ما الذي ينتظر أن يحمله «أردوغان» خلال زيارته إلى السعودية؟

الاثنين 28 ديسمبر 2015 02:12 ص

يستعد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» للتوجه إلى المملكة العربية السعودية الثلاثاء في زيارة تستمر ليومين، تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز». الجدير بالذكر أن هذه الزيارة التي يختتم بها «أردوغان» هذا العام لم تكن هي زيارته الأولى للمملكة خلال العام نفسه، حيث سبق للرئيس التركي أن زار المملكة العربية السعودية في مارس/آذار الماضي، حيت أجرى مباحثات مع الملك «سلمان» وعدد آخر من كبار المسؤولين السعوديين. كما زار الملك «سلمان» تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على رأس الوفد الذي مثل المملكة في قمة العشرين بأنطاليا.

وقال البيان صادر عن رئاسة الجمهورية التركية قال إن «الرئيس أردوغان سيتناول في مباحثاته مع الملك سلمان، العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل الإقليمية». وتشهد العلاقات السعودية التركية انفراجا ملحوظا من وصول الملك «سلمان» إلى الحكم مطلع العام الحالي، حيث يتشارك البلدان وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الإقليمية وأهمها في سوريا حيث يتمسك كلا البلدين برحيل الرئيس السوري «بشار الأسد».

ولا يخلو موعد الزيارة الاستثنائية التي تختتم الأجندة الدبلوماسية للبلدين خلال عام 2015 من دلالات هامة يرغب الطرفان في إيصالها. تأتي الزيارة بدعوة خاصة من العاهل السعودي وهي سابقة لم تحدث بين البلدين منذ سنوات عدة. كما أنها تأتي في ختام عام مفعم بالأحداث قضاه الملك «سلمان» على العرش السعودي.

في مواجهة روسيا

من المتوقع أن تحتل روسيا، وبالأخص التدخل الروسي في سوريا، موقعا متقدما في أجندة الزيارة. انتقد كلا البلدين التدخل الروسي في سوريا الذي بدأ مطلع سبتمبر/أيلول من هذا العام، وقد زادت معدلات التوتر في العلاقات الروسية التركية بشكل خاص إثر قيام تركيا بإسقاط طائرة مقاتلة روسية على الحدود السورية التركية الشهر الماضي. يأتي ذلك في الوقت الذي تتمسك في روسيا بموقفها الداعم لنظام «الأسد»، بينما تتمسك كل من تركيا وروسيا برحيل الأسد كشرط لأي تسوية سياسية في سوريا. وتواصل روسيا استهداف الفصائل المعارضة الموالية لكل من تركيا والسعودية في سوريا، بداية من تكثيف حملاتها ضد التركمان، إلى قيامها باستهداف الفصائل المعارضة المدعومة من سوريا وتركيا، وآخرها تورط روسيا في استهداف «زهران علوش» قائد فصيل جيش الإسلام، وهو أحد الفصائل التي شاركت في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية الشهر الحالي.

تتحدث العديد من التقارير حول دراسة تركيا التدخل العسكري في شمال سوريا من أجل تأمين عمقها الاستراتيجي في مواجهة روسيا والنظام السوري، وفرض خطتها لإقامة المنطقة العازلة. في الوقت الذي تبدو فيه الرياض مندفعة للمزيد من الاشتباك في قضايا المنطقة أسوة بحربها في اليمن. ولكن نتائج التدخل السعودي المباشر في اليمن لا تبدو واعدة، كما أن تركيا تبدو مترددة بدورها في اتخاذ قرار التوغل إلى داخل سوريا. في كل الأحوال، فإن أمام تركيا والسعودية الكثير لمناقشته حول مستوى الدعم الذي يجب تقديمه للمعارضة السورية على المستويين اللوجستي والسياسي، في الوقت الذي بدأت تتضح خلاله ملامح خطة روسيا في تفكيك استهداف قوى المعارضة المناوئة للأسد من أجل فرض ثنائية الأسد/الدولة الإسلامية كخيار وحيد على طاولة التفاوض.

