أوضحت المستشارة في معهد موسكو للدراسات الدبلوماسية، التابع للكرملين في موسكو، «آنا غلازوفا» أن اتصال «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الجمعة، يعكس قلقاً روسيا وخوفا من توتر العلاقات مع المملكة».
وقالت «غلازوفا» لصحيفة الحياة» اللندنية «إن توتر العلاقات الروسية - التركية، والتقارب السعودي - التركي تسببا في قلق كبير لموسكو، وخصوصا بعد إعلان كل من الرياض وأنقرة نيتهما المشاركة في إرسال قوات برية إلى سوريا».
وأضافت أن «روسيا قلقة من إمكانية تدخل بري سعودي - تركي في سوريا، وروسيا تريد أن تتعاون مع المملكة على المستوى الدبلوماسي لإيجاد حل لهذه الأزمة، وهناك تفهم من الجانب السعودي للتخوف الروسي».
وعن إمكانية تغير موقف روسيا من الأزمة السورية مستقبلا، استبعدت «غلازوفا» ذلك، قائلة: «لا أتوقع ذلك، فالعمليات الروسية في سوريا ستستمر، ولكن هذا الاتصال يثبت أن روسيا تريد أن تحافظ على علاقاتها مع المملكة، فإضافة إلى سعيها لإيجاد حل للملف السوري، فإن روسيا تطمح إلى مزيد من التعاون الاقتصادي».
ولفتت المستشارة في معهد موسكو للدراسات الدبلوماسية التابع للكرملين في موسكو، إلى أن «الرئيس بوتين جدد دعوته الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة روسيا في أي وقت يراه مناسباً، ما يعكس أهمية القرار السعودي على المستوى الإقليمي والدولي، وخصوصاً أن العلاقات الروسية - التركية الآن علاقات سيئة جداً، وروسيا تريد أن تكون علاقاتها مع المملكة على عكس ذلك تماماً».
وأكدت «غلازوفا»، حرص بلادها على أن «تتطور هذه العلاقات مع المملكة، وخصوصا أن روسيا ترى أن من الممكن لكل من موسكو والرياض أن تتعاونا لإيجاد حل في سوريا من دون التصعيد العسكري».
وأعلن الكرملين، الجمعة، أن الرئيس الروسي، أجرى اتصالا هاتفيا بالعاهل السعودي، جدد خلاله الدعوة لنظيره السعودي إلى زيارة روسيا.
ولم يعرف بعد رد الملك «سلمان» على هذه الدعوة.
والعلاقات بين موسكو والرياض متوترة بشدة على خلفية وقوف البلدين على طرفي نقيض من الأزمة السورية، حيث تدعم روسيا بقوة «بشار الأسد» في مواجهة المعارضة السورية، وبدأت في سبتمبر/أيلول الماضي عملية عسكرية مساندة لنظامه.
في المقابل، تدعم السعودية قوات المعارضة، وترفض أي تواجد لـ«الأسد» في مستقبل سوريا.