سفير السعودية لدى تركيا: حريصون على إنجاح قمة إسطنبول ونطالب إيران بوقف تدخلاتها

الثلاثاء 12 أبريل 2016 09:04 ص

أوضح السفير السعودي في أنقرة «عادل مرداد» أن المملكة حريصة على إنجاح القمة الإسلامية التي ستعقد في إسطنبول، مؤكدا أن السعودية وتركيا ترتبطان بعلاقات عميقة مبنية على أسس تاريخية.

وقال «مرداد» في حوار أجرته معه صحيفة «عكاظ» السعودية: «إن العلاقات مع تركيا لم تقتصر فقط على الجوانب الثنائية وإنما تطورت من خلال البوابتين السياسية والاقتصادية خاصة في فترة حكم حزب العدالة والتنمية».

ولفت «مرداد» إلى أن السعودية حريصة على إنجاح القمة الإسلامية التي ستعقد في إسطنبول، مؤكدا أن الرياض تستظل براية التوحيد شعارا، وتتمسك بالإسلام منهجا وسلوكا، وهي حريصة أيضا على جمع شتات المسلمين ورأب الصدع بين صفوفهم ومد يد العون لهم.

وقال إن القضايا المطروحة على جدول الأعمال كثيرة، ولكن دقة المرحلة وخطورة التحديات تفرض على «منظمة التعاون الإسلامي» أن يكون عملها متميزا بما يحقق نقلة نوعية في الأداء، وإن أهم مسألة أمام رؤساء الدول هو بيان موقف واضح من التحولات الجذرية التي تمر بها بعض دول العالم الإسلامي.

وأضاف أن بعض الدول الإسلامية تمر بأدق ظرف في تاريخها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي الـ100 سنة الأخيرة لم تعرف المنطقة تحولات جذرية مثل هذه، واختلاف وجهات النظر بين الدول في قضية ما قد يؤخر علاجها ما لم تتم مناقشة جوانب الاختلاف وإيجاد أرضية مشتركة للتعامل فيما يخص هذه القضية.

وأكد «مرداد» أن رؤية الملك «سلمان» في الملف السوري وشأن الإرهاب هي المنطلق الذي لا بديل عنه أمام الدول الإسلامية لتنطلق منه جهودها للخروج من المأزق السوري، قائلا: «فلقد رأى (وشاركته تركيا هذه الرؤية) أن ذلك يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الأرض، ومنح الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية ما يستحقون من دعم ومساندة، وأمام القمة الإسلامية التي أقيمت في القاهرة عام 2013، أكد أن النظام السوري يرتكب جرائم بشعة ضد الشعب، وأنها وصلت لمستويات لا يمكن الصمت عنها».

وشدد السفير السعودي على ضرورة أن تتوحد الدول الإسلامية وتتبنى هذه الرؤية وتستمر في الضغط على المجتمع الدولي، وخاصة «مجلس الأمن»، ودعوته إلى أن يتخذ الإجراءات والقرارات اللازمة لردع هذه الجرائم، وإنهاء انتقال السلطة في سوريا في مؤتمر جنيف3 بكل الوسائل الممكنة.

كما شدد على ضرورة أن تتوقف إيران عن تدخلاتها في المنطقة، محذرا من أن الوضع أصبح محتدما والصراع مشتعلا، ولن يكون ذلك في مصلحة أي دولة بما فيها إيران نفسها، وقد يؤدي استمرار النزاعات إلى تفتت الأمة أكثر مما هي عليه، مؤكدا أنه لا بديل عن الخروج بحلول جذرية ناجعة لإخماد جذوة الصراع القائم في المنطقة.

وبين أن الأمة بحاجة لتوضيح جميع المواقف الشائكة، قائلا: «لابد من تفعيل استراتيجيتنا ونقل قراراتنا إلى مستوى التنفيذ، والإسراع في علاج القضايا الملحة لاسيما الإرهاب وتوترات المنطقة، في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ونحن على يقين أن الأمة تترقب قمة إسطنبول ويأملون أن تكون طوق نجاة يخلصهم من التهديدات التي يعيشونها بسبب آفة الإرهاب، التي تستغل الوضع الراهن في عالمهم الإسلامي وما يعتريه من تفكك وتناحر، لترتع فيه وتزيده تفككا».

السعودية وتركيا.. تطابق في المواقف

من جهة أخرى، أكد سفير جمهورية تركيا لدى المملكة «يونس دميرار»، عمق العلاقات التاريخية المتينة التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا قيادة وحكومة وشعبا في شتى المجالات.

وقال في تصريح لـ«وكالة الأنباء السعودية» (واس): «هناك تطابق في وجهات النظر والمواقف بين المملكة وتركيا حيال ما تشهده المنطقة من أحداث خصوصا فيما يتعلق بالعراق وسوريا وكذلك دعم الحكومة الشرعية في اليمن، مؤكدا أن المملكة وتركيا تعملان سويا على حل الصراعات في المنطقة واستقرارها».

وأضاف السفير التركي: «الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين تعكس مدى التضامن والعلاقات المتينة التي تربط الجانبين، ومن ذلك زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا إلى المملكة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وزيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إلى المملكة في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وكذلك الزيارة الرسمية التي سيقوم بها العاله السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لجمهورية تركيا، والمشاركة في القمة الثالثة عشرة لدول «منظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها إسطنبول، مما يؤكد عمق العلاقات المتينة التي تربط البلدين الشقيقين، ويعزز أوجه التعاون في شتى المجالات التي تخدم مصالح شعبيهما».

وأوضح السفير التركي أن المملكة وتركيا تنعمان بالاستقرار في المنطقة ومكملان لبعضهما اقتصاديا، ويعد الناتج الإجمالي القومي لهما من بين الأعلى في العالم الإسلامي، كما تتمتع المملكة وتركيا من بين ثلاث دول إسلامية بعضوية مجموعة دول العشرين، متطلعا أن تسهم زيارة العاهل السعودي لتركيا في تعزيز وتقوية أواصر التعاون فيما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا سوريا العراق اليمن ليبيا إيران منظمة التعاون الإسلامي الإرهاب

الرياض تقر إنشاء مجلس التنسيق السعودي - التركي

«روحاني» في أنقرة نهاية الأسبوع تزامنا مع زيارة الملك «سلمان»

«أردوغان» يستقبل الملك «سلمان» في مطار أنقرة

التعاون الاستراتيجي بين السعودية وتركيا في وجه التحديات

«أردوغان»: تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي أهم خطوة في العلاقات مع السعودية

العلاقات السعودية التركية.. تقارب استثنائي متصاعد بتشجيع من الملك «سلمان» و«أردوغان»

«أردوغان» يمنح الملك «سلمان» وسام الجمهورية التركية

بدء اجتماعات وزراء خارجية التعاون الإسلامي في إسطنبول

لا يشغلكم الجسر الأصغر عن الجسر الأكبر

إسطنبول تجمع زعماء الخليج بالرئيس الإيراني

القمة الإسلامية تنطلق في إسطنبول بمشاركة 7 قادة جدد وفلسطين تتصدر أجندتها

السعودية: إيران تساند الإرهاب وتزرع المليشيات الطائفية بالدول العربية

إيران: منظمة التعاون الإسلامي ستندم على مواقفها ضدنا

«أردوغان» يلتقي «روحاني» لبحث الأزمة السورية

القمة الإسلامية تحاصر مشروع إيران

«القمة الإسلامية» .. بداية تغيير في الخريطة الإقليمية

مسؤول تركي يتوقع زيادة الصادرات إلى إيران 30% شهريا حتى نهاية 2016