استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فيلم فيروسي!

السبت 20 فبراير 2016 06:02 ص

في فيلم وثائقي جديد بعنوان «زيرو دييز» والذي سيعرض غدا في مهرجان الافلام في برلين، يزعم الجنرال مايكل هايدن، رئيس CIA سابقا وNSA، الوكالة الأمريكية للامن القومي، أن هدف الهجوم الإسرائيلي ضد إيران في حال تم، كان جر الولايات المتحدة إلى الحرب. 

الفيلم يقتبس مصادر من جمهور الجواسيس للولايات المتحدة الذين اتهموا إسرائيل بأن العمل المتسرع وبدون تفاهمات هو الذي شوش عملية سرية مشتركة كانت تهدف إلى الحاق الضرر بحواسيب الخطة النووية الإيرانية. وكنتيجة لذلك فان ملايين الدولارات التي تم استثمارها في الموضوع ذهبت هباء.

يقف من وراء هذا الفيلم المثير للفضول المخرج الوثائقي اليكس غفني، وهو أحد المخرجين الوثائقيين الاكثر انشغالا في هوليوود والذي اعتبر في الماضي أحد المنتجين الوثائقيين الهامين في زمننا. وقام باخراج افلام «الزبون رقم 9: صعود وسقوط اليوت سبيتسر» (2010) و«كذب ارمسترونغ» (2013) و«السنتولوجيا وسجن الايمان» (2015) و«ستيف جوبس: الشخص في الماكينة» (2015) و«سيارة بجانب الظلام» (2007)، الفيلم الذي فاز بفضله بجائزة الاوسكار للفيلم الوثائقي.

الفيلم الحالي الذي يتحدث عن العملية الاستخبارية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة لافشال خطة إيران النووية يشتمل على شهادات من رجال NSA وCIA الذين عملوا مع نظرائهم في إسرائيل ـوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية والموسادـ من اجل تطوير عدد من الفيروسات القاتلة التي ستوضع في الحواسيب في موقع تخصيب اليورانيوم في نتناز في إيران. وقد تم تقديم الشهادات دون ذكر أسماء، وتقوم الممثلة التي تمت تغطية وجهها بقراءة هذه الشهادات.

حسب الادعاءات في الفيلم، العمل المتسرع لإسرائيل ألحق الضرر بتنفيذ عدة عمليات تم التخطيط لها من اجل الاضرار بالحواسيب في الموقع الثاني الاكثر حماية لتخصيب اليورانيوم في فوردو. ويكشف الفيلم ايضا عملية سرية مستقبلية اخرى لحرب السايبر والكود السري لها "إن" "زد" (الاحرف الاولى لكلمات افشال زيوس).

«لقد انفقنا على هذه العملية المليارات»، كما جاء في الفيلم، «والتي كانت تهدف إلى تخريب كل الحواسيب في إيران في حال حدوث حرب. دخلنا إلى كل اجهزة السلطة وخطوط الكهرباء ومولدات الكهرباء واغلبية البنى التحتية في إيران».

الفيروس القاتل الذي تم ادخاله إلى نتناز سمي من قبل رجال حماية الحواسيب باسم «ستوكسانت»، رغم أن اجهزة الاستخبارات في إسرائيل والولايات المتحدة اطلقت عليه اسم آخر لم يكشفه الفيلم. واسم العملية كلها التي كشف عنها الصحافي ديفيد سنجار من «نيويورك تايمز» كان «العاب اولمبية».

كانت التقديرات هي أن ادخال الفيروس يشير إلى دخول دولتين للمرة الاولى في حرب السايبر ضد دولة ثالثة. وحتى ذلك الحين كانت معظم الهجمات تنفذ من قبل قراصنة افراد من اجل التسلية أو لدوافع سياسية أو مجرمين من اجل الخداع وسرقة الاموال أو شركات تجسس تجاري وصناعي.

وقد تم اقتباس نائب الرئيس جو بايدن في الفيلم، الذي اتهم الإسرائيليين بأنهم «غيروا الكود» لخطة الفيروس القاتل. وحسب الفيلم فانه نتيجة لذلك، خلافا لما خطط له، انتشر الفيروس من حواسيب المشروع النووي إلى كثير من الحواسيب الاخرى في إيران ومن هناك إلى العالم. وأضر ايضا بحواسيب شركات أمريكية.

الانتشار الغير مخطط له للفيروس تسبب في الكشف عن العملية ومكن الإيرانيين، بمساعدة الخبراء من روسيا وبلاروس، من ايجاد «تحصين» لحواسيبهم والدفاع من خلال دفاع افضل عن خطتهم النووية.

حسب الفيلم، الكشف المبكر عن الفيروس بسبب سلوك إسرائيل أدى ايضا إلى انكشاف خطة الفيروس التي كانت الاكثر تقدما وسرية في العالم أمام الاستخبارات الروسية والإيرانية، «المفارقة كانت أن الصيغة السرية لكتابة الكود وبرمجة الفيروس قد سقطت في أيدي روسيا وإيران الدولة التي وضعت الخطة من اجلها».

