طوفان الأقصى.. حماس تحقق نصرا مذهلا على استخبارات إقليمية ودولية

الاثنين 9 أكتوبر 2023 06:58 ص

أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "لم يكن لديها تحذير مسبق" من هجوم "حماس" المنسق برا وبحرا وجوا، كما أن قواتها العسكرية "غير مستعدة على ما يبدو".

هكذا ينقل تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤول دفاعي إسرائيلي ومسؤولين أمريكيين لم تكشف هويتهم، وصفوا الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، السبت، بـ"الفشل الاستخباراتي" بالنسبة لإسرائيل.

ورغم أن الهجوم فاجأ أيضا العديد من وكالات الاستخبارات الغربية، فإنها لا تتتبع أنشطة "حماس" عن كثب كما تفعل إسرائيل أو مصر.

وعلى مر السنين، أنشأت إسرائيل شبكة من أجهزة الاعتراض الإلكترونية، وأجهزة الاستشعار، والمخبرين البشريين، في جميع أنحاء قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب.

كذلك، استثمرت إسرائيل وجيرانها في الماضي بكثافة في محاولة تعقب وحظر شبكات حماس، وغالبا ما كانت تعترض الشحنات القادمة التي تحمل مكونات إنتاج الصواريخ، وفقا للصحيفة الأمريكية.

ويضيف هجوم "حماس" الأخير سلسلة من أسئلة أكثر إلحاحا حول "إخفاقات إسرائيل"، كما تقول الصحيفة.

وعلى الرغم من بعض التحذيرات من صراع محتمل بسبب الانقسامات الداخلية داخل إسرائيل، فشلت استخبارات إسرائيل في توقع استعدادات المقاومة، والتي استهدفت القواعد العسكرية والمدن والمستوطنات في وقت متزامن.

وتوضح الصحيفة، أن المسؤولين الأمريكيين اعترفوا بإمكانية وقوع هجوم من قبل المقاومة، لكنهم لم يقدموا تحذيرات تكتيكية محددة، مما ترك إسرائيل غير مستعدة.

وبينما كانت الصراعات السابقة بين الفلسطينيين وإسرائيل محدودة النطاق والمدة، كان هجوم السبت غير مسبوق من حيث نطاقه وتعقيده، وقد يتصاعد الآن رد إسرائيل، الذي يتمثل عادة في شن غارات جوية ومناورات برية محدودة، إلى غزو واسع النطاق للقطاع، وهي خطوة كانت تعتبر في السابق مكلفة للغاية من حيث التحديات المتعلقة بالأرواح والحكم.

وتشير الصحيفة إلى أن الهجوم المفاجئ، الذي وقع بعد مرور ما يقرب من 50 عامًا على حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، كان اختيارًا متعمدًا من جانب المقاومة الفلسطينية لاستغلال الصدمة الوطنية التاريخية في إسرائيل، ما فاجأ تل أبيب مرة أخرى.

وعلى الرغم من استثمار إسرائيل الكبير في جمع المعلومات الاستخبارية، فقد تمكن المقاومون الفلسطينيون من مفاجأة القوات الإسرائيلية من قبل، وخاصة في عام 2006 عندما اختطفوا الجندي جلعاد شاليط، ما أدى إلى بقائه في الأسر لسنوات.

وتتابع: "الاستخبارات الإسرائيلية تفاجأت بهجوم السبت، كون عناصر حماس تجنبوا مناقشة خططهم المسبقة عبر الهواتف المحمولة، أو وسائل الاتصال الأخرى التي يمكن اعتراضها".

ويوضح المسؤولون الأمريكيون السابقون للصحيفة، أنه "من المرجح أن حماس استخدمت التخطيط التقليدي وجها لوجه لتجنب الكشف الإسرائيلي"، لافتين إلى أنه "لا بد أن مئات الأشخاص كانوا منخرطين في التخطيط للهجوم، مما يدل على أن جهود حماس لكسر شبكة المخبرين الإسرائيلية كانت ناجحة".

