أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بدء عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها، قبل أن يتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو لأسر جنود للاحتلال، وسقوط قتلى إسرائيليين "لا يمكن حصرهم الآن".

وأمام ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، حالة التأهب- الحرب، وتفعيل الإنذارات في عموم دولة الاحتلال، بالتزامن مع تسلل مسلحين من القطاع إلى مستوطنات قطاع غزة، وسط أنباء عن أسر جنود إسرائيليين.

وتعرضت إسرائيل لوابل من الصواريخ في وقت مبكر من السبت، يقول مسؤولون إسرائيليون إن هناك إصابات متعددة، بعضها خطير ووفيات لا يمكن حصرها.

بدأ وابل الصواريخ في حوالي الساعة 6:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، عندما كان معظم الناس نائمين على الأرجح، والدخان الذي تشاهدونه في السماء، هو أثر تلك الصواريخ، انطلقت صفارات الإنذار شمالًا حتى تل أبيب.

ودوت صفارات الإنذار في كافة مستوطنات غلاف غزة، ومحيطها، حيث سمع دوي الصواريخ وهي تنطلق من عدة مناطق بالقطاع.

في المقابل، استخدم جيش الاحتلال القبة الحديدة للتصدي للعديد من الصواريخ، وتسبب ذلك في إطلاق صفارات الإنذار في عدد من المناطق المحتلة جنوب إسرائيل.

 

 

في موازاة ذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة بين فصائل فلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي، على الحدود الفاصلة بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل.

وأفاد شهود باندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين مسلحين من الفصائل الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية للقطاع.

وقالت الإذاعة العبرية، إن مسلحي كتائب القسام، وصلوا إلى مناطق وبلدات تجاوزت غلاف غزة.

ولفتت إلى وجود قتلى ومصابين بأعداد كبيرة في صفوف الإسرائيليين "لا يمكن حصرهم"، بعد تسلل المسلحين.

بينما تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن مسلحي حماس استولوا على مركبات مدرعة للجيش الإسرائيلي وسحبوها إلى قطاع غزة.

 

بينما ذكرت مصادر عبرية، أن الجيش الإسرائيلي فقد السيطرة على إحدى قواعده وعلى معبر إيرز، قبل أن تنشر كتائب القسام صورا تظهر أَسر عدد من الجنود الإسرائيليين بعد تسلل أفرادها داخل مستوطنات غلاف غزة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي نُشرت صوراً ومقاطع فيديو تظهر دوي اشتباكات في هذه المناطق، وعمليات اقتحام للحدود من بينها "إنزال" لعناصر تتبع للفصائل الفلسطينية.

كما أفاد شهود عيان أن مسلحين من الفصائل أطلقوا النار تجاه زوارق لسلاح البحرية الإسرائيلية قبالة شاطئ قطاع غزة.

وبالتزامن قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن المقاومة الفلسطينية تسيطر حالياً على مركز للشرطة في "سديروت"، في عملية أوقعت عدداً من الجرحى، في تبادل لإطلاق النار، فيما أغلق جيش الاحتلال المداخل الجنوبية للمدينة.

فيما كشفت بيانات ملاحية، عن تعطل في حركة الملاحة الجوية بمطار بن غوريون نتيجة الهجوم الذي تتعرض له إسرائيل.

من جانبه، أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس محمد الضيف، بدء عملية "طوفان الأقصى"، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى.

وقال الضيف في كلمة مسجلة بثتها قناة "الأقصى": "نعلن بدء عملية (طوفان الأقصى)، ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة".

وأضاف "العدو دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول محمد، واعتدوا على المرابطات، وسبق وأن حذرناه من قبل".

وتابع الضيف أن "الاحتلال ارتكب مئات المجازر بحق المدنيين، واليوم يتفجر غضب الأقصى، وغضب أمتنا، ومجاهدونا الأبرار، وهذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه".

وأكد "بدءًا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، وكل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها".

 

 

وشدد الضيف على أن قيادة "القسام" قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، "وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب".

وقال: "ابدئوا بالزحف الآن نحو فلسطين، ولا تجعلوا حدوداً ولا أنظمة ولا قيودا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى".

ووجه رسالته للمقدسين وأهالي الداخل المحتل، وقال: "أهلنا في القدس اطردوا المحتلين واهدموا، الجدران ويا أهلنا في الداخل والنقب والجليل والمثلث أشعلوا الأرض لهيباً تحت أقدام المحتلين".

في المقابل، وأعلن الجيش الإسرائيلي "حالة التأهب -الخرب، في سلاح الجو والقيادة الجنوبية"، ودعا السكان في جنوب ووسط البلاد إلى "البقاء بالقرب من المناطق المحمية والملاجئ والامتثال لأوامر قيادة الجبهة الداخلية".

كما قرر الجيش استدعاء قوات الاحتياط، بالتزامن مع إعلانه شن غارات على قطاع غزة.

 

فيما ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، زيارة كانت مقررة للتشيك، وقرر عقد اجتماع أمني خلال ساعات.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "يتلقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقارير أولا بأول عن الأحداث وسيعقد اجتماعا أمنيا في الساعات القريبة".

وأضافت: "في هذه الأثناء توجه وزير الدفاع يؤاف غالانت إلى مقر القيادة في تل أبيب لمتابعة ما يجري".

فيما قالت وزارة خارجية تل أبيب، إن إسرائيل تحت الهجوم، وتتعرض لعملية تسلل إرهابية تقوم بها حماس، و"سنفعل كل شيء لحماية أنفسنا".

بينما قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج، إن إسرائيل تواجه "ساعات صعبة".

وأضاف هرتسوج: "أدعو الجميع إلى الانصياع لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية وإظهار الدعم المتبادل والبقاء صامدين".