اعتبر الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، قرار تأسيس مجلس للتعاون الإستراتيجي بين بلاده والسعودية «أهم خطوة» جرى اتخاذها بخصوص العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن بلاده لا تطمع في أراض أي دولة، وأنها، بدافع إنساني، تساند المظلومين في كل من سوريا والعراق ومصر وليبيا.
وقال: «زيارتي للسعودية (التي اختتمت اليوم) أتاحت لنا فرصة بحث الخطوات التي سنتخذها من أجل تطوير العلاقات المتميزة بين البلدين في كافة المجالات»، حسب بيان صادر عن مكتب رئاسة الجمهورية التركية.
وأضاف الرئيس التركي، في البيان الذي بثته وكالة «الأناضول» للأنباء التركية الرسمية: «قيّمنا القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية مع المملكة، وكان اتخاذ قرار تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي أهم خطوة للعلاقات بين البلدين».
وفي وقت سابق من اليوم، شدد وزير الخارجيّة السعودي، «عادل الجبير»، في تصريحات صحفية، على أهمية إنشاء مجلس التعاون الإستراتيجي بين بلاده وتركيا، موضحا أن هدف المجلس هو «التنسيق بين البلدين أمنياً وعسكرياً واقتصاديّاً ومالياً وتعليميّاً؛ من أجل دفع العلاقات الثنائية لخدمة مصالح البلدين». (طالع المزيد)
واختتم «أردوغان»، اليوم، زيارة للمملكة بدأها، أمس الأول الثلاثاء، وأجرى خلالها مباحثات رسمية مع العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، تناولا خلالها التطورات الإقليمية والدولية.
وتعززت العلاقات بين الرياض وأنقرة في عهد الملك «سلمان»، الذي تولي مقاليد حكم المملكة في يناير/كانون الثاني من العام الجاري خلفا لشقيقة الملك «عبدالله» الذي وافته المنية.
وشكل البلدان، بالإضافة إلى قطر، ما يشبه التحالف غير المعلن، وهناك تنسيقا عاليا وتقاربا بينهم في المواقف خاصة ما يتعلق منها بالملف السوري.
«لا نطمع في أراضي أحد»
وفي سياق آخر، أكد «أردوغان»، في البيان الصدر عن مكتبه اليوم، أنه ««ليست لتركيا أطماعا في أراضي أية دولة، بل تأمل أن يعيش أبناء المنطقة، الذين يُعتبرون إخواننا بالنظر إلى التاريخ والثقافة المشتركة، في جو يسوده الأمن والسلام»، حسب بيان صادر عن مكتب رئاسة الجمهورية التركية.
ولفت إلى أن «الأزمة السورية، التي دخلت عامها الخامس تعد مصدرا للعديد من المشاكل التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب».
وأضاف: «تبنت تركيا موقفا إنسانيا وأخلاقيا، ووقفت منذ البداية إلى جانب المظلومين والمتضررين في سوريا، وموقفنا المبدئي هذا، يسري على العراق ومصر وليبيا أيضا».
واستطرد «أردوغان»: «ليس لنا هدفا سوى تحقيق أمن واستقرار إخواننا في المنطقة؛ حيث أننا نستضيف نحو 2.2 مليون لاجئ سوري و300 ألف لاجئ عراقي بينهم أشخاص من مذاهب وأعراق وأديان مختلفة».
ومؤخرا، نشبت أزمة دبلوماسية بين أنقرة وبغداد؛ بعدما نشرت تركيا قوة قوامها نحو 150 جنديا في وقت سابق من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري في معسكر بعشيقة قرب مدينة الموصل، شمالي العراق.
وتقول أنقرة إنها تجري في معسكر بعشيقة مهمة تدريب متطوعين من قوات البيشمركة الكردية على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حين تقول الحكومة العراقية إنه تغلغل غير قانوني تم دون موافقتها.
أيضا، تطرق الروسي، في بيانه، اليوم، إلى مسألة الطائرة الروسية التي أسقطتها أنقرة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد انتهاكها مجالها الجوي، حسب الرواية التركية، مؤكدا: «لم تسع تركيا لتصعيد التوتر أبدا، غير أننا لن نتغاضى عن انتهاك يمس سيادتنا في منطقة تشهد توترات».
وتابع قائلا إن «عناصر من الجيش وقوات الأمن تطهر أراضي البلاد شبرا شبرا من عناصر منظمة بي كا كا الإرهابية (متمردي حزب العمال الكردستاني)، وستواصل عمليتاها الرامية للقضاء عليها؛ حيث تمكنت خلال 2015 من قتل نحو 3100 إرهابي داخل وخارج البلاد».