إن ميزة الفيروس كانت أنه في لحظة دخوله إلى الحواسيب، سيعمل بشكل مستقل دون الحاجة إلى أي تدخل. وهذا الامر يشبه القنبلة التي تعمل بمفردها، والفيروس كان يفترض أن يعمل في اليوم الموعود، يوم الصفر.

كسب الوقت

إن تطوير فيروس ستوكسانت وتخطيط عملية «الالعاب الاولمبية» بدءا في عام 2006 في عهد الرئيس جورج بوش الابن، الذي سعى إلى افشال المشروع النووي الإيراني. مايكل هايدن الذي كان منذ عام 1999 رئيسا لـNSA وCIA يكشف في الفيلم أن «الرئيس بوش لم يرغب بخيار الحرب فقط».

وحسب الفيلم فقد وصل خبراء من الدولتين إلى فكرة الحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية ولا سيما الحواسيب، إن ما ساعد على جمع المعلومات حول الحواسيب كانت الصور التي تم بثها من زيارة الرئيس الإيراني في حينه، محمود احمدي نجاد، لموقع نتناز. حيث ظهرت في الصور الحواسيب بوضوح وكذلك انواعها وتفاصيلها.

وقد شكلت هذه النقاط فرصة لادخال الفيروس. وقد رافق الرئيس الإيراني في جولته خبراء نوويين إيرانيين، أحدهم، الذي تم تصويره وهو يقف إلى جانب نجاد، قتل بعد بضع سنوات في عملية تنسب حسب مصادر اجنبية للموساد.

حسب الموافقة التي منحها بوش، تم بناء في الولايات المتحدة وإسرائيل نماذج مشابهة لاجهزة الطرد المركزي التي كانت في نتناز. وأقيمت النماذج في المختبرات في مدينة اوك ريدج في ولاية تنسي، والتي تستخدم ايضا لانتاج السلاح النووي وفي المفاعل النووي في ديمونا. وتم ادخال الفيروس القاتل إلى اجهزة الطرد المركزي حيث كسرت وأصيبت.

وقد احضر رجال الاستخبارات القطع المحطمة إلى البيت الابيض ليشاهدها الرئيس بوش، وقاموا باعادة عرض العملية أمامه. الرئيس بوش تحمس وقال اذهبوا ونفذوا التجارب. وأمر بالاستثمار أكثر من اجل حرب السايبر الهجومية السرية وأعطى المصادقة للعملية.

حرب السايبر الهجومية ضد إيران، حسب الفيلم، تصاعدت خلال عهد الرئيس باراك أوباما الذي خشي من خروج إسرائيل إلى عملية عسكرية بقيادة رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع اهود باراك. 

ويكشف هايدن في الفيلم أن التخوف الأمريكي كان أن «الهدف الحقيقي للهجوم الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية هو توريطنا في الحرب»، هذا لأن قدرة إسرائيل على الضرب محدودة. «يوجد لإسرائيل سلاح جو ممتاز لكنه صغير»، قال هايدن في الفيلم، «المسافة كبيرة وقد وزعت المواقع في ارجاء إيران».

على هذه الخلفية ومن اجل تهدئة إسرائيل وإثبات أن الادارة الأمريكية تعمل بتصميم على افشال المشروع النووي الإيراني، أمر الرئيس أوباما الاستخبارات بزيادة الجهود بل والتعاون مع الموساد ووحدة 8200. 

هذا رغم وجود شك حول العملية. وحسب الفيلم فان أوباما أبدى قلقه من أن «الصينيين والروس سيفعلون نفس الشيء له»، ويدخلون الفيروسات إلى المواقع النووية والاستراتيجية الاخرى في الولايات المتحدة. لكن قلق الرئيس الاكبر كان الهجوم الإسرائيلي. «كان الهدف هو كسب الوقت من اجل اجبار إيران على المجيء إلى طاولة المفاوضات»، كما قال هايدن.

وحسب الفيلم، الاستخبارات البريطانية كانت مطلعة على الاسرار «لكن الشريك الرئيسي كان إسرائيل. وفي إسرائيل أدار الموساد الموضوع، وكانت المساعدة التقنية من وحدة 8200، إسرائيل هي المفتاح في كل هذه القصة».

دون ترك بصمات

حسب الفيلم، الفيروس أدى دوره في البداية. «لم يتم قول كل شيء لنا. وقد تم ادخال الفيروس إلى الحواسيب من قبل الموساد، وهذا من خلال الدخول إلى شركتي برمجة في تايوان عملتا مع إيران». جاء في الفيلم من شهادات رجال NSA.

كانت الطريقة هي أن يلحق الفيروس الضرر بصناديق الكهرباء الرقمية والمحوسبة من نوع سيمنز الالمانية والتي كانت متصلة مع الحواسيب وقامت بتشغيل اجهزة الطرد المركزي. من 1000 إلى 5000 جهاز طرد مركزي تضرر دون أن يفهم الإيرانيون ما الذي يحدث أو ما هو مصدر الخلل. «الخطة فعلت ما كان يفترض أن تفعله»، جاء في الفيلم من قبل رجل استخبارات أمريكي. «تفجرت اجهزة الطرد المركزي دون ترك بصمات».