الحرب ضد «الدولة الإسلامية»

تأتي زيارة «أردوغان» للسعودية بعد أيام من إعلان تأسيس التحالف الإسلامي في مواجهة الإرهاب والذي أعلنت السعودية عن تشكيله الأسبوع الماضي بمشاركة 35 دولة منها تركيا. شهدت الأشهر الأخيرة تطورات حاسمة بعد أن نقل «تنظيم الدولة» ساحة عملياته مستهدفا كلا الدولتين في عقر دارهما. في الوقت الذي تواجه فيه كل من السعودية وتركيا ضغوطا غربية متزايدة في هذا الأمر. في ذات الوقت فإن كلا البلدين يتشاركان قناعة أنه لا يمكن الحديث عن قتال «الدولة الإسلامية» في سوريا بمعزل عن الحديث عن مشروع تسوية سياسية مرضية تضم غيرها من الفصائل المعارضة. من المرجح أن تشهد الأسابيع الأولى من العام المقبل نشاطا سعوديا تركيا مكثفا في مواجهة «الدولة الإسلامية»، ولكن هذا النشاط سيظل مرتبطا أيضا بمدى التقدم على صعيد التسوية في الملف السوري، وإذا كانت كل من روسيا وإيران سوف تبديان تنازلات في موقفهما المتصلب بدعم الرئيس السوري.

الملف المصري

لا تزال القضية المصرية هي أبرز ملفات الخلاف بين السعودية وتركيا، وإن كان الطرفان قد اتفقا ضمنا على إرجاء هذا الخلاف خلال الأشهر الماضية. ويرجح المحلل السياسي التركي «محمد أجيت» أن السعودية سوف تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين تركيا ونظام «السيسي»، إلا أنه يبدو أن تركيا غير مهتمة بتحسين علاقاتها مع النظام المصري خاصة في ظل الانتهاكات والخروقات المتواصلة لحقوق الإنسان. لكن في ظل حاجة السعودية إلى جمع البلدين الكبيرين في حلف واحد في مواجهة المحور الروسي الإيراني فإنه من المرجح أن تواصل السعودية مساعيها لإيجاد صيغة للتفاهم بين البلدين.

لا تمانع السعودية في حدوث تغييرات سياسية نسبية في مصر تسمح بإعادة إدماج المعارضة ومنها جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية مع هامش من الحريات النسبية في ظل نظام يحفظ مصالحها. قد سبق أن أشار الكاتب البريطاني «ديفيد هيرست» في مقال له الشهر الماضي أن السعودية ليست راضية تماما عن أداء «السيسي»، في الوقت الذي تسعى فيه لتفح قنوات مستقلة مع بعض العسكريين السابقين ومنهم «سامي عنان» رئيس الأركان المصري الأسبق والذي زار المملكة الشهر الماضي.

أزمة الطاقة التركية والعلاقة مع إيران

في أعقاب توتر العلاقات التركية الروسية إثر حادثة الطائرة، فإن تركيا قد بدأت تشرع في اتخاذ خطوات أكثر جدية لتنويع مصادر الطاقة، وقد عقدت تركيا خلال الأسابيع الماضية اتفاقات لتوريد الغاز الطبيعي مع كل من قطر وأذربيجان. وفي ظل وجود توتر نسبي في العلاقات التركية الإيرانية، إثر اتهام تركيا لإيران بانتهاج سياسات طائفية في سوريا والعراق، وبسبب المواقف المتعارضة بين البلدين حول مستقبل الرئيس السوري، وفي الوقت الذي تستورد فيه تركيا 200 ألف برميل يوميا من النفط من إيران، فمن المرجح أن تركيا سوف تسعى لتعزيز علاقاتها مع المملكة العربية السعودية في مجال الطاقة أيضا.

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا أردوغان الملك سلمان العلاقات السعودية التركية أنقرة الرياض

«أردوغان»: العلاقات السعودية التركية ستشهد تطورا لم يسبق له مثيل

«أردوغان» يزور السعودية الثلاثاء تلبية لدعوة الملك «سلمان»

صحيفة: «أردوغان» يزور السعودية 29 ديسمبر

ما الذي يعنيه التقارب السعودي التركي؟

مسؤول تركي: تطور إيجابي في العلاقات السعودية التركية

«أردوغان» يحتفي إلكترونيا بالملك «سلمان».. والأخير يشكره على «تويتر»

العلاقات السعودية التركية.. تقارب استثنائي متصاعد بتشجيع من الملك «سلمان» و«أردوغان»

«أردوغان»: تركيا ستكثف جهودها مع السعودية لحل الأزمة السورية سياسيا

الملك «سلمان» يستقبل «أردوغان» والأوضاع الإقليمية على رأس المباحثات

«الجبير»: اتفقنا مع تركيا على إنشاء «مجلس تعاون استراتيجي»

«أردوغان» يصل جدة لأداء مناسك العمرة