قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الثلاثاء، إن التطورات الأخيرة في سوريا تزيد استعداد المسلحين الأكراد لمناهضة الوحدة الوطنية.
وأضاف أن التصريحات التي أدلى بها زعيم «حزب الشعوب الديمقراطي» الموالي للأكراد مطلع الأسبوع «استفزاز واضح» وإن الشعب والقانون سيلقنان الحزب درسا، معتبرا تلك التصريحات خاينة.
وأوضح «أردوغان» أن التغاضي عن ممارسات التطهير العرقي للمنظمات الإرهابية مثل «حزب الاتحاد الديمقراطي» (الكردي السوري) و«وحدات حماية الشعب»، والقبول بالمنظمات الإرهابية لمجرد أنها تتصارع مع «الدولة الإسلامية»، إنما يعني صب الزيت على النار في المنطقة.
وقال: «إن الأطروحات والمقترحات والتوصيات التي تبنتها تركيا معروفة فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية، ومن الواضح أن الخطوات التي ستتخذ دون الأخذ بعين الاعتبار التركيبة الاجتماعية وتاريخ المنطقة ومتغيراتها، لن تجلب غير الظلم والدموع».
وأضاف: «لا يوجد أي خبر مؤكد حتى الآن حول تحركاتهم (عناصر منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي) تجاه الضفة الغربية لنهر الفرات عبر سد تشرين، وإنما هناك تصريحات لبعض المصادر، واتخذنا خطوة مع التحالف الدولي في جرابلس خصوصا لتطهيرها من الدولة الإسلامية، وهذه الخطوة متواصلة وبالتأكيد ستنجح».
على صعيد آخر، ذكر «أردوغان» أن بلاده تواصل التضامن والتشاور مع المملكة العربية السعودية في مرحلة تكثفت فيها الجهود من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، مؤكدا أن هدف تركيا هو إحلال سلام دائم ومستدام وعادل في كافة مناطق الأزمات وعلى رأسها سوريا.
وأضاف «أردوغان» في مؤتمر صحفي عقده في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول قبيل مغادرته متوجها إلى المملكة العربية السعودية أنه سيلتقي أثناء الزيارة مع خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وعدد من القادة السعوديين لبحث العلاقات الثنائية ومسائل إقليمية موضع اهتمام الجانبين.
وأكد الرئيس التركي مجددا أن بلاده تواصل جهود مكافحة الإرهاب في إطار «التحالف الدولي» وتهدف إلى إحلال سلام مستدام وعادل في كافة مناطق الأزمات وعلى رأسها سوريا.
ودعا «أردوغان» الأحزاب السياسية في تركيا للمشاركة في صياغة الدستور المدني الجديد متمنيا أن تلتزم الأحزاب بما تعهدت به في الدستور الجديد وأن يصل رئيس الحكومة «أحمد داود أوغلو» لنتيجة إيجابية بعد أن ينهي زيارته الخارجية ويلتقي أحزاب المعارضة.
إلى ذلك، ذكرت «وكالة دوجان للأنباء»، أمس الإثنين، أن الادعاء العام التركي فتح تحقيقا مع زعيم «حزب الشعوب الديمقراطي» الكردي، «صلاح الدين دميرطاش» لدعوته لمزيد من الحكم الذاتي للأكراد.
وكان «دميرطاش» وهو محام اتجه للعمل السياسي واحدا من المشاركين في مؤتمر لجماعات كردية عقد على مدى يومين مطلع الأسبوع ودعا إلى منح الأكراد المزيد من الحكم الذاتي.
يأتي ذلك وسط تزايد التوتر بين السلطات والأقلية الكردية بسبب حملة الجيش ضد متمردي «حزب العمال الكردستاني» في جنوب شرق البلاد، وفرض حظر التجول في عدد من مناطقه.
وأسفرت المعارك عن سقوط أكثر من 200 قتيل في صفوف الانفصاليين.
وأكد «أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن الهجوم العسكري مستمر بتصميم، مضيفا أن أكثر من 3000 عنصر من «حزب العمال الكردستاني» قتلوا منذ الصيف خلال عمليات في تركيا وشمال العراق حيث يتمتع الحزب بقواعد خلفية، وفق قوله.
يذكر أن «أردوغان» قام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية في مارس/آذار الماضي، حيث أجرى مباحثات مع الملك «سلمان» تتعلق بقضايا المنطقة الساخنة.