كان هناك هدف نفسي ايضا للعملية: اشعار القيادة الإيرانية والعلماء بأنهم عديمو الحيلة دون فهم ما يحدث. هدف آخر كان اثارة الخلاف بين القيادة السياسية والعسكرية وبين العلماء. حيث اتهم الإيرانيون الخبراء عندهم وبدأوا باقالة البعض وتهديدهم.

حسب الشهادات التي احضرها منتجو الفيلم، في قيادة NSA وقيادة السايبر التي توجد في فورت ميد في ولاية ميريلاند الأمريكية، عمل مئات المبرمجون وعلماء الرياضيات وهندسة الحواسيب في مجموعات سميت تاو. هم فقط كان مسموح لهم الدخول إلى حواسيب خارج الولايات المتحدة بما في ذلك الحواسيب التابعة لإيران.

وجاء في الشهادات أن الولايات المتحدة وإسرائيل قامتا بتطوير عدة نسخ من فيروس ستوكسانت. كل نسخة كانت أشد من التي سبقتها. وكانت الفكرة ادخال الفيروس بالتدريج والانتقال من السهل إلى الصعب. مع ذلك، قيل إن لكل دولة الحق في العمل بشكل مستقل بشرط ابلاغ الدولة الاخرى. لكن حسب ما جاء في الفيلم فانه نتيجة لضغط نتنياهو على رئيس الموساد لاظهار النتائج في عملية الافشال، تقرر في إسرائيل الاستخدام المبكر للخطة القاتلة.

«لقد عملنا على نار هادئة»، قال رجال NSA، «أما الإسرائيليون فقد دفعوا طول الوقت باتجاه الهجوم». وبعد أن تم اطلاق الفيروس لالحاق الضرر باجهزة الطرد المركزي في نتناز، بدأ الفيروس، كما قال الخبير رالف لينغر، الخبير في حماية الحواسيب بـ«القفز من حاسوب إلى حاسوب»، إلى أن خرج عن السيطرة وانتشر في آلاف الحواسيب، بما في ذلك شبكات وحواسيب لم يكن من المفروض أن يدخل اليها، بل وصل إلى حواسيب في الولايات المتحدة وأضر بها.

«اصدقاءنا في إسرائيل أخذوا سلاح طورناه معا من اجل الدفاع عن إسرائيل، واستخدموه بشكل هستيري وفجروا العملية. ونحن غضبنا جدا».

يكشف الفيلم ايضا أن القرار الرئاسي لبوش وأوباما لاستخدام سلاح السايبر يستند إلى الصلاحية الممنوحة لهما باستخدام السلاح النووي. في اعقاب سابقة حرب السايبر الأمريكية الإسرائيلية بدأت إيران ايضا في تطوير وتحسين وسائل الهجوم. 

وقد هاجمت قبل بضع سنوات كانتقام وردع 30 ألف حاسوب لشركة النفط السعودية «عرامكو» وبنوك أمريكية.

على هذه الخلفية، يتناول الفيلم مسألة فلسفية نظرية حول حاجة العالم إلى وضع وثائق دولية وتحديد ما هو مسموح وما هو محظور في حرب السايبر مثل الوثائق الدولية حول الحرب.

اضافة إلى مايكل هايدن، ظهر في الفيلم أمريكيون آخرون منهم ريتشارد كارلاك، وهو خبير في الحرب ضد الإرهاب وحرب السايبر في ادارة كلينتون وبوش. وكريس انغليس، نائب رئيس NSA، وغادي سمور من مجلس الامن القومي ورئيس وحدة حماية المعلومات والحواسيب في وزارة الدفاع، والصحفي ديفيد سنجر الذي كان مستشارا للمخرج ومنتج الفيلم.

من الطرف الإسرائيلي تحدث رئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين والوزير يوفال شتاينيتس وكاتب هذه السطور الذي كان ايضا مستشارا في النشر.

يظهر في الفيلم ايضا خبراء في حماية الحواسيب من شركة «سمانتك» الأمريكية والخبير الالماني رالف لانغنر وايضا يوجين كسابراسكي الذي يعتبر أحد الخبراء المعروفين في العالم في مجال حماية الحواسيب وكان في السابق رجل استخبارات في روسيا وله علاقات وثيقة مع الكرملن.

  كلمات مفتاحية

الولايات التحدة أمريكا إسرائيل إيران فيروس نووي الموساد

التطبيع مع العرب: أبرز مكاسب (إسرائيل) من الاتفاق النووي

«روحاني»: أوعزت بوقف المفاوضات النووية 3 مرات

رويترز: الاتفاق النووي الإيراني ضربة مزدوجة لـ«آل سعود»

إيران تتهم السعودية بمحاولة إفشال الاتفاق النووي

رئيس جديد للموساد .. والأولوية زيادة الانفتاح على دول الخليج