منح الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وسام الجمهورية التركية، تقديرا لجهوده في إطار تعزيز علاقات الصداقة بين السعودية وتركيا، وذلك خلال استقبال العاهل السعودي في القصر الرئاسي التركي، اليوم الثلاثاء.
وقال «أردوغان» في كلمته خلال حفل الاستقبال: «نحن اليوم هنا معي أخي العزيز وصديقي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نقدم إليه وسام الجمهورية التركية، الذي هو أكبر وسام يقدم إلى رؤساء وحكام الدول في تركيا ويعكس أيضا مدى الروابط والعلاقات المعززة بين البلدين على أعلى المستويات».
وتوجه «أردوغان» بالحديث إلى الملك، قائلا: «منذ توليت المنصب في المملكة العربية السعودية، وقد ساهمت بشكل واضح وبليغ في تعزيز العلاقات بين دولتينا، وتجلت روابط الأخوة والصداقة التي تنحدر إلى عمق التاريخ بشكل قوي تحت قيادتك وإرادتك».
وأضاف: «ولقد أوليت اهتماما كبيرا باستقرار وطمأنينة المنطقة وكنت بمثابة صمام الأمان، ولذلك نعتبر التضامن والتعاون الذي أبديتموه تجاه دولتنا يستحق كل التقدير ويمكن الآن لدولتينا الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى أعلى المستويات في ظل حكمتكم وقيادتكم الحكيمة».
وتابع «أردوغان»: «ونود في المرحلة القادمة اتخاذ خطوات عملية ملموسة من شأنها تكريس العلاقات بين الدولتين في كافة المجالات، ولا شك أن هذه الزيارة التاريخية تعتبر رسالة قوية وذات معنى كبير جدا لمدى العلاقات بين تركيا والسعودية».
من جانبه، شكر الملك «سلمان» تقليده الوسام، وقال: «إن الوسام ليس تكريما شخصيا لي بل للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا، مشيدا بعمق العلاقات بين الدولتين التي أكد أن في أساسها دين الإسلام الحنيف».
وتأتي زيارة الملك «سلمان» قبل القمة الإسلامية الـ13 التي سيشارك فيها، والمقرر انعقادها في 14 و15 أبريل/نيسان الجاري، وبعد مغادرته القاهرة في نهاية زيارته الرسمية الأولى لمصر والتي استمرت خمسة أيام، وشهدت توقيع 15 اتفاقية ومذكرة في مختلف المجالات.
وقد استقبل «أردوغان» الملك «سلمان»، في القصر الرئاسي بأنقرة في حفل استقبال رسمي، ورافقت فرقة الخيالة الملك «سلمان» من أول الطريق الواصل إلى القصر الرئاسي حتى وصوله إلى أبوابه، حيث كان الرئيس «أردوغان» في استقباله.
وأطلقت المدفعية 21 طلقة، وعزف النشيد الوطني للبلدين، ثم حيا الملك «سلمان» فوج الحرس الرئاسي التركي.
وشارك في الاستقبال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، ورئيس الأركان «خلوصي أكار»، ونائب رئيس الوزراء «لطفي ألوان»، ووزير الاقتصاد «مصطفى أليطاش»، ووزير الطاقة والمصادر الطبيعية «براءت ألبيرق»، ووزير الثقافة والسياحة «ماهر أونال»، ووزير المالية «ناجي أغبال»، ووزير المواصلات والنقل البحري، «بن علي يلدرم».
وتعد زيارة الملك «سلمان» الثانية إلى تركيا خلال ستة أشهر، وتأتي بعد أقل من أربعة أشهر لزيارة قام بها «أردوغان» إلى الرياض نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتعكس اللقاءات بين المسؤولين الأتراك والسعوديين الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود.
وتم العمل على بلورة التطور المتواصل في العلاقات الثنائية باتفاق على إنشاء مجلس للتعاون الإستراتيجي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويركز المجلس على مشاريع التعاون المشترك في عدة مجالات، على رأسها المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعليم والشؤون الثقافية والطب.
وتكتسب الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين أهميتها مما يمثله البلدان من ثقل، إضافة إلى توقيت تلك الزيارات، وتقارب رؤى الجانبين تجاه العديد من ملفات المنطقة.