وتقول الصحيفة إن "نجاح الهجوم المفاجئ، يؤثر على سمعة الجيش الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات، وعلى المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

وأمام ذلك، تشير الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري كبير، إلى أنه "من المرجح أن ترد إسرائيل بالقوة وربما باجتياح غزة".

وحسب الصحيفة فإن عملية "حماس"، يمكن أن تغير النهج الاستراتيجي الذي تتبعه إسرائيل تجاه الحركة وقطاع غزة.

وفي ضوء هذه التطورات، تقول الصحيفة" "من المرجح أن تعيد إسرائيل تقييم استراتيجيتها، مما قد يؤدي إلى نهج أكثر عدوانية ضد حماس وغزة، إذ كشف فشل آلياتهم الدفاعية عن نقاط ضعفهم، الأمر الذي دفعهم إلى إعادة تقييم من شأنها أن تعيد تشكيل الديناميكيات ليس فقط داخل إسرائيل وغزة، بل وأيضًا في منطقة الشرق الأوسط".

وتحاول كل من إسرائيل ومصر مراقبة الجهود المبذولة لتهريب شحنات مواد إنتاج الصواريخ، "والعديد منها يأتي من إيران، ويدخل غزة من شبه جزيرة سيناء عبر أنفاق تحت الأرض"، وفقا لمسؤولين سابقين في الاستخبارات الأمريكية.

وفي عام 2021، أعلنت إسرائيل عن تدمير ما يصل إلى 100 كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض، وعملت مصر أيضا على إغلاق الأنفاق بين غزة وشبه جزيرة سيناء.

وبدأ التصعيد الأخير بعدما شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل، فجر السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة، وتسلل المئات من مسلحيها إلى الأراضي الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بنشر الجيش لعشرات آلاف الجنود لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق المتاخمة لقطاع غزة، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين وإجلاء السكان المتبقين بحلول صباح الإثنين، بالإضافة إلى غارات جوية على القطاع الفلسطيني الساحلي.

وقال الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، إن "العدو لا يزال على الأرض"، مضيفا: "نعزز قواتنا خصوصا قرب غزة ونطهّر المنطقة".

وتعهد الجيش بملاحقة "الإرهابيين في كل مكان ينتشرون فيه"، مشيرا إلى أن غاراته أصابت "800 هدف"، وفق الصحيفة.

وقُتل أكثر من 700 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين منذ بدء هجوم حماس، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الإثنين.

وفي تحديث لأعداد الضحايا، أفاد الجيش الإسرائيلي أيضا بأن 2150 إسرائيليا أصيبوا.

كذلك، قُتل عدد من الأمريكيين في الهجوم، حسبما أكد مسؤول أمريكي، الأحد، من دون أن يخوض في تفاصيل.

المصدر | نيويورك تايمز: ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

طوفان الأقصى فلسطين إسرائيل فشل فشل استخباراتي الاستخبارات

القتال مستمر في عدة بلدات.. طوفان الأقصى ضرب 20 مستوطنة و11 معسكرًا لجيش الاحتلال

بينهم ضباط برتب كبيرة.. أكثر من 130 إسرائيليا أسيرا في قبضة المقاومة

المقاومة بددت أسطورة التفوق الإسرائيلي.. البرغوثي: حماس لا تستهدف المدنيين

إسرائيل تنتقم من غزة.. ألف طن متفجرات دمرت مساجد ومدارس ومصارف وأبراج سكنية

كيف خدعت حماس إسرائيل وتمكنت من مفاجأتها بطوفان الأقصى؟

مَن خطط لطوفان الأقصى؟ ومَن علم به؟.. قيادي بحماس يجيب

تقارير للاستخبارات الأمريكية حذرت من هجوم وشيك لحماس.. ماذا تضمنت؟

تفاصيل مرعبة.. أسرار الجيش الإسرائيلي التي عرفتها "حماس"

هل انتصرت حماس في حربها ضد إسرائيل بغزة؟.. ميدل إيست آي: ربما ذلك