أوضح رئيس لجنة تجار الخضراوات والفواكه بالغرفة التجارية الصناعية بجدة «سحيم الغامدي»، أن استيراد الخضراوات والفواكه التركية إلى السوق السعودية ارتفع بنسبة 30% هذا العام، وذلك في إطار التقارب السعودي التركي الذي تم تتويجه في 29 من ديسمبر/كانون أول الماضي بتدشين «مجلس التعاون الاستراتيجي» بين البلدين.

وبيّن «الغامدي» أن أكثر من 30 من تجار الفواكه والخضراوات السعوديين والخليجيين التقوا نظراءهم الأتراك خلال «الملتقى الاستثماري لدول الشرق الأوسط للخضراوات والفواكه» الذي نظمته «وكالة دعم وتشجيع الاستثمار» التابعة لرئاسة الوزراء التركية وعقد في مدينة «أنطاليا» التركية مؤخرا.

وقال «الغامدي» في بيان صحافي أمس، إن الملتقى شهد إبرام العديد من الاتفاقات بين الجانبين التركي والسعودي، مشيراً إلى أن أنطاليا تتميز بتنوع إنتاج الخضراوات والفواكه طوال العام خلال الفصول المختلفة، ما يسهم في وجود واستدامة المنتجات الزراعية طوال العام في الأسواق، فضلاً عن جودة الفواكه والخضراوات التركية فضلاً عن سعرها التنافسي مقارنة بالأسواق الأخرى.

وأضاف البيان أن الملتقى شهد بحث عوائق الشحن والنقل البحري عبر الكونتنيرات المبردة وتأخير التخليص الجمركي في ميناء الملك عبدالله برابغ، مبيناً أن الملتقى تضمن عقد عدد من اللقاءات مع جمعية اتحاد منتجي الخضراوات والفواكه بأنطاليا ومزارعيها، إضافة إلى زيارة مختبرات مراقبة الأغذية والمواصفات التابعة لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية، وعدد من البيوت المحمية الزراعية ومصانع التغليف والتعبئة.

ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن كبير مستشاري وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التابعة لرئاسة الوزراء التركية د.«مصطفى كوكصو» أن هدف الملتقى هو جمع المستثمرين في قطاع الخضراوات والفواكه في البلدين، لبحث فرص الاستثمار وتنميته وبحث العوائق الموجودة والعمل على تذليلها بمشاركة مختلف الجهات المعنية. ولفت إلى أن اختيار «أنطاليا» لعقد هذا الملتقى الاستثماري يأتي نظراً لأنها المدينة الأبرز في إنتاج الفواكه والخضراوات بتركيا، حيث تنتج 65% من الخضراوات والفواكه على مستوى تركيا.

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية وتركيا نحو ستة مليارات دولار، فيما تنشط 480 شركة استثمارية سعودية بتركيا حتى نهاية العام الماضي بحسب الجزيرة نت.

الحظر الروسي

وقبل أيام قليلة، أعلنت هيئة الرقابة الزراعية الروسية، أنها تنوي فرض حظر على استيراد جميع الفاكهة والخضروات التركية، لانتهاكها معايير السلامة.

وأكد سيرغي دانكفيرت رئيس هيئة الرقابة الزراعية الروسية لوكالة نوفوستي الروسية، أنه سيتم حظر استيراد جميع الفاكهة والخضروات التي كان مسموح بدخولها الأراضي الروسية إلى الآن، من البصل والليمون والغريب فروت (غريفون).

وعزا «دانكفيرت» هذا الإجراء، لعدم مطابقة المنتجات التركية للمواصفات الروسية، ولاحتوائها على آفات نباتية.

وقبل ذلك، أعلنت لجنة الرقابة الروسية أنه سيتم فرض قيود مؤقتة على واردات المنتجات الزراعية التركية إلى روسيا، بما فيها عبر دول ثالثة، وذلك لاحتوائها على آفة "التربس"، لتقرر بعد ذلك السلطات المختصة فرض حظر كامل.

