برلماني تركي: علاقتنا مع السعودية تشهد أفضل حالاتها على مر التاريخ

الخميس 14 أبريل 2016 07:04 ص

قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي «فوزي شان وردي»، إن العلاقات بين بلاده والسعودية «تشهد واحدة من أفضل فتراتها طوال التاريخ».

وأضاف في حوار أجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط» أمس الأربعاء، أن «العلاقات بين تركيا والسعودية اتخذت اتجاهًا إيجابيًا بشكل أكبر٬ بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم ( 23 يناير/ كانون ثان 2015)».

وتابع: «العلاقات بين البلدين ليست قائمة فقط على علاقات ثنائية متبادلة٬ بل يمكننا القول إنها وصلت إلى مستوى التحرك بشكل مشترك٬ من أجل إيجاد حلول للقضايا الإقليمية».

وأشار النائب إلى «الموقف السعودي التركي المتقارب حيال أزمات المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية واليمنية»، معتبراً أن «دفاع البلدين عن وجهات نظر مشتركة سيقدم مساهمة كبرى في وضع حلول للأزمات٬ ومكافحة الإرهاب٬ والتقارب بين الدول الإسلامية».

وبيّن أن بلاده «كافحت الإرهاب لسنوات طويلة٬ وطالما أكدت أيضاً على أن مكافحة الإرهاب غير ممكنة من خلال قيام دولة واحدة بذلك٬ خصوصاً أن التنظيمات الإرهابية وللأسف باتت تتلقى دعماً على نطاق عالمي٬ إلى جانب اكتسابها القدرة على التحرك بالتنسيق مع ديناميات مختلفة جداً٬ وأن نماذج مثل تنظيم القاعدة وداعش، خير دليل على ذلك٬ فضلاً عن أن حرص العالم الغربي على محاربة الإرهاب بما يتناسق فقط مع مصالحه».

وعلى صعيد الأزمة السورية، أكد وردي أن تركيا «اتخذت موقفاً مبدئياً من هذه القضية، ووقفت إلى جانب الشعب السوري٬ ودافعت عن ضرورة رحيل نظام الأسد الذي هو مصدر المشكلة٬ واقترحت أيضاً إنشاء منطقة آمنة ضمن سوريا، وفرض منطقة حظر جوي، لكن المقترح التركي ولسوء الحظ لم يلق قبولاً».

وأردف قائلاً: «لو أن المقترح التركي حول سوريا لقي قبولاً، هل كنّا لنتحدث اليوم عن كل هذه الخسائر في الأرواح« وهل كانت مشكلة اللاجئين لتتحول إلى مشكلة عالمية« وهل كان العالم ليشاهد الأجساد الغضة وهي تضرب شواطئ البحار« بالطبع٬ وباعتراف كثير من الدول التي لم توافق على ذلك المقترح٬ لو أن العالم استمع إلى تركيا وقتئذٍ٬ لما وصلت معاناة الأبرياء في سوريا إلى هذا الحد».

ويأتي هذا الحوار بالتزامن مع الزيارة الرسمية التي يجريها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، لتركيا منذ الإثنين الماضي، ومشاركته في القمة الإسلامية الـ13 التي تستضيفها اسطنبول على مدار يومي 14 و15 أبريل/نيسان الجاري.

وقبل أيام، وافق مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته في الرياض، برئاسة ولي العهد الأمير «محمد بن نايف» على إنشاء مجلس التنسيق السعودي - التركي، وتفويض وزير الخارجية «عادل الجبير»، بتوقيع الاتفاق.

وأول أمس الثلاثاء، عقد الرئيس  التركي «رجب طيب أردوغان» والملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» جلسة مباحثات رسمية في القصر الرئاسي بأنقرة.

وفي بداية الجلسة أعرب الرئيس التركي باسمه واسم الحكومة التركية عن ترحيبه بخادم الحرمين الشريفين في زيارته الحالية لجمهورية تركيا، مشيرا إلى أهمية استمرار اللقاءات بين مسؤولي البلدين في مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية لما فيه تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وأكد حرصه على تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية تركيا والمملكة العربية السعودية، لافتا إلى أهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين بما يحقق الاستقرار في المنطقة.

