«القدس العربي»: الخطة «ب» السعودية والقصف التركي لـ«وحدات الحماية الكردية»

الثلاثاء 16 فبراير 2016 05:02 ص

قال العميد «أحمد عسيري» مستشار وزير الدفاع السعودي أمس أن طواقم طائرات المملكة وصلت إلى قاعدة أنجرليك التركية للمباشرة في عمليات قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، مشيرا إلى أن هذا من مخرجات لقاء بروكسل الأخير لحلف شمال الأطلسي (الناتو). غير أن أهم ما في تصريحات عسيري كانت تأكيده أن اللقاء بحث مسألة التدخل البرّي في سوريا (والتي سمتها الرياض «الخطة ب»)، وأن اتفاقا تم على المستوى الاستراتيجي بهذا الخصوص.

في المقابل استمرت تركيا بقصف «وحدات الحماية الكردية» السورية ذات الصلة الوثيقة بحزب العمال الكردستاني التركي وهو تطوّر عسكري لافت يترجم تصريحات المسؤولين الأتراك عن «نفاد صبرهم».

من جهتها، واصلت روسيا، وقوات النظام السوري، غاراتها الجوية، وهجمات الوحدات والميليشيات الحليفة لها، في أرياف دمشق ودرعا وحمص وحلب واللاذقية، حيث تتركز مناطق المعارضة السورية، وهو ما يكشف بوضوح أن روسيا ترغب في استكمال حصار حلب واقفال خط الإمدادات التركي للمعارضة السورية، وتكريس تقدم قوات النظام في أغلب المناطق بحيث لا يبقى من مناص للمعارضة وحلفائها، في النهاية، سوى القبول بالخطة الروسية المتمثلة بإبقاء أجهزة الدولة السورية التي ثار السوريون عليها، ومشاركة المعارضة في حكومة يقودها الرئيس السوري بشار الأسد.

توضح التطوّرات الأخيرة اتجاها متصاعداً تقوده السعودية وتركيا لتدخل برّي على الأرض السورية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن توظف هذا التدخل ضمن أولويتها الكبرى المعلنة لـ»هزيمة الإرهاب» متمثلاً بتنظيم «الدولة الإسلامية»، وهي البوتقة التي تحاول حشر كل الأطراف الدولية والمحلية وتوجيهها باتجاهها، كما لو أن سوريا، قبل ظهور «داعش» كانت فردوس الأمان والسلام والعدالة وأن القضاء على هذا التنظيم (لو تم القضاء عليه) سيقدم «الحل السياسي» المنتظر للسوريين.

استراتيجية السعودية (وإلى حد ما التركية) تقوم على التعاطي الإيجابي مع أطروحة واشنطن، والتحالف الدولي الذي تقوده، ولكنها أيضاً تقدّم أطروحتها الخاصة، التي تساوي بين إرهابي النظام السوري و»الدولة الإسلامية»، في معاندة للأطروحة الأمريكية ـ الروسية التي تريد إعادة تدوير نظام الأسد وتعتبره راغباً في «محاربة الإرهاب» بعد أن قام على إنتاجه. 

حظوظ هذا الاتجاه التركي ـ السعودي المتصاعد لا ترتكز، على ما يبدو، على الرغبة الأمريكية في دعمه، ولكن على العدوانية الروسية المستمرة التي تطمح لكسر المعارضة السورية وفرض حل «أمر واقع» عليها، ففصول الحرب السورية، منذ التراجع الأمريكي عن اعتبار استخدام السلاح الكيميائي «خطا أحمر» حتى الآن، كانت عبارة عن مبادرات عسكرية ودبلوماسية روسية يقابلها تراجع أمريكي منتظم عن تصريحات «فقدان الأسد للشرعية» و»ضرورة تنحيه» إلى سحب الباتريوت من تركيا، والضغط عليها للانسحاب من العراق، وصولاً إلى دعوتها أمس لوقف قصفها لوحدات الحماية الكردية… وقوات النظام.

المشكلة في المبادرات التركية والعربية (السعودية والإماراتية والبحرينية) أنها لا تسير جميعها في توافق، فتركيا لا تبدو متعجلة للمشاركة في «تحالف إسلامي» تحت قيادة السعودية، كما أنها لم تتقبل بسرور ما أذيع عن إمكان مشاركة قوات إماراتية خاصة في تدريب قوات البيشمركة الكردية في العراق، أو ما نشر عن طلب دولة البحرين خلال زيارة عاهلها إلى روسيا مؤخرا استيراد غاز روسي في حين أن شقيقتها في مجلس التعاون الخليجي، والتحالف العربي، قطر، تعتبر إحدى أكبر الدول المصدرة للغاز في العالم وما أثاره إهداء ملك البحرين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سيف النصر الدمشقي» من تناقضات مع مواقف البحرين السياسية في الشأن السوري والخليجي.

وكان واضحا أن روسيا تحاول خلخلة الموقف الخليجي والعربي بزيارات وزير خارجيتها إلى بعض دول الخليج وإطلاقه تصريحاته المثيرة من عواصمها ضد عواصم شقيقاتها في مجلس التعاون والتحالف العربي.

والخلاصة أنه ما لم تقم تركيا ودول الخليج بتنسيق مواقفها السياسية والعسكرية فإن مصير خططها الاستراتيجية ستكون في مهب الرياح.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا روسيا الدولة الإسلامية التدخل البري في سوريا الأكراد التحالف الدولي أمريكا

التدخل السعودي التركي في سوريا .. الضرورات والتحديات والبدائل المحدودة

حسابات المخاطر والتحديات: آفاق التدخل العسكري التركي في شمال سوريا

المغامرة الخطرة: ما الذي يعنيه تدخل سعودي تركي محتمل في سوريا؟

الجامعة العربية: لا معلومات موثقة عن التدخل السعودي البري في سوريا

التدخل البري السعودي في سوريا

التدخل السعودي التركي في سوريا .. الضرورات والتحديات والبدائل المحدودة

الخطة (ب) أردنيا

روسيا: تركيا قصفت مواقع كردية في سوريا.. وأنقرة: استهدفنا «الدولة الإسلامية»