اتفاق روسي أمريكي «على الورق فقط» لوقف المعارك في سوريا

الجمعة 12 فبراير 2016 08:02 ص

توصلت واشنطن وموسكو، إثر الاجتماع الدولي بميونيخ حول الأزمة السورية، إلى اتفاق «على الورق» يقضي بـ«وقف المعارك» في غضون أسبوع بهذا البلد، واستئناف المفاوضات «في أقرب وقت ممكن»، وتسريع مد المناطق المتضررة بالمساعدات الإنسانية وتوسيع توزيعها.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، « جون كيري»، في مؤتمر صحفي، اليوم الجمعة، إثر اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تضم 17 دولة: «اتفقنا على وقف للمعارك في كامل البلاد في غضون أسبوع»، حسب وكالة أنباء «فرانس برس».

واعتبر نظيره الروسي «سيرغي لافروف»، خلال المؤتمر ذاته، أنه على حكومة «الأسد» والمعارضة «اتخاذ الإجرءات الضرورية»، مضيفا: «علينا على الأرجح أن نستخدم نفوذنا على الأطراف».

وأوضح «لافروف» أن روسيا والولايات المتحدة ستشرفان على «ترتيبات» تطبيق وقف المعارك، مشيرا إلى أن هذه الهدنة «ستشكل خطوة أولى» باتجاه وقف إطلاق نار أكثر استدامة.

ويطالب الغربيون بالخصوص بوقف حملة الغارات الجوية الروسية التي تواكب منذ عشرة أيام هجوما واسع النطاق لقوات «بشار الأسد» على مواقع قوات المعارضة في محافظة حلب، شمالي سوريا.

وأوضح الوزيران أن وقف المعارك يشمل أطراف النزاع كافة باستثناء تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة».

المساعدات الإنسانية

وأضاف «كيري»: «كما اتفقنا على تسريع الإمداد بالمساعدة الإنسانية وتوسيعها بداية من الآن لتشمل سلسلة من المدن المحاصرة».

وتابع أنه علاوة على دير الزور (شرق) ستعطى الأولوية لإيصال المساعدة الإنسانية إلى الفوعة وكفريا والمناطق المحاصرة في ريف دمشق وهي مضايا والمعضمية وكفر باتنة.

وقال الوزير الأمريكي إن «وصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق، حيث الحاجة إليها أشد إلحاحا، يجب أن يشكل خطوة أولى في اتجاه وصول المساعدة بلا عراقيل إلى كافة أنحاء البلاد».

وسيجتمع فريق عمل برئاسة الأمم المتحدة بداية من اليوم الجمعة في جنيف لتطبيق الشق الإنساني وسيقدم «تقارير أسبوعية».

المفاوضات بين المعارضة والنظام

من جهة أخرى، أكد «كيري» أن المفاوضات بين نظام «الأسد» والمعارضة، التي علقت بداية شباط/فبراير وسط هجوم كاسح لقوات النظام بغطاء جوي روسي، «ستستأنف في أقرب وقت ممكن».

وأكد «لافروف» أن هذه المفاوضات يجب أن تجرى «دون إنذارات ولا شروط مسبقة».

وترفض روسيا بالخصوص جعل رحيل «الأسد» شرطا مسبقا للمفاوضات، في حين يواصل الغربيون التأكيد على أنه بوجود «الأسد» لن يكون هناك حل دائم في سوريا.

وتطالب المعارضة السورية بإجراءات إنسانية ملموسة ووقف الغارات قبل استئناف المفاوضات التي أجلت إلى 25 فبراير/شباط المقبل.

«اتفاق على الورق فقط»

ويظل الاتفاق الصادر عن اجتماعات ميونخ «اتفاقا على الورق فقط» حسب اعتراف «كيري» الذي قال إن اجتماعات ميونيخ خلصت إلى «إلتزامات على الورق فقط».

وأضاف: «نحتاج أن نرى في الأيام القليلة القادمة أفعالا على الأرض..في الميدان»، مؤكدا أنه «بدون انتقال سياسي سيكون من المستحيل تحقيق سلام».

أيضا، لم يعالج الاتفاق المزمع المشكلة الأساسية في سوريا الخاصة بمصير «الأسد» في مستقبل هذا البلد.

وفي هذا الصدد، قال دبلوماسيون، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن روسيا لم تظهر حتى الان أي موافقة على رحيل «الأسد»، وتسعى من أجل تحقيق نصر عسكري.

ويخشى مراقبون من أن تواصل روسيا توجيه ضرباتها لقوات المعارضة رغم تأكيدها أن ضرباتها في سوريا ستقتصر على تنظيمي«الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، خاصة أنها كانت طيلة الفترة الماضية تقول إنها تقاتل هذين التنظيميين بينما تركيزها على الأرض كان منصبا على الجماعات المعارضة لـ«الأسد».

وعلى مدى سنوات تعهدت حكومة «الأسد» مرارا باتاحة دخول المساعدات الانسانية، لكنها نادرا ما أوفت بوعودها.

اتهامات متبادلة

وجاء اتفاق ميونيخ بصعوبة بالغة وعلى خلفية اتهامات متبادلة وتحذير من حرب عالمية.

ونبه رئيس الوزراء الروسي، «ديمتري مدفيديف»، في مقابلة نشرتها صحيفة ألمانية اليوم الجمعة، إلى أنه «ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة».

واعتبر وزير الخارجية البريطاني، «فيليب هاموند»، في بيان، أن اتفاق ميونيخ لا يمكن تطبيقه بنجاح إلا إذا حدث «تغيير في سلوك» نظام «الأسد» وروسيا.

ومنذ الأول من فبراير/شباط، تشن قوات «الأسد» هجوما واسعا مدعوما بقوة من الطيران الروسي على قوات المعارضة في حلب.

وبحسب «كيري»، أدت هذه المعارك إلى نزوح نحو 60 ألف شخص أغلبهم باتجاه الحدود التركية، في حين يبقى 350 ألف مدني عالقين إلى جانب قوات المعارضة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا اتفاق ميونخ وقف القتال المساعدات الإنسانية

«هولاند» يطالب بتنحي «الأسد» ووقف العمليات الروسية في سوريا

«حجاب»: نرفض المبادرة الروسية وقد نوافق على هدنة مؤقتة

«أردوغان»: لا يمكن حل أزمة ⁧‫سوريا‬⁩ دون مناطق أمنة وحظر طيران

الأمل ضئيل في تحقيق انفراجة في محادثات المجموعة الدولية لسوريا

«كيري» يدعو روسيا إلى المساعدة في التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في سوريا

وزيرا خارجية السعودية وروسيا المختلفتان حول «الأسد» يلتقيان في ميونخ

«أردوغان» و«أولاند» يدعوان إلى استئناف المفاوضات السورية

‏«كيري» لروسيا: صبرنا بشأن سوريا له حدود خاصة ما يتعلق بمحاسبة «الأسد»⁦‪

«كيري» يزور موسكو للتباحث حول سوريا وأوكرانيا