كما ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة تقدم فيها بالشكر والتقدير للرئيس التركي ولحكومة وشعب تركيا على حسن الاستقبال.

وأشار إلى أن «هذه الزيارة تأتي في إطار اهتمامنا المشترك في التعامل مع القضايا في منطقتنا ويأتي في مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ، وإنهاء الأزمة السورية ، والتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة من قبل من يحاول توسيع نفوذه دون اعتبار للأعراف والمواثيق».

وأضاف «إنني على ثقة بأن مباحثاتنا اليوم ستفضي إلى نتائج مثمرة ترسخ علاقاتنا الاستراتيجية مما يفتح آفاقا واسعة لتعزيز روابطنا السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية بما يعود بالنفع على بلدينا وشعبينا الشقيقين».

وقد جرى خلال جلسة المباحثات الرسمية استعراض العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتعزيزها في شتى المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين إضافة إلى مجمل الأوضاع في المنطقة.

 

وأمس الأول الثلاثاء أيضا، أكد سفير جمهورية تركيا لدى المملكة «يونس دميرار»، عمق العلاقات التاريخية المتينة التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا قيادة وحكومة وشعبا في شتى المجالات.

وقال في تصريح لـ«وكالة الأنباء السعودية» (واس): «هناك تطابق في وجهات النظر والمواقف بين المملكة وتركيا حيال ما تشهده المنطقة من أحداث خصوصا فيما يتعلق بالعراق وسوريا وكذلك دعم الحكومة الشرعية في اليمن، مؤكدا أن المملكة وتركيا تعملان سويا على حل الصراعات في المنطقة واستقرارها».

وأضاف السفير التركي: «الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين تعكس مدى التضامن والعلاقات المتينة التي تربط الجانبين، ومن ذلك زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا إلى المملكة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وزيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إلى المملكة في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وكذلك الزيارة الرسمية التي سيقوم بها العاله السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لجمهورية تركيا، والمشاركة في القمة الثالثة عشرة لدول «منظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها إسطنبول، مما يؤكد عمق العلاقات المتينة التي تربط البلدين الشقيقين، ويعزز أوجه التعاون في شتى المجالات التي تخدم مصالح شعبيهما».

وأوضح السفير التركي أن المملكة وتركيا تنعمان بالاستقرار في المنطقة ومكملان لبعضهما اقتصاديا، ويعد الناتج الإجمالي القومي لهما من بين الأعلى في العالم الإسلامي، كما تتمتع المملكة وتركيا من بين ثلاث دول إسلامية بعضوية مجموعة دول العشرين، متطلعا أن تسهم زيارة العاهل السعودي لتركيا في تعزيز وتقوية أواصر التعاون فيما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

وتعززت العلاقات بين الرياض وأنقرة في عهد الملك «سلمان»، الذي تولي مقاليد حكم المملكة في يناير/كانون الثاني من العام الجاري خلفا لشقيقة الملك «عبدالله» الذي وافته المنية.

وشكل البلدان، بالإضافة إلى قطر، ما يشبه التحالف غير المعلن، وهناك تنسيقا عاليا وتقاربا بينهم في المواقف خاصة ما يتعلق منها بالملف السوري.

 

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية التركية أردوغان الملك سلمان

السعودية وتركيا تبحثان إمكانية إنشاء مراكز تجارية بينهما

بيان الرئاسة التركية يشير إلى فشل زيارة «سلمان» في المصالحة بين القاهرة وأنقرة

الملك «سلمان» والرئيس التركي يعقدان جلسة مباحثات رسمية بأنقرة

«أردوغان» يمنح الملك «سلمان» وسام الجمهورية التركية

الرياض تقر إنشاء مجلس التنسيق السعودي - التركي

«القرضاوي» يدعو القمة الإسلامية إلى نبذ الفرقة ونصرة المسلمين في العالم