الخير كله، ويجب التمسك بها واستذكارها على الدوام والتذكير بها، والانتباه إلى المكدرات التي قد تعترض كل مسلم في يومه».
وكان مجلس «الشورى» السعودي، جدد الأسبوع الماضي، مطالبة هيئة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» بوضع منهج عمل ضمن دليل إرشادي للعاملين في الميدان يحدد المنكرات التي تتطلب التدخل من أعضائها وذلك للقضاء على الاجتهادات التي قد تنشأ عنها بعض السلبيات لعمل الهيئة، وهي التوصية التي تبناها المجلس من التوصية الإضافية المقدمة من عضو المجلس اللواء الطيار «عبدالله السعدون»، وفقا لوكالة الأنباء السعودية «واس».
من جانبها، سوغت لجنة «الشؤون الإسلامية والقضائية» رفضها لهذه التوصية إلى أن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد كونت فريق عمل لإعداد دليل إرشادي لأعمالها يتضمن ما يخص المنكرات وضوابطها، مشيرة إلى أن التوصية متحققة وقد وزعت مسودة الدليل الإرشادي على عدد من المختصين لتحكيمها قبل اعتمادها.
يذكر أن عناصر من الشرطة السعودية رفضت قبل أسبوعين، دخول رجال من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يكن معهم تصريح، معرض الكتاب في جدة، بعد مشادات بين الطرفين.
وحاول رجال في الهيئة، التفاهم مع رجال الأمن في البداية، بالقول إنهم «يرغبون في الاستفادة من فعاليات المعرض»، إلا أن قوى الأمن أصرت على منعهم، ما أحدث إرباكا وتجمعا سرعان ما انفض.
وكانت إدارة المعرض قد شددت على عدم دخول أفراد الهيئة معرض جدة، عدا أشخاص محددين تم منحهم مسبقا بطاقات خاصة، وذلك بعد أن تداول نشطاء مقطعا مصورا يبرز اعتراض بعض أفراد «الهيئة»، على إلقاء الشاعرة «أشجان الهندي» قصيدة بمعرض الكتاب، في أول فعالية للمعرض، قبل أن يتدخل منظمو الأمسية ويمنعوا أفراد الهيئة من البقاء في القاعة.