وقال رئيس هيئة المراقبة «فقط الكوسا والغريب فروت (غريفون) والليمون، كانت تدخل روسيا حتى الآن، ونحن نرى أنها لم تعد ضرورية، ويمكننا الاستغناء عنها».

وأوضح «دانكفيرت» أنه لا توجد دوافع سياسية في أعمال وزارته "نحن لا نتدخل في السياسة، نحن نعمل في اختصاصنا، وقد اكتشفنا منتجات تركية مصابة فعلا، وإن كان الجانب التركي لا يعمل معنا بشكل فعال، فهذا يعني أنهم هم المسؤولون، وهذه ليست سياسة».

وفي نفس السياق، صرح الكرملين بأنه لا يرى دوافع سياسية لفرض حظر شامل على توريد الفواكه والخضروات من تركيا.

وكانت العلاقات بين موسكو وأنقرة قد تأزمت، بعدما قام سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة روسية فوق سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أثناء تنفيذها مهمة ضد الإرهاب، في خطوة وصفتها موسكو بالطعنة في الظهر.

وفرضت موسكو حظرا منذ 1 يناير/كانون الثاني من العام الجاري على استيراد بعض الفاكهة والخضروات من تركيا كالحمضيات، والعنب، والتفاح، والكمثرى، والمشمش، والخوخ، والفراولة، وكذلك الطماطم، والبصل، والكراث، والقرنبيط، والخيار. كما منعت استيراد لحوم الدجاج والديك الرومي.

إضافة إلى ذلك حظرت روسيا رحلات الطيران غير المنتظمة (تشارتر)، ووقف بيع تذاكر الرحلات السياحية إلى تركيا.

وكذلك تضمنت القيود فرض تأشيرات دخول على المواطنين الأتراك، وحظر استخدام الأيدي العاملة التركية في روسيا، ودخلت هذه الإجراءات حيز التنفيذ ابتداء من مطلع العام الجاري.

التقارب السعودي التركي

وكان الملك «سلمان بن عبد العزيز»  قد زار تركيا وترأس وفد بلاده في قمة العشرين والتقى رئيس الوزراء «داوود أوغلو»، والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في نوفمبر/تشرين ثان الماضي.

وأعرب «طه كينتش» مستشار رئيس الحكومة التركية «أحمد داوود أوغلو»، عن سعادته وحكومته، آنذاك، بزيارة العاهل السعودي، وأضاف في تصريحات صحفية: «أتت زيارة ولقاء خادم الحرمين الشريفين بالرئيس التركي في وقت من الأهمية بمكان، لما تمر به منطقتنا من تحديات، ويمكنني القول إن التقارب السعودي التركي سيشكل منعطفًا مهما وإيجابيا وفعالا في كثير من القضايا والأحداث في المنطقة، وهو ما يشير إليه اللقاء الإيجابي بين الزعيمين، والذي أعتقد أنه أسعد الكثيرين».

وحظيت مشاركة العاهل السعودي في قمة العشرين، باهتمام تركي لافت، في الإعلام والسياسة، وفي الأوساط الجماهيرية، لما رأى فيها الأتراك من لفتة هامة من الملك «سلمان» لجهة حجم - ونوعية - الوفد السعودي المشارك في القمة، الذي يعتبر واحدا من الوفود الكبرى من بين الدول المشاركة.

وبدا من خلال تغطية وسائل الإعلام التركية، ومن تصريحات السياسيين، والمحللين الأهمية التي توليها أنقرة لتحسن العلاقات مع السعودية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد زار السعودية في 29 من ديسمبر/كانون أول الماضي، ووفقاً  لوسائل إعلام تركية، فإن نمو علاقات أنقرة بالرياض التي بدأت عام 1929 هو مصلحة مشتركة للبلدين، خاصة بعد توتر العلاقات التركية الروسية عقب إسقاط الأتراك لطائرة سوخوي وفي ظل استمرار الدعم الإيراني للحوثيين الذين تقاتلهم السعودية في اليمن.